بعد دقائق قليلة من إنهاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما لخطابه المتوازن, المعد بدقة عن الشرق الأوسط, بدأ الجمهوريون من مرشحي الرئاسة وصناع القرار في لي عنق كلماته قائلين إنه يقترح التخلي عن إسرائيل. وقال ميت رومني أحد المرشحين الجمهوريين: إن الرئيس أوباما ألقي بإسرائيل تحت عجلات الحافلة, كما وصف تيم باولينتي دعوة أوباما إلي العودة إلي حدود67 بأنها كارثة تنتظر الحدوث, بينما قال ريك سانتروم: إن أوباما وضع وجود إسرائيل نفسه في خطر. وذهب آخرون إلي أبعد من ذلك حيث قال النائبان ميشيل باكمان ومايك هوكابي مرشحي الرئاسة السابقين: إن أوباما قد خان إسرائيل, لكن القول الأسوأ جاء من ألين ويست النائب عن فلوريدا الذي يعتقد بأن أوباما يريد أن يبقي اليهود بعيدين عن الغرب, ويريد أن يري بداية النهاية للدولة اليهودية! بعض الديمقراطيين أيضا دخلوا علي الخط حيث يخشون أن يرسمهم الجمهوريون في صورة المناهضين لإسرائيل, ولم يساعد السيناتور هاري ريد زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ كثيرا حين قال: إنه لا أحد خارج المفاوضين يجب أن يتدخل في شروط التفاوض, في تبرؤ واضح من محاولة الرئيس لأن يفعل ذلك بالضبط. ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن التعويل علي إسرائيل في كسب التأييد اليهودي ليس ظاهرة جديدة علي السياسة الأمريكية, لكن هذه المرة هناك شيء ما غير نزيه فيما يتعلق بذلك الوابل من التصريحات النارية, فمعظم الجمهوريين يعرفون جيدا أن أوباما لم يدع إسرائيل إلي التراجع إلي حدود67, لكنه قال: إن تلك الحدود يجب أن تكون نقطة بداية في التفاوض حول مقايضة الأراضي. والسؤال الآن: هل يوافق منتقدو الرئيس علي الحاجة إلي إقامة دولة فلسطينية إلي جانب إسرائيل كما يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نفسه ذلك؟ ليس من الواضح أن العديد من الجمهوريين يمكنهم أن يذهبوا إلي الحد الذي ذهب إليه نتانياهو نفسه الذي لاحظ أن أوباما لا يريد العودة إلي حدود67, لكن الذين لا يمكنهم أن يذهبوا إلي هذا الحد عليهم أن يعترفوا بأن حل الدولتين الذي يرفضونه هو الحل الأمثل للنزاع العربي الإسرائيلي. علي سبيل المثال صرح رومني لصحيفة جيروزاليم بوست في عام2007 بأن إدارته سوف تعمل بشكل جاد علي أن تصل لحل الدولتين لكي تنهي الصراع العربي الإسرائيلي, وهنا يبرز السؤال لرومني: كيف يمكن أن تكون الخطوط العريضة للتفاوض إذا لم يكن ما قاله أوباما؟ إن رومني لا يتعرض لمثل تلك الأسذلة في خطابه, لكنه يريد فقط أن تحدث ضوضاء حول حملته الانتخابية.