ولد طلعت حرب عام1867, وتوفي عام1941, هو اقتصادي ومفكر مصري, قام بتأسيس بنك مصر ومجموعة من الشركات العملاقة التي تحمل اسم مصر مثل شركة مصر للغزل والنسيج ومصر للطيران ومصر للتأمين ومصر للمناجم والمحاجر ومصر لصناعة وتكرير البترول ومصر للسياحة واستديو مصر وغيرها, وبتلك الجهود عمل طلعت حرب علي تحرير الاقتصاد المصري من التبعية الأجنبية, ويعتبر واحدا من أهم أعلام الاقتصاد في تاريخ مصر, وكان جديرا بلقب أبو الاقتصاد المصري. اهتم طلعت حرب بمشكلات الفقراء والفلاحين, ولفت انتباهه لجوؤهم إلي الاستدانة ووقعهم تحت قيد الربا, فلم يكن هناك نظام مالي يدعمهم, فالنظام المصرفي القائم آنذاك بسبب ظروف الاستعمار كان مخصصا لتمويل الأجانب فقط, وهو ما أدي إلي استنزاف موارد الاقتصاد المصري. فساند حرب الفلاحين في أهمية امتلاكهم الأراضي الزراعية التي يزرعونها, كما نادي بأهمية استفادتهم بحصيلة ما يزرعونه من محاصيل وما فما خاضه طلعت حرب من معارك اقتصادية من أجل إعلاء كلمة مصر, والصناعة المصرية, لا تقل ضراوة عما يخوضه الوطن الآن, من حروب اقتصادية, بل أن الوضع الراهن قد يكون أشد قسوة عما سبق. فطلعت حرب حينما كان يدافع عن الاقتصاد المصري, ويهدف إلي إعلاء هامة المصريين, ويدافع عن فقرائهم, فقد كان يحارب عدوا واضحا بالنسبة له وبالنسبة للجميع, فقد كان يحارب العدو الأجنبي, الذي من الممكن أن يعرقل مسيرته الإصلاحية, أما الآن فالعدو غير معروف, غير محدد الهوية, فقد يكون من أبناء وطننا, وقد تكون أهدافه مخالفة لأهداف بناء الوطن, وبالتالي المعركة أقوي وأشرس, وتحتاج يقظة دائمة, ومهارة وقدرة علي فرز السم من العسل. فنحن في أمس الحاجة إلي كل من يزرع الأمل, نتمسك بكل من يمنحنا طاقة إيجابية, نحتاج أن نهرب وبأقصي سرعة من أمام كل ما يشيع طاقة سلبية, فعلينا جميعا أن نكون علي قدر المسئولية, وأن يكون شعارنا في الحياة طلعت حرب لازم يرجع. وهذا ما دفعني إلي كتابة هذا المقال, فقد سعدت بمشاهدة إعلانات مبادرة طلعت حرب راجع, إلا إنني لاحظت في الآونة الأخيرة هجوما غير مبرر علي تلك المبادرة, والغريب في الأمر أن هذا الهجوم جاء من إعلاميين وأساتذة جامعات, وهو الأمر الذي جعلني أتساءل هل هذا الهجوم حقيقي, وهل فعلا تلك المبادرة غير مفيدة أو قد تلحق الضرر بالشباب, كما روج لها البعض, فقد ذكروا أنها تمنح قروضا أقل من قيمة القرض المطلوب, وتثقل كاهل الشباب بالفوائد والأعباء المالية, وبالتالي فهي غير مجدية كما يتم الإعلان. هذا الامر دفعني إلي التواصل مع أحد المعنيين بالأمر, والذي أوضح لي أنه قد تم تكذيب تلك الإدعاءات, فالمبلغ الذي يتم اقتراضه يتم منحه بالكامل للشخص المقترض, كما أن سعر الفائدة مخفض, وبالتالي ما روج له البعض, يصبح كذبا وتضليلا. فالهدف من المبادرة هو تشجيع الشباب علي فكر العمل الحر, كما تهدف إلي مكافحة الهجرة غير الشرعية, وتسلط الضوء علي الحلول البديلة المتاحة للشباب, كما تدعو إلي استغلال الفرص والتوجه إلي الاستثمار, كما تحث علي أهمية المسئولية المجتمعية التي يجب أن تتحلي بها جميع المؤسسات العامة والخاصة لحماية ومساندة المواطن والمجتمع فما نحتاجه حقا تلك المرحلة أن يكون شعارنا طلعت حرب لازم يرجع, كي لا يهنأ طيور الظلام أعداء الدين والوطن.