رمضان شهر البر والصلة وتقوية وتجديد أواصر المحبة والمودة بين الأقارب والأرحام فهو فرصة لبر الوالدين, والأخوة والأخوات, والأعمام والأخوال, والعمات والخالات وأولادهم وكل أحد تربطك به صلة قرابة من جهة أمك وأبيك فهو فرصة لصلة الأرحام المقطوعة وإصلاح ذات البين وإزالة الخلافات وبدء صفحة جديدة مع أرحامنا فصلة الأرحام من أفضل الطاعات التي يتقرب بها المسلم لربه خاصة في شهر رمضان شهر التراحم والصفاء والتسامح ففيه تتآلف القلوب وتزول الشحناء فلا مجال فيه للقطيعة والخصومات والمنازعات فقطيعة الرحم كبيرة من كبائر الذنوب وقاطع الرحم ملعون في كتاب الله يقول الله تعالي فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم, أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمي أبصارهم محمد:32-33, فهو مطرود من رحمة الله ممنوع من دخول الجنة فعن جبير بن مطعم: أنه سمع النبي صلي الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة قاطع رحم أخرجه البخاري, وفي المقابل وعد الله تعالي واصل الرحم بالأجر الكبير والثواب الجزيل في الدنيا والآخرة فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من سره أن يبسط له في رزقه, وينسأ له في أثره فليصل رحمه أخرجه البخاري, وعن أبي أيوب الأنصاري- رضي الله عنه- أن رجلا قال للنبي صلي الله عليه وسلم: أخبرني بعمل يدخلني الجنة. فقال النبي صلي الله عليه وسلم: تعبد الله, ولا تشرك به شيئا, وتقيم الصلاة, وتؤتي الزكاة, وتصل الرحم أخرجه البخاري, والصلة تكون بالزيارة والمجالسة وتفقد الأحوال أو بمكالمة واتصال وسؤال وتكون بإجابة دعوتهم وعيادة مرضاهم والتصدق علي فقيرهم, وإهداء غنيهم ولا يحتج البعض بأنه يصل رحمه وقرابته ولا يجد منهم مثيل صلة فالصلة الحقيقية أن تصل من قطعك فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ, ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها. رواه البخاري, ولا يعتذر أحد بانشغاله فلا أقل من أن يصل أحدنا رحمه بمكالمة فما أجمل أن تصل رحمك في رمضان.