مع مرور3 أسابيع من شهر رمضان المبارك أسعار البلح مازالت مرتفعة ولم تنخفض بالرغم من عدم الاقبال علي الشراء بنسبة كبيرة مثل الاعوام السابقة في ظل ارتفاع اسعار كل السلع والخدمات مما أدي الي تأثر أولويات المواطنين في الشراء تبعا لأهمية السلع. وأوضح مصطفي الطيب احد التجار بسوق البلح بروض الفرج أن اسواق البلح في شهر رمضان الكريم هذا العام شهدت حالة من العزوف علي الاقبال بنسبة كبيرة نظرا لارتفاع أسعاره والتي تعدت100% في معظم أنواعه لأسباب مختلفة يأتي في مقدمتها انخفاض المعروض لتقلص حجم المحصول لعدم طرح عدد كبير من النخل هذا العام بنفس القدر وسوء التخزين. وأشار الي ان اتجاه بعض التجار لتصدير البلح مع انخفاض قيمة الجنيه بعد قرار التعويم لسعر الصرف وارتفاع تكلفة النقل والتخزين والعمالة أسباب أخري لارتفاع الاسعار. إلا أن أسعاره شهدت ارتفاعا لاتجاه عدد من التجار لتصديره للاستفادة من تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار لتحقيق عائد جيد في ظل حالة الركود التي تعاني منها الاسواق وخاصة في السلع غير الاساسية لارتفاع الاسعار بنسبة كبيرة أدي الي نقص المعروض مما رفع أسعاره. وأوضح أن هناك عددا كبيرا من أنواع البلح المعروض والتي لا يعرفها سوي البائعين أقلها سعرا الشامية والغزال وتبلغ17 جنيها للكيلو وعينات بمبلغ20 جنيها وفرس النبي بنفس القيمة والبرتمودا والملكابي بمبلغ25 جنيها وقنديله30 جنيها وسكوتي فاير30 جنيها وسكوتي جامبو32 جنيها وأم القنابل40 جنيها. وأضاف أن عددا كبيرا من التجار لا يضع اسعارا معلنة علي أجولة البلح رغم اختلاف أنواعها وجودتها نظرا لأن الزبائن التي تزور الاسواق والمحلات عندما تري الأسعار من بعيد لا تقبل علي الشراء ولكن عندما يأتون للاستفسار عن السعر تكون هناك فرصة لتحقيق هامش ربح بسيط حتي يضمن بيع البلح الذي اشتراه وعدم تخزينه وتعريضه للتلف والخسارة. وأوضح عبده عبد الهادي أحد تجار البلح بالسوق أن هذا العام شهد ارتفاعا ملحوظا في أسعار البلح باختلاف أنواعه في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية أو الترفيهيه الأخري وأشار الي أن تكلفة خدمة محصول البلح ارتفعت بنسبة كبيرة منذ قرار تعويم الجنيه كغيره من المحاصيل لزيادة أسعار مستلزمات الانتاج من مبيدات كيماويات ويتم استيرادها فضلا عن تكاليف النقل لارتفاع أسعار البنزين والسولار بعد قرار زيادة أسعاره وتكاليف تشوين وتخزين البلح وحتي شكائر الخيش قد ارتفع سعرها ليصل سعر الشيكارة الفارغة إلي10 جنيهات مقابل5 جنيهات العام الماضي. وأضاف أن العمالة الموسمية التي كان يعتمد عليها التجار في الحصاد للتمر والتشوين والتعبئة خلال هذه الفترة ارتفعت تكلفتها من نحو70 جنيها يومية للعامل في الموسم الماضي الي نحو150 جنيها بدعوي تغطية احتياجاته في ظل ارتفاع الاسعار لكل السلع. وأوضح أن التاجر يشتري البلح وهو لا يزال علي النخلة ثم ينتظر لتطيب ويتم قطفها لتبدأ مرحلة التجفيف بداية بنشره بمكان جاف في الهواء وفرزه تحت الشمس وتقليبه بين الحين والآخر لحين جفافه ووضعه في أجولة من الخيش جيدة التهوية لكيلا يتعرض للترطيب وإذا كانت الكميات كبيرة يتم شراء ماكينة للتبخير لمنع السوس من الوصول للبلح أو وضع أقراص مضادة للسوس بعد طحنها إذا كانت الكميات قليلة. بينما علي الجانب الآخر يري خالد سيد محاسب أن أولويات المواطنين اختلفت بنسبة كبيرة في ظل ارتفاع الاسعار, مشيرا الي أن البلح كان بمنزلة أحد السلع الأساسية في رمضان إلا أنه حاليا الآن أصبح هناك سلع أخري لها أولوية للمواطن عن توفير البلح مثل الزيت والسكر والارز وغيرها, في الوقت الذي يعزف فيه المواطنون عن شراء سلع أخري منها الياميش والمكسرات وغيرها التي أصبحت من السلع الترفيهية أو الكمالية. وأكد أحمد عبد العظيم محاسب أن سباق ارتفاع الاسعار أجبر المواطنين علي تقليص اولوياتهم في اختيار السلع بناء علي دخولهم المحدودة وارتفاع الاسعار.