يقول اللواء محمد نجيب في مذكراته جئت متأخرا لوداع الملك بسبب ازدحام الطريق وكانت المحروسة في عرض البحر, فأخذت لنشا حربيا دار بنا دورة كاملة كما تقتضي التقاليد البحرية وصعدت للمحروسة وكان الملك ينتظرني, أديت له التحية فرد عليها, ثم سادت لحظة صمت بددتها قائلا للملك: لعلك تذكر أنني كنت الضابط الوحيد الذي قدم استقالته من الجيش عقب حادث4 فبراير1942 إحتجاجا. فرد الملك: نعم أذكر, وقلت له: حينئذ كنت مستعدا أن أضحي برزقي وبرقبتي في سبيلك ولكن ها أنت تري اليوم أنني نفسي أقف علي رأس الجيش ضدك, فرد فاروق: إن الجيش ليس ملكي وإنما هو ملك مصر, ومصر وطني وإذا كان الجيش قد رأي أن في نزولي عن العرش ما يحقق لمصر الخير, فإني أتمني لها هذا.. كان هذا أول المواقف التي سجلت لمحمد نجيب بعد إلقاء بيان الثورة الذي طالب الملك فاروق بالتنازل عن العرش. نجيب هو أول رئيس لجمهورية مصر بعد إنهاء الملكية وإعلان الجمهورية وهو أمر قد يغفله البعض لشهرة الزعيم جمال عبد الناصر التي تعدت شهرة نجيب بمراحل, كما تولي منصب رئيس الوزراء في مصر لفترة قصيرة وتولي أيضا منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية وكذلك وزيرالحربية. تعرف علي تنظيم الضباط الأحرارمن خلال الصاغ عبد الحكيم عامر, حتي نجحوا جميعا في3 يوليوعام1952 في تنفيذ ما طمحوا إليه وانتهي الأمر بتنازل فاروق, وفي عام1953 أصبح نجيب أول رئيس للبلاد. أعلن نجيب مباديء الثورة الستة وحدد الملكية الزراعية وبدأ ممارسة مهام عمله, وقد كان أول قراراته إنشاء قوات الحرس الوطني وهي قوة عسكرية قائمة علي التطوع الشعبي كي تكون عونا للجيش الأساسي في الدفاع عن استقلال الوطن, ولكن بمرور الوقت حدث خلاف مع ضباط مجلس قيادة الثورة ونتيجة لذلك قدم استقالته في فبراير1954 وكان نصها: السادة أعضاء مجلس قيادةالثورة.. بعد تقديم وافر الاحترام, يحزنني أن أعلن لأسباب لا يمكنني أن أذكرها الآن أنني لا يمكن أن أتحمل من الآن مسئوليتي في الحكم بالصورة المناسبة التي ترتضيها المصالح القومية, ولذلك فإني أطلب قبول استقالتي من المهام التي أشغلها, وإني إذ أشكركم علي تعاونكم معي أسأل الله القدير أن يوفقنا إلي خدمه بلدنا بروح التعاون والأخوة, وعاد ولكن لم تطل مدة البقاء حيث وقعت أزمة مارس1954 حيث تفاقمت الخلافات مع مجلس قيادة الثورة وفي14 نوفمبر1954 أبلغ عبد الحكيم عامر الرئيس نجيب بقرار المجلس بإعفائه من منصب الرئاسة, فكان رده: أنا لا أستقيل الآن لأني بذلك سأصبح مسئولا عن ضياع السودان أما إذا كان الأمر إقالة فمرحبا, ومنذ ذلك الوقت بات نجيب بعيدا تماما عن المشهد السياسي حيث أصبح محدد الإقامة في فيلا بالمرج. اختفاء نجيب عن الأنظار جعل البعض يعتقد أنه توفي إلي رحمة الله ولكن جاء قرار الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام1971 بإنهاء الإقامة الجبرية المفروضة عليه, وعاد اسمه للظهور من جديد, وفيما بعد تم إطلاق اسمه علي بعض الشوارع كما أن هناك محطة في مترو الأنفاق الخط الثاني تحمل اسمه, كما عادت الأوسمة لأسرته. توفي محمد نجيب في28 أغسطس1984 بعد دخوله في غيبوبة في مستشفي المعادي العسكري بعد أن كتب مذكراته, وقد شيعت جنازته في مشهد مهيب وتقدم الجنازة الرئيس الأسبق حسني مبارك وبعض أعضاء مجلس قيادة الثورة ممن كانوا علي قيد الحياة.