تعتبر الثروة السمكية في مصر واحدة من أهم مصادر الدخل القومي, فضلا عن أنها مصدر من مصادر البروتين الآمن والذي يوفر الاحتياجات الغذائية للإنسان وتقوم عليها صناعات عديدة. وعلي الرغم من تعدد المصايد السمكية في مصر والتي تشغل مساحات شاسعة تزيد علي3 آلاف كم, وتتنوع بين البحار; الأحمر والمتوسط, والبحيرات وتشمل المنزلة, والبرلس, والبردويل, وإدكو وقارون ومريوط والبحيرات المرة, ومنها أيضا مصادر المياه العذبة وتشتمل علي نهر النيل بفرعيه والترع والمصارف بالإضافة إلي البحيرات الاصطناعية كبحيرة ناصر وبحيرة الريان, علاوة علي المزارع السمكية الموجودة في عدد من المحافظات, إلا أن إنتاج مصر من الأسماك يبلغ.16 مليون طن لاتكفي الإنتاج المحلي وتعتمد مصر علي استكمال احتياجاتها من الأسماك عبر الاستيراد من الخارج والذي يصل إلي185 ألف طن. وتعد من أبرز المشاكل التي تؤثر علي انخفاض إنتاجية الثروة السمكية بمصر,تعدد جهات الإشراف عليها وتفرق دمها بين عدة وزارات, فضلا عن وجود هيئة مختصة بلا صلاحيات وهو ما أثر سلبا علي خطط التطوير. فيما يؤكد الخبراء والصيادون وجمعيات صيد الأسماك أن هناك مشكلات أخري تتعلق بصيد الزريعة الأمر الذي يؤثر علي الإنتاج, فضلا عن الخراب الذي حل بالمزارع السمكية خاصة بمنطقة مريوط بالإسكندرية, بالإضافة إلي انتشار الطحالب بالأقفاص السمكية علي فرعي النيل. بينما أرجع البعض قلة الإنتاج إلي ارتفاع معدلات التلوث بالمبيدات والكيماويات التي تصب في البحيرات ونهر النيل والتي تعتبر المنفذ الوحيد لمصارف الأراضي الزراعية ومياه الصرف الصحي في القري والمصانع المحيطة بها ومن أبرز أمثلته مصرف كوتشنر الذي يصب ببحيرة المنزلة, وهو ما يترتب عليه استقبال شاطئها يوميا لآلاف الأسماك النافقة. واتفق الجميع علي تجاهل المسئولين لمشكلات الصيادين التي تتفاقم دون تدخل من المسئولين لحلها. كما تشير التقارير إلي أن هناك أسبابا أخري لانخفاض إنتاجية البحرين الأبيض والأحمر فالأول تزداد به نسبة التلوث كثيرا ما يؤثر علي نمو الأسماك, بينما تأثرت شواطئ الثاني بطغيان القري والمنشآت السياحية علي الشعب المرجانية والتي كان من المفترض أن تكون بيئة حاضنة لتربية الأسماك. وعلي الرغم من الآمال الكبيرة التي علقتها الدولة علي بحيرة ناصر في توفير احتياجات مصر من الأسماك إلا أن الإهمال الذي ضرب مصنع أسوان, فضلا عن ترك المسئولين لالمسطح المائي دون رقابة جعل إنتاجها يسقط في شباك المهربين. وأمام كل هذه المشكلات التي أدت إلي تقلص إنتاج مصر من الأسماك ما نتج عنه ارتفاع أسعارها حتي اختفت من علي موائد شرائح عديدة من المجتمع المصري لم تجد الدولة مفرا من التدخل بقوة لتعويض هذا الانخفاض بإنشاء مشروع ضخم للاستزراع السمكي في الاسماعيلية وكذلك إقامة أكبر مشروع للإنتاج السمكي في الشرق الأوسط بمنطقة بركة غليون بكفر الشيخ مما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك وبأسعار معقولة.. فضلا عن تصدير الفائض للدول العربية والأوربية.