من أبرز القيم التي يعلمنا إياها شهر رمضان قيمة النظام والالتزام والانضباط فالصوم يؤدي وفق نظام دقيق فله شهر معلوم ووقت معدود فالصيام في وقت والإفطار في وقت ووقته من طلوع الفجر إلي غروب الشمس يقول الله تعالي وكلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلي الليل البقرة:187, وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا أقبل الليل من ها هنا; وأدبر النهار من ها هنا; وغربت الشمس فقد أفطر الصائم متفق عليه, فلو أن صائما لم يتقيد بالنظام وتناول مفطرا قبل الغروب ولو بقليل عامدا بطل صيامه أرأيت أيها المسلم كيف يربينا الصيام علي النظام حتي نكون منظمين مرتبين في كل شئوننا فالعبادات في الإسلام تحظي بكل مظاهر النظام تدريبا وتربية للمسلمين علي التزام النظام في سائر حياتهم فالصلاة تغرس في المسلم قيمة النظام فلقد نظم الإسلام وقت أدائها فأنت تصلي في اليوم والليلة خمس مرات في أوقات محددة لايصح أن تتأخر أو تتقدم عنها قال تعالي: إن الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا النساء:103, وتؤدي بطريقة معينة لايجوز أن تخالفها أو تزيد أو تنقص عنها فلو قدم المصلي ركنا علي ركن وخالف النظام والترتيب بطلت صلاته!! والنظام من أهم مقومات صلاة الجماعة حيث يتقدم الإمام والصفوف متساوية خلفه فلقد كان نبينا يقول كما ورد في صحيح مسلم عن أنس بن مالك, قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: سووا صفوفكم, فإن تسوية الصف, من تمام الصلاة وكان يعلم أصحابه النظام في صلاة الجماعة قائلا لهم كما جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة, عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به, فلا تختلفوا عليه, فإذا ركع, فاركعوا, وإذا قال: سمع الله لمن حمده, فقولوا: ربنا لك الحمد, وإذا سجد فاسجدوا, وإذا صلي جالسا, فصلوا جلوسا أجمعون, وأقيموا الصف في الصلاة, فإن إقامة الصف من حسن الصلاة والزكاة تؤدي وفق نظام دقيق مفصل فلها نظام في أنواعها ومقاديرها ونسبها والحج أشهر معلومات, ومناسك وشعائر, يتنقل العباد من بعضها لبعض في نظام لا يخرجون عنه ولا يتجاوزونه فالعبادات في الإسلام ومنها شهر رمضان من أهم وسائل تربية الأمة علي النظام في حياتها.