عاد إلي منزل أسرته بعد قضاء يومه مع أصدقائه بأحد المقاهي الشعبية بمنطقة الزاوية الحمراء حيث اعتاد الشاب ذو العشرين ربيعا علي مجالسة رفاق السوء يتبادلون الحديث عن ظروفهم المعيشية الصعبة وعجزهم عن توفير متطلباتهم واحتياجاتهم وحياة الفقر والشقاء التي نالت منهم ومحاولتهم المستمرة لتغيير حاضرهم ومستقبلهم إلي الأفضل إلا أن كل الطرق مسدودة أمامهم. جلس أحمد علي أحد المقاعد المتهالكة داخل غرفته المتواضعه ينعي حظه العثر وأحواله المادية السيئة التي ألمت به متذكرا نشأته في اسرة فقيرة ومحاولات عائلته باستمرار علي إكمال تعليمه واختياره طريقا آخر بعد اعتياده الهروب من المدرسة إلي أن تم فصله منها ومرت تلك اللحظات طويلة كالدهر فقام بإشعال اخر ما تبقي من سجائره ونظر بعيون زائغة الي دخانه المتطاير حوله حتي استقرت عيناه علي دولاب ملابسه الذي تفوح منه رائحة عرقه ومرارته اللتين اكتوي بنارهما وإلي حذائه المتقطع. وفجأة وبدون مقدمات قفز من مقعده وتوجه إلي أخيه الأصغر الذي يعاني هو الآخر من نفس الظروف وبدأ الاثنان يتحدثان مع بعضهما البعض عن مدي إمكانية تغيير تلك الأحوال المادية الصعبة إلي الأفضل حيث بدأت الافكار تتوارد علي ذهنهم بأن أقصر الطرق وأيسرها لجلب المال السير في طريق الحرام حيث تلاقت نظراتهما وفهم كل منهم ما يدور بخلد الآخر في لحظات وكان الشيطان هو المسيطر فيها علي حواسهما. استحوذ علي فكر الاثنين اتباع الأساليب الملتوية للحصول علي المال حيث اختمر في ذهنهما فكرة سرقة إحدي الشقق السكنية بمحيط منطقتهما إلا أنهما تخوفا من افتضاح أمرهما والقبض عليهما بعد ارتكاب فعلتهما ففكرا في الاستعانة باثنين من أصدقائهما ممن تتشابه ظروفهما وأوضاعهما معهما لتنفيذ فعلتهما وعرضا عليهما فكرتهما الشيطانية فلم يتوانيا في الموافقة عليها وبدأ الأربعة يخططون لكيفية ارتكاب جرمهم وبعد نجاحهم في تنفيذها سقطوا في شر أعمالهم بعد أن ضبطهم رجال مباحث الزواية الحمراء. كان اللواء محمد منصور مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي اخطارا من اللواء هشام لطفي نائب مدير الادارة يفيد بورود بلاغ الي المقدم ايمن طنطاوي رئيس مباحث قسم الزاوية الحمراء من نيفين جورج44 سنة حاصلة علي بكالوريوس سياحة وفنادق ومقيمة دائرة القسم باكتشافها سرقة3 هواتف محموله, وجهاز لاب توب, تابلت, هارد كمبيوتر من داخل الشقة سكنها. تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء محمد منصور مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة باشره اللواءان هشام لطفي نائب مدير المباحث وأحمد الألفي مدير المباحث الجنائية.. وترأسه العميد أحمد خيري رئيس مباحث قطاع الشمال والعقيد محمد السيد مفتش المباحث ضم ضباط مباحث قسم الزواية الحمراء بقيادة المقدم أيمن طنطاوي رئيس المباحث لكشف غموض الواقعة والقبض علي المتهمين. وتبين من التحريات وجمع المعلومات أن وراء ارتكاب الواقعة أحمد ماهر20 سنة وشقيقه محمد19 سنة ومحمد محسن18 سنة وجميعهم عاطلون ومقيمون بشارع الر خاء وشيماء حمدي18 سنة ربة منزل ومقيمة فيصل الهرم- جيزة. عقب تقنين الإجراءات واستصدار اذن من النيابة و بإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة في الأماكن التي يترددون عليها وبالقرب من محل سكنهم أسفر أحدها عن ضبطهم وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة بأسلوب المفتاح المصطنع.. تم بإرشادهم ضبط جميع المسروقات لدي عميلهم ويدعي أسامة محمد31 سنة صاحب محل ومقيم شارع علي سلامة من شارع جمال عبد الناصر بالسلام وباستدعاء المجني عليها تعرفت علي المضبوطات واتهمتهم بالسرقة. تم تحرير محضر للمتهمين وباخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالتهم للنيابة التي تولت التحقيق.