مروحيات القوات المسلحة أنقذت إدفو

احتراق100 محل تجاري و4 مولات.. والأهالي يتهمون المحليات بالتقاعس

بدأ فريق من أعضاء النياية العامة بأسوان تحقيقاته في الحريق الهائل الذي شب بالسوق التجاري المركزي بمدينة إدفو شمال المحافظة تحت إشراف المستشار عمرو محمود المحامي العام لنيابات أسوان الذي انتقل إلي موقع الحريق لإجراء المعاينة الأولية للسوق المنكوبة,
حيث باشر الفريق مهمته بالاستماع إلي أقوال المنكوبين من أصحاب المحلات وشهود العيان وطلب سرعة الانتهاء من إعداد تقرير المعمل الجنائي الذي سيحدد أسباب اندلاع النيران, كما بدأ قسم الأدلة الجنائية بمديرية أمن أسوان معاينته ورفعه لآثار الحريق لتحديد الأسباب والتي من المرجح وكما قال شهود عيان أنه بدأ في أحد المحال وانتقل إلي آخر لبيع الملابس الجاهزة إثر ماس كهربائي.
وكان الحريق قد تسبب في التهام أكثر من100 محل تجاري, بالإضافة إلي احتراق واجهات4 مولات تجارية بالمنطقة, وتقدر الخسائر الأولية بملايين الجنيهات مما جعل الأهالي يوجهون اتهامات صريحة لأجهزة المحليات بالتقاعس عن إزالة الإشغالات والتعديات العشوائية في قلب المدينة رغم الشكاوي الكثيرة التي تقدموا بها من أجل إعادة النظام والانضباط لهذه المنطقة كثيفة السكان, خاصة أنه يتكرر للمرة الثانية في غضون شهور قليلة, حيث سبقه حريق بالشادر الرئيسي للمدينة من قبل.
وكان الحريق الهائل الذي روع المدينة قد نشب بعد دقائق من بزوغ فجر أمس, وفيما كان الأهالي يستعدون للتوجه إلي أعمالهم, فوجئوا بدخان كثيف يغطي سماء المدينة بشكل مرعب, ولم تسعف الإمكانيات المتاحة قوات الحماية المدنية بإدفو لمواجهة النيران الكثيفة التي اندلعت, ليتم دعمها علي الفور بسيارات الإطفاء الخاصة بمصنعي الفيروسيلكون والسكر بخلاف ما تم استدعاؤه من محافظة الأقصر ومدن أسوان وكوم أمبو علي بعد120 كيلو مترا, كما تم الدفع بنحو28 سيارة إسعاف قامت بنقل4 مصابين من قوات الإطفاء إلي المستشفي المركزي بعد إصابتهم باختناق نجم من تأثير مواجهة النيران الشديدة, وفور انتقال اللواءين مجدي حجازي محافظ أسوان ومجدي موسي مساعد وزير الداخلية ومدير الأمن وقيادات المديرية والبحث الجنائي, أجري المحافظ اتصالا بقيادة المنطقة الجنوبية العسكرية لدعم قوات الإطفاء بمروحيات هليكوبتر ساهمت بشكل كبير في سرعة إخماد النيران ومنع امتدادها للمساكن والمحال التجارية ونجحت بعد جهد كبير في معاونة القوات في عمليات الإطفاء التي استمرت لنحو6 ساعات.
وأكد اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان أن مواجهة هذا الحريق الهائل قد شهدت ملحمة غير مسبوقة في التضافر والتعاون من كافة الجهات العسكرية والشرطية والحكومية, فضلا عن مشاركة كبيرة من الأهالي, وقال أنه تم تشكيل لجنة من التضامن الاجتماعي والوحدة المحلية بمركز ومدينة إدفو والجهات الأخري المعنية لحصر كل الخسائر المادية والعينية التي تسبب فيها, تمهيدا لتحديد التعويضات التي سيتم صرفها طبقا للضوابط المنظمة لذلك.
وكلف محافظ أسوان لجنة المنشآت الآيلة للسقوط بالقيام بمعاينة جميع العقارات السكنية والمباني والمنازل المجاورة لمنطقة الحريق, وهي المباني التي تم إخلاؤها تماما من السكان فور اندلاع النيران للحفاظ علي أرواحهم, ووجه المحافظ مسئولي الوحدة المحلية بالتعاون مع الجهات المختلفة لرفع كافة آثار الحريق من مخلفات الأخشاب والتراكمات الأخري, مشيدا بالتدخل السريع للقوات المسلحة من خلال مشاركتها بطائرات مروحية للمساعدة في إطفاء الحريق, كما أشاد حجازي بتكاتف الجهود الذاتية والشعبية لأهالي مركز إدفو مع الجهود التنفيذية والأمنية لقوات الحماية المدنية, بالإضافة إلي إسهامات سيارات مصانع السكر ولب الورق وغيرها من المؤسسات والشركات, مما ساهم بشكل مباشر في السيطرة علي الموقف في وقت قياسي رغم شدة النيران وقوتها.
وفي سياق متصل أصدرت مديرية أمن أسوان بيانا إعلاميا أكدت خلاله استمرار عمليات التبريد بعد الانتهاء من إخماد الحريق, وأوضح البيان أنه تم نقل كل من أمين شرطة إسماعيل سعد37 عاما من قوة إدارة الحماية المدنية بمديرية أمن الأقصر والمجند وليد حماد علي24 عاما من قوة إدارة الحماية المدنية بالمديرية إلي المستشفي المركزي بإدفو بعد إصابتهما باختناق, كما تم إسعاف مجندين آخرين.