أكدت الدكتورة يمن الحماقي أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة عين شمس, أن الاقتصاد القطري سوف يتأثر سلبا بصورة بالغة من قرار قطع علاقات الدول العربية معها سواء السعودية أو الإمارات أو البحرين أو مصر, مشيرة إلي أن المتضرر الأول والوحيد هو الشعب القطري الشقيق وليس القائمين علي الحكم في قطر. وأوضحت أن الموقع الجغرافي لدولة قطر سوف يفرض عليها عزلة سواء برا أو بحرا أو جوا في ظل عدم توافر حدود للحركة البرية للأفراد أو للشحنات المستوردة إلي أو المصدرة من قطر إلي الدول بعد قطع العلاقات سواء من جانب السعودية أو البحرين أو الإمارات وما يترتب علي ذلك من إغلاق الحدود البرية. وأضافت أن إغلاق المجال الجوي لهذه الدول أمام الطيران القطري سوف يكبد قطر خسائر تقدر بالمليارات من الدولارات نظرا لتوقف رحلات السياحة من وإلي قطر فضلا عن الشحنات المنقولة جوا. وأكدت أن الوضع الاقتصادي القطري سوف يعاني من حالة تدهور بنسبة كبيرة نتيجة قطع العلاقات خلال الأيام المقبلة وفي مقدمتها البورصة القطرية التي تكبدت خسائر فادحة وخروج رءوس الأموال من البورصة بعد هذا القرار. وأشارت إلي أن التوتر والقلق بدآ يسيطران علي المقيمين في قطر خوفا من تأثير القرار مما دفعهم إلي النزول إلي المولات لشراء احتياجاتهم خوفا من عدم توافرها خلال الأيام القادم لإغلاق الحدود مع الدول العربية المجاورة وهو ما يعكس مدي تأثير هذا القرار علي حالة الاستقرار والأمان في قطر. وأوضحت أن عدم تنوع مصادر الدخل للاقتصاد القطري والذي يعتمد في المقام الأول علي النفط كمصدر أساسي للدخل وهو منخفض حاليا أدي إلي تأثرها بصورة كبيرة في ظل قطع العلاقات بينما في حالة توافر مصادر أخري سواء زراعية أو صناعية كانت سوف تقلل من تأثر القرار. وأضافت أنقطر كانت تحاول اللعب بكل ما لديها من إمكانات مالية واستخباراتية من خلال هذه العمليات لتضع لها مكانا علي الخريطة العالمية عبر قدرتها علي التأثير علي الجماعات الإرهابية التي تمولها في الدول لوقف العمليات. وأعربت عن أملها في إعادة قطر التفكير مليا في سياساتها تجاه الدول العربية وغيرها وتصحيح مسارها لأنها المتضرر الوحيد من قطع العلاقات وليس الدول الأخري مشيرة إلي أن العلاقات المصرية القطرية علي مستوي الشعوب جيدة, مشيرة إلي أن الشعب القطري محب للمصريين وبصفة خاصة الذين عاشوا فترات تقارب العلاقات بصورة كبيرة قبل ظهور النفط بدول الخليج. وأكدت أن القيادة السياسية المصرية حاولت جاهدة التعامل بحكمة مع تجاوزات الجانب القطري منذ فترة طويلة بما عليها من التزامات معنوية تجاه الدول العربية وهو ما اضطر مصر لاحتواء العديد من المواقف للحفاظ علي التقارب العربي وعدم خروج قطر عن الشمل العربي إلا أن ذلك دفع قطر للتمادي في التطاول. وأشارت إلي أن قطع علاقات الدول العربية أغلقت كل المنافذ البرية والجوية أمام قطر ولا يتبقي سوي إيران المنفذ الوحيد علي العالم الذي سوف يمدها بما تحتاجه من سلع وخدمات وشحنات وغيرها.