عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:( شعبان شهري, ورمضان شهر الله, وشعبان المطهر, ورمضان المكفر). حكمه: هذا الحديث بهذا اللفظ رواه الديلمي عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا أي مضافا إلي النبي صلي الله عليه وسلم, وهو ضعيف جدا, في سنده: الحسن ابن يحيي الخشني: متروك الحديث. وقال الذهبي: تركه الدارقطني. وفي رواية أخري بتقديم وتأخير: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها, ولفظها:( شهر رمضان شهر الله, وشهر شعبان شهري, شعبان المطهر, ورمضان المكفر) رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن عائشة رضي الله عنها: ورواه باللفظ المذكور الديلمي أيضا. وهو ضعيف جدا كما سبق, في سنده:الحسن بن يحيي الخشني, متروك الحديث. وقال الذهبي: تركه الدارقطني.. وله شاهد: روي عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم:( رجب شهر الله, وشعبان شهري, ورمضان شهر أمتي). رواه الديلمي وغيره عن أنس رضي الله عنه مرفوعا إلي النبي صلي الله عليه وسلم لكن ذكره ابن الجوزي في الموضوعات بطرق عديدة, وكذا الحافظ ابن حجر في كتاب تبيين العجب فيما ورد في رجب وقال: العهدة فيه علي أبي بكر النقاش قال عنه علماء الجرح والتعديل: متروك الحديث بل قال الهيثمي: متهم بالكذب. وقال البرقاني: كل أحاديث النقاش منكرة. وحديث:( فضل شهر شعبان علي سائر الشهور كفضلي علي سائر الأنبياء) هذا الكلام موضوع. قال الحافظ ابن حجر وغيره: حديث موضوع, في سنده: أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي, كان مشهورا بوضع الحديث, وبتركيب الأسانيد, ولم يحدث واحد من رجال سند هذا الحديث به. ويغني عن هذا الأحاديث الضعيفة: ما أخرجه الإمام النسائي في كتابه السنن بسند حسن من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فقال النبي صلي الله عليه وسلم: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان, وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلي رب العالمين, وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم). وأما حديث روي عن أنس رضي الله عنه:( تدرون لم سمي شعبان؟ لأنه يتشعب فيه خير كثير, وإنما سمي رمضان, لأنه يرمض الذنوب أي يدنيها من الحر) وفي رواية أخري عن أنس رضي الله عنه:( إنما سمي شعبان, لأنه يتشعب فيه خير كثير للصائم حتي يدخل الجنة) فقد أخرجه أبو الشيخ ابن حبان, والرافعي في تاريخ قزوين, وفي سنده: زيادة بن ميمون وهو كذاب. أما عن سبب تسمية شعبان بهذا الاسم: فلتشعب القبائل وتفرقها فيه إما لطلب المياه, أو في الغارات, أو لقصد الملوك والتماس العطايا منهم بعد أن يخرج شهر رجب الحرام. وقال بعضهم: إنما سمي بهذا الاسم: لأنه شعب أي: ظهر بين رمضان ورجب. وأما حديث: سئل النبي صلي الله عليه وسلم: أي الصوم أفضل بعد رمضان؟ قال شعبان, لتعظيم رمضان قال: أي الصدقة أفضل؟ قال: صدقة في رمضان. فهو ضعيف, ضعفه الإمام المنذري والحافظ ابن حجر, وقد أخرجه الإمام الترمذي والبيهقي, وقالا: حديث غريب وقال الترمذي: في سنده: صدقة بن موسي ضعيف ليس عندهم بذاك القوي. وقال ابن حبان: لم يكن الحديث من صناعته, فكان إذا روي قلب الأخبار, فخرج عن حد الاحتجاج به. جامعة الأزهر