نشأت صداقة وطيدة بين أسامة وأحمد اللذين تقاربت صفاتهما وتشابهت ظروفهما المعيشية, حيث ترعرع الاثنان وسط أسرتين فقيرتين بإحدي قري محافظة بني سويف ولم يستطيعا إكمال تعليمهما مثل اقرانهما من أبناء القرية التي شهدت تنقلهما بين الأعمال ليجلبا قوتهما ويتمكنا من تكوين أنفسهما إلا انهما لم يستقرا في صنعة معينة إلي أن قادتهما قدماهما إلي تعلم حرفة السباكة التي تمكنا من خلالها من جلب المال للإنفاق علي متطلباتهما.. فكر الصديقان في زيادة دخلهما من الصنعة الجديدة التي احترفاها بعيدا عن مسقط رأسيهما, حيث نزحا من قريتهما إلي القاهرة بحثا عن المال الوفير واستقر أسامة في منطقة المنيب وصار من أشهر السباكين يتردد عليه الأهالي وأصحاب الأعمال لإنهاء الإصلاحات بشققهم وعقاراتهم, بينما قادت احمد قدماه إلي الإقامة بإحدي الشقق بمنطقة البساتين وعمل لدي أصحاب محلات السباكة بتلك المنطقة وتحسنت أحواله المادية بشكل كبير.. كان أحمد يتردد كثيرا علي مقر إقامة والده الذي يحرس فيلا أحد الأغنياء بمنطقة القاهرة الجديدة ليطمئن علي أحواله وفي أحد الأيام طلب منه والده إنهاء بعض اعمال السباكة بالفيلا التي يحرسها مقابل اجر مناسب من مالكها الثري الذي يقيم خارج البلاد فلم يتردد أحمد في الاتصال بصديق عمره أسامة ليساعده في أعمال الصيانة بالفيلا بعد أن علم بالمال الوفير الذي سيحصلان عليه من صاحبها. وبعد انتهائهما من الأعمال المكلفين بها خرجا من الفيلا وقد سيطر عليهما الشيطان ومهد لهما طريقهما لسرقة صاحبها إلا انهما فكرا في الاستعانة باثنين من معارفهما لمعاونتهما علي ارتكاب جرمهما احدهما فكهاني والأخر بائع مأكولات اللذان لم يتوانا في الموافقة علي مخططهما وبدأ الأربعة في تقسيم الأدوار فيما بينهم لتنفيذ فكرتهم علي الوجه الأمثل دون أن تحوم حولهم الشبهات إلا أن مرادهم لم يكتب له النجاح ليدفعوا ثمن فعلتهم وتمردهم علي مصادر رزقهم. كان اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي إخطارا من اللواء احمد الالفي مدير المباحث الجنائية يفيد بورود بلاغ للمقدم عمرو الوكيل رئيس مباحث التجمع الخامس من كامل الصفتي58 سنة يعمل بالخارج ومقيم بفيلا في دائرة القسم باكتشافه كسر الخزينة الحديدية بغرفة النوم خاصته بالفيلا سكنه وسرقة محتوياتها عبارة عن300 ألف جنيه ومشغولات ذهبية بعضها مرصع بالالماظ تقدر قيمتها بنحو550 ألف جنيه عبارة عن3 غوايش, أسورة,8 حلقان,22 خاتما,5 سلاسل مجدولة,2 بروش مرصع بالألماظ,4 سبح لولي حر,2 انسيال, دلاية كبيرة الحجم علي شكل قلب,4 فصوص الماظ داخل علبة دبوس سلسلة مجدولة بدلاية من الذهب الأبيض و3 ساعات يد و15 ألف دولار. وبانتقال رجال مباحث القسم وإجراء الفحص لمكان السرقة تبين وجود آثار عنف بباب الفيلا من الخارج وغرفة النوم وكسر بالخزينة الحديدية والاستيلاء علي محتوياتها. تم تشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواءان محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة واحمد الالفي مدير المباحث الجنائية باشره اللواء سامح الحميلي رئيس مباحث قطاع القاهرة الجديدة والعميد إيهاب الشبكشي مفتش المباحث ترأسه المقدم عمرو الوكيل رئيس المباحث لكشف غموض الواقعة والقبض علي المتهمين حيث تم وضع خطة بحث اعتمدت علي فحص المترددين علي الفيلا الذين ظهرت عليهم علامات الثراء في الفترة الأخيرة. وبتكثيف التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة أسامة جمال26 سنة ومقيم المنيب- جيزة واحمد محمد فتح الله19 سنة نجل حارس الفيلا ومقيم بالبساتين ويعملان بالسباكة ومحمد أسامة55 سنة بائع مأكولات ومقيم أبو النمرس- جيزة والسابق اتهامه في القضية رقم2920 لسنة2013 م الجيزة سلاح بدون ترخيص وإسلام صفوت19 سنة فكهاني ومقيم الطالبية- جيزة خطيب شقيقة الثالث وجميعهم من محافظة بني سويف.. عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة تم استهدافهم بمأمورية أسفرت عن ضبطهم وضبط بحوزة المتهم الأول مبلغ111 ألف جنيه, و3900 دولار, كمية من المشغولات الذهبية عبارة عن( غويشة, أسورة,2 حلق14 خاتم,3 سلاسل,2 بروش مرصع بالالماظ,2 سبحة لولي, ساعة يد, بعض الاكسسورات الحريمي) وبحوزة المتهم الرابع55 ألف جنيه, و3600 دولار, وكمية من المشغولات الذهبية عبارة عن(2 غويشة,6 حلقان,8 خاتم,5 سلاسل مجدولة,2 سبحة لولي,2 انسيال, دلاية كبيرة الحجم, سلسلة مجدولة بدلاية من الذهب بالأبيض).. وبمواجهتهم أمام العميد إيهاب الشبكشي مفتش المباحث اعترفوا بارتكاب الواقعة. تم تحرير محضر للمتهمين وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالتهم للنيابة التي تولت التحقيق.