لم تكن العلاقة بين إبراهيم وعبدا لله علاقة صداقه بل كانت تعتمد علي المصالح الشخصية المشبوهة فكثيرا ما تم اتهام عبد الله في العديد من القضايا, وتم القبض عليه ليقضي ليالي وحيدا في محبسه بينما كان إبراهيم بعيدا كل البعد عن دائرة الشبهات فهو يقوم بإصلاح الدراجات النارية بورشته الخاصة ويعمل مع عبدالله من الباطن في أعمال السرقة والبلطجة وطلب عبد الله من إبراهيم ان يقرضه مبلغا ماليا حتي يستطيع تأسيس مشروع صغير يمكنه من العمل والاعتماد علي نفسه ولم يصدق إبراهيم ما قاله صديقه ولكنه لم يكن يستطع مخالفته فقد كان شريكه في جميع الأعمال المشبوهة وبعد فترة طالبه برد المبلغ لكن عبدالله أكد له أن المبلغ غير متوافر لديه وسيوفره بعد أسبوع. أتفق الصديقان علي أن يستثمر المبلغ في جلب بعض المخدرات ليتاجرا فيها معا ويقتسمان الربح وبعد المدة المحددة طالب إبراهيم بالمبلغ لكن عبدالله تنصل منه ورفض تماما رد المبلغ مؤكدا له انه صرفه علي بعض متطلباته الشخصية, وهنا غضب إبراهيم غضبا شديدا ونشبت مشاجرة بينهما, ولكنه أدرك عقب ذلك ان الشجار لا نفع منه فبيت النية علي استدراجه إلي الأراضي الزراعية بحجة شراء دراجة بخارية من القرية المجاورة وتظاهر بأنه حسن النية ولا يحمل ضغينة له. كان اللواء أيمن الملاح مدير أمن الدقهلية, قد تلقي إخطارا من اللواء مجدي القمري مدير مباحث الجنائية, بورود بلاغ من اهالي قرية النشرة إلي العميد شريف حمدي مأمور مركز بلقاس, بالعثور علي جثة شاب محترقة داخل قطعة أرض فضاء, وعلي الفور انتقل الرائد احمد توفيق رئيس مباحث المركز إلي مكان البلاغ وتبين من الفحص أن الجثة لشاب في العقد الثالث وبها جروح طعنية بأماكن متفرقة بجسده. وتوصلت التحريات إلي تحديد شخصية المتوفي وتبين انه يدعي عبد الله ع. ف.25 سنة ومقيم قرية الكردود وسابق اتهامه في قضيتي ضرب, وعلي الفور تم تشكيل فريق بحث برئاسة العميد محمد شرباش رئيس قسم المباحث الجنائية بالتنسيق مع الأمن العام, وأسفرت جهود ضباط البحث الي ان وراء ارتكاب الواقعة صديق المجني عليه ويدعي إبراهيم أ. أ.24 سنة ميكانيكي موتوسيكلات ومقيم قرية النشرة دائرة المركز ونظرا لمرور المجني عليه بضائقة مالية فاستعان بالمتهم لإقراضه مبلغ1500 جنيه واتفقا فيما بينهما علي ان يجلب المجني علية بذلك المبلغ كميات من البانجو المخدر, للاتجار فيها علي ان يتقاسما حصيلة تجارتهما فيما بينهما إلا أن المجني عليه اخل بذلك الاتفاق وانفقه علي بعض ملذاته وعندما طلب المتهم بإعادة المبلغ أكثر من مرة ماطله المجني عليه, فعقد المتهم العزم وبيت النية علي التخلص منه فقام باستدراجه الي مكان العثور علي جثته ونشبت بينهما مشاجرة تعدي فيها المجني عليه علي المتهم بسلاح ابيض( مطواة) كانت بحوزته محدثا إصابته بجرح قطعي بأصبع السبابة, مما أثار حفيظة المتهم وأصر علي ارتكاب جريمته فقام باستخلاص المطواة وسدد إليه عدة طعنات بأماكن متفرقة بالبطن والصدر والرأس حتي فارق الحياة ثم قام بسحب جثته مسافة20 متر تقريبا ووضع أعلاه بعض مخلفات الاراضي الزراعية وأكياس من البلاستك وأشعل النيران بها لإخفاء معالمها ثم فر هاربا مستقلا الدراجة النارية خاصة المجني عليه. وعقب تقنين الإجراءات تم إعداد عدة أكمنة ثابتة ومتحركة أسفرت عن ضبط المتهم بدائرة مركز وادي النطرون تنسيقا مع امن البحيرة وبحوزته السلاح المستخدم في الواقعة.