هل توجد حياة أخري ذكية مشابهة لحياتنا في هذا الكون؟ سؤال تردد كثيرا عبر القرون وظهر في كثير من الأدبيات والقصص لكن حتي اليوم لم يجد له العلماء إجابة يقينية. كثير من أفلام هوليوود تحدثت عن تلك اللحظه السحرية التي يتصل بها البشر بحضارات أخري في عالم بعيد: لقاء قريب من النوع الثالث, المخلوق الفضائيET, يوم الاستقلال وغيرها كثير. في بعض الروايات كان اللقاء وديا وفي أخري كان اللقاء عدوانيا ومدمرا من القادم الفضائي الشرير. لكن تكرار الأفلام والروايات تشير إلي رغبة دفينة لدي الجنس البشري لاستكشاف المجهول والأتصال بالمخلوقات الذكيه في هذا الكون اللامتناهي مع ما قد يجلبه ذلك من خطر. من أجل ذلك تم رصد مرصد جبار لإرسال واستقبال الرسائل والأشارات الفضائيه ولكن حتي الآن لم تصلنا رساله مؤكدة. دعنا نلخص أهم ما توصل اليه العلم: يؤكد العلماء أن مكونات الحياة التي نعرفها علي الأرض ثلاثة: أولها وأهمها الماء, يليه الكربون ثم جزيئات الحمض النووي القادرة علي التكاثر الذاتي(DNA). لهذا فنقطه البحث الأولي للعلماء هي الكواكب التي يمكن وجود مياه علي سطحها. وسبحان الله الذي جعل من الماء كل شئ حي. قام العالم فرانك دراك( أحد الرواد الأوائل في علم الفضاء) بعمليه حسابية لعدد الحضارات المتوقعة في مجرتنا الشمسية المسماة ميلكي ولكي( يوجد بها مئة بليون شمس!), كان حسابه مبنيا علي عدد الكواكب التي تدور حول الشمس ولديها شروط حياه, مثل المسافة المناسبة من الشمس, عمر الكوكب, وجود المياه, وتوصل دراك الي ان هناك نحو ألف كوكب فقط ينطبق عليهم الشروط الأولية لوجود الحياة( لاحظ ان شروط توفر الحياة لا يعني بالضروره وجودها فعلي سبيل المثال أول حمض نووي أو حياة ظهرت علي سطح الأرض كان بعد خلقها بمئات الملايين من السنوات). برغم الرقم الضئيل الذي توصل له دراك(1000 كوكب فقط في مجره بها مائة بليون شمس), فقد جاء بعده علماء للفضاء ووضعوا شروطا ضرورية أخري جعلت هذا الرقم يتلاشي تقريبا وهي: اولا: ضرورة وجود كوكب عملاق آخر في المجموعة الشمسية. ففي حاله كوكبنا, وجود المشتري ضروري لتجنب اصطدام معظم النيازك بكوكب الارض وبدونه لكانت الارض قد تعرضت للنيازك المدمره للحياة بمعدل أعلي ألف مره من الوضع الحالي. ثانيا: وجود قمر كبير يعمل علي توازن دوران الكوكب. فبدون وجود القمر كان محور دوران الكرة الأرضية سيكون غير مستقر ومتأرجحا مما يجعل التغير المناخي عنيفا للغاية وغير مناسب للحياة. ثالثا: لا بد من وجود مجال مغناطيسي قوي ليمنع وصول الإشاعة التي يمكنها تدمير الحياة علي الأرض. بناء علي هذه الإضافات لمعادلة دراك, توصل العلماء أن احتمال وجود كوكب مثل الارض يشكل بيئة حاضنة لنمو الحياة الذكية في مجرتنا هو احتمال ضئيل للغاية. وأن كان لا يستبعد وجود حياة علي نوع آخر من الأقمار التي تدور حول كواكب غير مرتبطة بشموس وتسمي الكواكب السياره(wonderingplanets) فتلك الأقمار قد تكون قادرة علي إحتواء الماء تحت سطحها. ختاما أستنتج علماء الفضاء أن إمكان وجود حياة أولية مثل الميكروبات والطحالب موجودة بكثرة في الكون, أما الحياة المعقدة مثل الأنسان أو حتي الحيوانات فهي نادرة للغاية( ان وجدت). وسبحان الله الذي خلق كل شئ بقدر. (ملحوظه: معظم المعلومات العلمية في ذلك المقال مرجعها هو كتاب فيزياء المستحيلات لمؤلفه ميكيو كاكو).