وداعية يا آخر ليلة تجمعنا وداعية.. أعز الناس يودعنا ليلة وياعساها تعود عسي الله يصبر الموعود أنا بعدك عمر مفقود.. دنيا بلا معني.. بلا معني. هي نفسها كلمات الشاعر الكويتي عبد اللطيف البناي التي شدا بها صوت الخليج الجريح عبدالكريم عبدالقادر.. الكلمات العذبة التي رددها جمهور أهلي جدة, في مدرجات ملعب الجوهرة المشعة قبل أيام, وهو يشاهد المصري محمد عبدالشافي يلعب أجمل مبارياته, ويسطر أفضل إبداعاته علي مدار مشواره بالسعودية قبل وداع النادي الملكي.. كما يسمونه هنا. كان جمهور الأهلي يري شيفو الأروع بين ال22 لاعبا في الفريقين.. حرث الملعب علي مدار90 دقيقة, وكأنه شابا في العشرين.. دافع وهاجم وصنع وسدد في اللقاء الآسيوي الذي انتهي بالتعادل أمام أهلي دبي, قبل أن يعود الأهلي السعودي ويؤكد تأهله لربع نهائي دوري أبطال آسيا قبل يومين.. لكن النجم المصري سيترك الأهلي لا محالة.. وربما لا يعود إلي مصر.. وهذا هو اللغز!! سيتخلي أهلي جدة عن عبد الشافي الذي بكي بمرارة عقب الخسارة من الهلال في نهائي كأس الملك.. سيغادر وهو في القمة بداعي حاجة الفريق إلي مهاجم أجنبي آخر مع السوري عمر السومة.. ونتيجة المشاكل العميقة التي يعيشها النادي بعد موسم أبيض خال من البطولات, وبعد أن تكررت إصابة اللاعب في ركبته وغاب أكثر من نصف مباريات الموسم. عاش شيفو أياما جميلة بالقرب من الكعبة المشرفة التي تهوي لها كل الأفئدة.. عشق المكان والوجوه وتفاصيل الحياة في مدينة جدة الساحلية الساحرة.. وبات يفكر بجدية في نهاية مسيرته الكروية بها.. سواء بالانتقال إلي فريق آخر, أو حتي الاعتزال والعيش فيها. لا أحد يستطيع أن يلومه.. فالقلب وما يعشق.. فقد زرع اللاعب المهذب الخلوق حبه في قلوب كل من تعاملوا معه.. انتزع إعجاب السعوديين والمصريين واستحق كلماتهم العذبة وهو علي أبواب الرحيل. شيفو نموذج رائع نفخر به.. يمثل قدوة حقيقية للاعبين الصغار.. نياته الطيبة أبعدته عن سجن المستشار في الوقت المناسب.. وستقوده أيضا لنهاية سعيدة.. يستحقها.