ضاقت عبير بمعيشتها وسط أسرة فقيرة تجد قوت يومها بالكاد ذاقت معهم كل معاني الحرمان والشقاء فلم تكمل دراستها مثل باقي قريناتها وتسربت من التعليم في مراحله المبكرة مما جعلها تنظر إليهن بعين الحقد نادمة علي ظروفها السيئة التي احاطت بها من كل مكان. حاولت الفتاة عندما اشتد عودها البحث عن فرصة عمل تناسب إمكاناتها وقدراتها المحدودة في ظل عدم إجادتها القراءة والكتابة لمساعدة اسرتها علي التغلب علي الظروف المعيشية الصعبة الا ان كل محاولاتها باءت بالفشل. استقرت فكرة العمل في خدمة رجال الأعمال في ذهن الفتاة بحثا عن المال اللازم للانفاق علي نفسها وتوفير البعض منه لمساعدة والدها خاصة بعد أن رأت احدي جاراتها ممن تتشابه معها ظروفها وأوضاعها تعيش ميسورة الحال وعلمت منها بانها تعمل خادمة لدي احد الاغنياء بالقاهرة وتتحصل منه علي مبالغ مالية تغنيها عن السؤال. وجدت عبير غايتها في منزل احدي السيدات التي استقبلتها بحفاوة وعطفت عليها وخصصت لها شهرية مناسبة وفرحت الفتاة كثيرا بحسن معاملة مخدومتها وما تجود به عليها من أموال. مرت الأيام تتبعها الشهور والخادمة تواظب علي عملها لدي السيدة إلي أن لعب الشيطان برأسها بعد أن رأت بعينيها مدي ثراء زوج مخدومتها واحتفاظها بمبالغ مالية كبيرة داخل خزينة المنزل حتي استقرت في رأسها فكرة سرقتها. تلقي اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة اخطارا من المقدم تامر عبد الشافي رئيس مباحث قسم التجمع الاول يفيد بورود بلاغ من ولاء محمد32 سنة ربة منزل ومقيمة بالرحاب باكتشافها سرقة20 ألف جنيه من داخل مسكنها وبالانتقال والفحص تبين سلامة مداخل ومنافذ الفيلا. تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء أحمد الألفي مدير المباحث الجنائية باشره العميد سامح الحميلي رئيس مباحث قطاع القاهرة الجديدة والعقيد إيهاب الشبكشي ضم ضباط مباحث التجمع الاول بقيادة المقدم تامر عبد الشافي لكشف غموض الواقعة والقبض علي المتهم. وباجراء التحريات وجمع المعلومات أمكن التوصل إلي أن وراء إرتكاب الواقعة خادمتها المدعوة عبير محمود38 سنة ومقيمة بالمرج. عقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة تمكن ضباط مباحث القسم وبصحبتهم القوة المرافقة من ضبطها وبمواجهتها اعترفت بارتكاب الواقعة بأسلوب المغافلة في أثناء عملها لدي المجني عليها كخادمة وارشدت عن المبلغ المالي المستولي عليه بمسكنها وباستدعاء المجني عليها اتهمتها بالسرقة. تم تحرير محضر للمتهمة وإحالتها للنيابة لمباشرة التحقيقات.