منذ أن هبت عاصفة الربيع' العبري' علي المنطقة العربية والحرائق تندلع تباعا في دولة تلو الأخري تحت مسمي الثورات لتنفيذ المخطط الصهيوني لتقسيم هذه الدول, والمؤامرة الممنهجة تنجح بشكل أو بآخر في جميع الدول المنكوبة, عدا مصر التي ظلت صامدة وإن تظاهرت في فترة ما بالوهن والهزيمة أمام المتآمرين من الدول والأفراد حتي تسدد لهم ضربتها القاضية في التوقيت المناسب الذي لا يمكنهم معه الإفلات من هذه الضربة أو تفاديها. فمصر فعليا لم تنج من تلك المؤامرة الصهيونية فحسب بل حولتها إلي انتصار آخر من انتصاراتها المتتالية علي العدو الصهيوني التي سجلتها علي مدي عقود طويلة من الصراع العسكري والسياسي معه.. فالعدو الصهيوني ليس فقط هذا الكيان المقام عدوانا علي أرض فلسطينالمحتلة وإنما هو كل من يتبني ذات الفكر الاحتلالي والايديولجية الاستعمارية وهو كل من أسهم في تنفيذ مخططهم في تقسيم المنطقة إلي دويلات متناحرة يسهل السيطرة عليها من خلال تفريغ أرضها من سكانها الأصليين ومن ثم احتلالها عن طريق الحرب بالوكالة التي تشنها الجماعات المسلحة علي الجيوش النظامية التي انقسمت علي نفسها هي أيضا لتتيح الفرصة للعدو الرئيس في إحكام سيطرته علي زمام الأمور في الدولة المستهدفة.. فخ لم يسلم من الوقوع فيه سوي الجيش المصري الذي هو خير أجناد الأرض بحق لتبقي مصر وحدها صامدة في وجه هذه العاصفة التي لم تبق ولم تذر في جميع البلدان المجاورة.. ولم يكن صمود مصر وحده هو الشاهد علي قوتها وإنما انتصاراتها المتوالية علي كل من تآمروا عليها فبدءا من إجهاض كل حلم لجماعة الإخوان الإرهابية في الحكم والسيطرة علي مقدرات الوطن وانتهاء بتضييق الخناق علي دويلة قطر الراعية للإرهاب والداعمة لهذه الجماعة الإرهابية والتي سخرت كل إمكاناتها الإعلامية والسياسية للهجوم علي مصر وجيشها لخدمة أهداف الجماعة الإرهابية التي أرادت نشر الفوضي في ربوع مصر فلفظها الشعب وكتب لها النهاية ليس في مصر فقط بل في العالم أجمع.. لتتوالي هزائم هذه الجماعة في جميع الدول العربية والغربية معا.. سوي دويلة قطر التي استضافتهم وأتاحت لهم كل فرصة ممكنة لمهاجمة مصر والإساءة إليها علي جميع المستويات.. بخلاف تمويل العمليات الإرهابية التي وقعت علي أرض مصر مؤخرا.. وحين تأخر الرد المصري علي تلك البذاءات والخيانات ظنت تلك الدويلة أن بإمكانها هدم الدولة المصرية أو تأليب دول العالم عليها لحصارها اقتصاديا لينقلب السحر علي الساحر ويرد الله كيد المتآمرين جميعا في نحورهم.. جاء الرد المصري مفاجئا للجميع ومباغتا وقاصما لظهر هذا البعير القطري في الوقت نفسه.. وأعلنت جميع الدول التي كانت في الماضي القريب تضع يدها في يد هذه الدويلة مقاطعتها لها وتبرؤها من ممارستها الإرهابية بل وحصارها اقتصاديا وبريا وجويا, الأمر الذي أربك تماما ما تبقي من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الشيطانية والذين لفظتهم جميع الدول من قبل هذه المقاطعة لدويلة قطر لتكون الضربة القاضية التي توجهها مصر لهم.. إن مصر أكدت للعالم أجمع أنها دولة قوية لم تصمد فقط أمام المؤامرة بل تحدتها وقامت من عثرتها تبني مشروعات عملاقة وتسدد ديونها وتنمي مواردها لتحيا وتقود العالم أيضا سياسيا وتأخذ بثأرها ممن تآمروا عليها وخانوها.. فمن يشككون في قدرة مصر علي محاسبة أي دولة متآمرة علي أمنها عليهم أن يراقبوا المشهد الحالي جيدا وسوف يدركون أن الإجابة لم تكن أبدا سوي مصر فقط ولن تكون سواها.