أؤمن ان ما يحدث في العالم كمربع لعبة الشطرنج. فما بين عسكري و ملك و فيل و طابية ووزير وحصان تكون حركات اللاعبين وفقا لمصالح تنتهي أو تتجدد أو تتغير. وهكذا يا سادة أري ما يحدث في قطر في ظل حركات أخري توارت أمام لعبة كش قطر. كعمليات تبنتها داعش في ايران, أو بدء الاكراد تحرير الرقة السورية بمساعدة قوات أمريكية, أو اعلان تركيا دعم قطر بعسكريين او ارسال باكستان20 ألف جندي لدعم قطر بموافقة ايرانية. وكلها تعني ان اللعب يزداد التهابا و أن القادم أكثر تهورا. ودعونا نكرر في البداية حقيقة وجود لاعب محترف يسعي لتحقيق حلمه منذ عشرات و جسد لعبه خطة برنارد لويس-المستشرق الصهيوني- و بيرجينسكي- مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد جيمي كارتر- عام1977 و أقرتها الإدارة الأمريكية1983. الخطة التي انطلقت كنتيجة لانتصار اكتوبر المصري علي اسرائيل1973, والتي لا تقتصر علي اعادة تقسيم الشرق الأوسط وفقا لفكر طائفي ديني فقط, ولكنها تمتد في مراحل لاحقة لأوروبا ذاتها. ولذا عليك أن تنظر لليمين المتطرف بنفس منطق التكفير الإرهابي كعوامل هدم في المجتمعات. فالصهيونية لم ولن تنس ما تعرض له اليهود في اوروبا ولم تنس ما تم تخطيطه في بروتوكولات صهيون ملك العالم. ولذا فحينما ننظر لما يحدث في قطر فعلينا تذكر بعض الحقائق القريبة من الذاكرة حتي لا نتوه في تفاصيل ما يحدث. فما فعلته قطر لم يكن خافيا علي الغرب أو علي العرب ودول الخليج منذ سنوات. فقطر كانت وستظل منتجا منفذا بثرواتها لسياسات الغرب في المنطقة طمعا في نفوذ ومكانة وبقاء. قاعدة العيديد أكبر قواعد امريكا في الشرق الأوسط موجودة منذ بدء التسعينيات, قناة الجزيرة وجدت لتغييب الوعي العربي و تشكيله وفق رؤية مخططة من منتصف التسعينيات, التقارب القطري الأخواني ليس بجديد فعلاقتهم بالقرضاوي الممنوح جنسيتهم يعود للعام.1961 احتضان حماس و جبهة النصرة و القاعدة وطالبان قائم في قطر منذ سنوات. يكفي أن الدوحة بها الفرع الوحيد لحركة طالبان الإرهابية الأفغانية- التي تحاربها أمريكا في افغانستان!!!- منذ يونيو2013! وقد سبق لدول الخليج توقيع ميثاق الرياض مع قطر في2014 بعد تهدئة الأجواء عقب تجميد العلاقات الدبلوماسية معها لمدة ستة اشهر واتفقوا فيه علي العمل وفق رؤية مصالح واحدة, لكن قطر لم تلتزم. لماذا؟ لأن قطر عليها تنفيذ سياسات واشنطن وارجعوا الي حوار حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء و وزير الخارجية القطري الاسبق في الجارديان في مايو2016 والذي قال فيه نصا ان العرب خذلوا واشنطن وعليهم زيادة تعاونهم معها وان تاخر السعودية عن تنفيذ مخطط سوريا افسد الطبخة! ولكن لم تكن المخططات قاصرة علي ما تم تنفيذه في دول عربية مصر وليبيا و البحرين و سورياوالعراق و اليمن, ولكن القائمة تشمل الإمارات و السعودية اللتان لم تصدقا أن قطر ستنفذ فيهما ما سبق تنفيذه في دول عربية أخري. من هنا كان يجب علي قطر اكمال العلاقة مع الأخوان وحماس و القاعدة و طالبان وداعش و الحشد الشيعي إن لزم الأمر. فسلامة الإمارة مرهونة بتنفيذ المخطط حتي حين. نعم ربما تحمل قرارات مقاطعة قطر الأخيرة ملامح مكافحة الإرهاب القطري في العالم العربي من افعال شقيق مربك مرتبك من قبل دول الخليج التي أدركت عمق التآمر القطري ضدها فقررت التضامن مع مصر المكتوية بنار الارهاب المنفذ بيد صبيان المنطقة, بمباركة ضمنية أمريكية لتحريك قطع الشطرنج علي رقتعه في المنطقة بعد صفقة السلاح السعودية الامريكية بقيمة360 مليار دولار الاخيرة, وبخاصة أن الخليج لا يأتي بمثل هذه الخطوات من دون تواصل مع البيت الأبيض- قطر نفسها دليل علي هذا وحدث حينما انقلب الإبن علي الأب سنة95 و حركت الإمارات طيرانها العسكري لتأديب حمد الإبن, فكان الإتصال الأمريكي بأن هذا شأن أمريكي. وحدث في العراق عام90 حينما اوحت واشنطن لصدام بغزو الكويت بدعوي أنها حقه وان الولاياتالمتحدة لن تتدخل في شأن خليجي عربي,فصدقهم ليكون وصول القوات الامريكية للسعودية ثاني يوم غزو الكويت!!- ربما كل هذا ولكن الحقائق تذكرني بموقف بلادي الصامد منذ سنوات, فاستقبلت أمير قطر في قمة شرم الشيخ2015 احتراما لوحدة أمن الخليج رغم ما اكتوينا به من ارهاب قطري. وأن بلادي أصرت علي رد وديعة قطر المقدمة في عهد الإخوان بقيمة7 مليار دولار. وأن بلادي دعت في ذات القمة لتكوين قوة عربية مشتركة لمكافحة الارهاب دون ان يستمع لها احد. وأعلنت في ديسمبر الماضي عن علاقة منفذ هجوم كنيسة البطرسية بقطر, فما كان من دول التعاون الا ان اعلنت بيانها الرافض للزج باسم قطر. ثم كانت الكلمة المصرية في قمة الرياض الأخيرة بأن الارهابي ليس من يمسك السلاح ليقتل الابرياء فقط, ولكنه من يمول ومن يشتري المخدرات و البترول و الاثار و يلقي لهم بالسلاح أيضا. ولذا ومع احترامي لقرار دول الخليج, و اشفاقي علي من لم يستطع رؤية الصورة الكاملة في بلادي, و عدم اهتمامي بالتلاعب الامريكي بين تصريحات الخارجية المؤكدة علي مكافحة قطر للارهاب, وتصريحات ترامب المؤكدة علي علاقة قطر من سنوات بالارهاب!!! فإنني لا أنظر إلا للقرار المصري الحامل لبصمات الصبر و العمل الصامت منذ سنوات ليفاجيء الجميع بقدرته علي حماية الأرض والعرض مدركا استمرار اللعب مصرا علي انقاذ مصر. تبقي كلمة أكلت يوم أكل الثور الأبيض...مخطئ من يظن الحماية خارج حدود الأهل والأرض. فهل من مدكر؟