قبل نحو أسبوع, وتحديدا يوم الأحد الماضي, زار الرئيس عبدالفتاح السيسي محافظة قنا بجنوب مصر, لافتتاح56 مشروعا تنمويا تم تنفيذها في الصعيد, ضمن خطة الدولة للاهتمام بأهل الجنوب, وتوفير البنية التحتية الجاذبة للاستثمار, بغرض رفع المستوي المعيشي والقضاء علي البطالة بين أبناء محافظات الوجه القبلي, فهل سيهاجر رأس المال والاستثمارات إلي الجنوب؟. وجاء افتتاح الرئيس للمشروعات, والذي حضره عدد من الوزراء وكبار رجال الدولة والقوات المسلحة, عبر الفيديو كونفرانس, وقد تكلم الرئيس بكل صراحة ووضوح, وقال إن إقامة أي دولة واستعادتها بحيث تصبح ذات شأن, مثلما يحدث في مصر الآن, هو أمر كبير جدا وصعب جدا في الوقت نفسه, داعيا الله أن يعيننا علي ذلك, منوها بأن مصر بها93 مليون نسمة, ومساحتها مليون كيلومتر مربع, وتحتاج إلي تريليونات من الجنيهات حتي يصبح لديها بنية أساسية متطورة. وقد أوضح الرئيس أن الدولة لن تترك المرافق تنهار مرفقا تلو الآخر, وأنها لن ترضي إلا بتقديم الخدمات المناسبة للمواطنين, حتي تضمن لهم معدلات التنمية والأمان, لا سيما في مشروعات الطرق والسكك الحديدية التي تحتاج إلي مليارات الدولارات لتطويرها وصيانتها, وهناك فرق كبير بين المصروفات والإيرادات التي تحققها هذه المرافق, مشددا علي ضرورة مواجهة الحقائق, ومشيرا إلي أن تكلفة رفع كفاءة مرفق السكة الحديد في الصعيد فقط تصل لنحو100 مليار جنيه, وأن الدولة لن تستطيع سداد التكلفة بمفردها حتي لا تتراكم الديون الخارجية عليها. وقد وجه الرئيس المحافظين ومديري الأمن بالحافظات وقادة الجيش بإنهاء التعدي علي أراضي الدولة نهاية الشهر الجاري, قائلا: إحنا محتاجين نراجع كويس قوي موقف الأراضي اللي فيها وضع يد علي مستوي الدولة, ومتصور أن كل محافظ وكل مدير أمن في نطاق محافظته مسئول عن سلامة الأراضي وعدم الاعتداء عليها, وكذلك كل قائد جيش ومنطقة في زمامه مسئول عن استعادة أراضي وضع اليد, ومحدش في مصر هياخد حاجة بدون وجه حق, مؤكدا أنه يعطي مهلة حتي آخر الشهر الجاري, مايو2017, لإنهاء هذه القضية وحل هذه المشكلة تماما واستعادة أراضي الدولة المنهوبة. وكلف الرئيس القوات المسلحة بتجهيز مساحة ألف فدان لأهالي المراشدة بقنا, من أجل استصلاحها ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان, علي أن تتحمل القوات المسلحة تكلفة التجهيز, وتؤديها إلي شركة الريف المصري المسئولة عن طرح أراضي المشروع, لتكون بمثابة هدية الجيش لأهالي المراشدة, وذلك بعدما قام الحاج حمام, الصعيدي الفصيح أحد أبناء المراشدة, وشرح للرئيس ما يعانيه أهل قريته من عدم الحصول علي أي أراض في منطقتهم منذ سنوات طويلة مضت, فضلا عن عدم تشغيلهم في مشروع الصوامع بالمراشدة, وقال الحاج حمام إن الرئيس السيسي هو أول رئيس مصري يزور المنطقة, وأن أهالي المراشدة يحبون الرئيس السيسي, ويقدرون جهوده, ثم أهداه درعا تذكاريا بمناسبة الزيارة. وقد الوجه الرئيس بتشكيل لجنة لتوزيع الأراضي علي أهالي المراشدة, مشكلة من محافظ قنا, ووزارات الدفاع والتضامن والزراعة, وهيئة الرقابة الإدارية وشركة الريف المصري, وجمعية الأورمان التي قررت إهداء كل أسرة بالمراشدة رأس ماشية تقدر قيمته بنحو خمسة وعشرين ألف جنيه. وقد أعلن الرئيس أنه سيسلم المشروعات القومية التي وعد بتنفيذها قبل نهاية مايو2018 بشكل متكامل, حتي لا يتعثر أي من المشروعات, خاصة مشروع استصلاح مليون ونصف المليون فدان, وتسليمه للمواطنين جاهزا شاملا البنية الأساسية والطرق والمساكن والكهرباء, وتحيا مصر.