من منا لم يجرب الإحساس بالخمول والكسل في رمضان؟ ذلك الشعور بالكسل والرغبة في الاستلقاء أمام التلفاز دون عمل شيء خاصة بعد تناول إفطار دسم, ما السبب في حدوث هذه الحالة؟ هل هو مجرد اتباع نمط تغذية خاطئ أم أن هناك أسبابا أخري؟ هذا هو ما سيجيب عنه عبدالله عبد السميع محمد أخصائي التغذية العلاجية في السطور القادمة أعراض الخمول إذا كنت تعاني من الأعراض التالية أو من بعضها فأنت تعاني من الخمول: - هبوط عام في الجسم. - كسل وعدم رغبة في العمل. الشعور بالنعاس. - الإحساس بضعف عام في العضلات. - شعور سريع بالتعب مع أقل مجهود. - تعرق زائد. - رعشة في الجسم. - عصبية زائدة. - عودة شعور الجوع بشكل سريع. السبب في الشعور بالخمول بعد الإفطار هو عدم قدرة أجهزة الجسم علي التعامل بكفاءة مع وجبة الإفطار إذ يجب عليها: استقبال الطعام في المعدة. المعدة ترسل إشارات للجهاز العصبي تطلب زيادة الإمداد الدموي لها لتقوم بوظائفها. الجهاز العصبي يرسل إشارات للجهاز الهضمي تؤدي إلي تمدد الأوعية الدموية به لزيادة إمداده الدموي. ترسل إشارات للقلب ليزيد من معدل نبضاته ليعوض انخفاض الإمداد الدموي لباقي أعضاء الجسم. تذهب إشارات عصبية للأوعية الدموية في مختلف أعضاء الجسم لتنقبض لتعوض انخفاض كمية الدم التي انتقلت للجهاز الهضمي مؤقتا. يبدأ الجهاز الهضمي في تكسير الغذاء وامتصاص الجلوكوز, فتتغير نسب الهرمونات المنظمة له مثل الأنسولين والجلوكاجون. أسباب الخمول تلك الخطوات توضح أن بعضا مما نعانيه من خمول واحتياجنا للراحة بعد تناول الإفطار يعتبر طبيعيا بسبب انخفاض الإمداد الدموي لعضلاتنا وأعضائنا الحيوية المختلفة, إلا أن الشعور بخمول وكسل شديد بعد الإفطار قد يعود إلي: 1- وجبة إفطار ثقيلة ودسمة: وهو السبب الأكثر شيوعا إذ أن هذه الوجبة الكبيرة تؤدي إلي امتلاء المعدة بطريقة سريعة فتفاجأ بدخول كميات غير متوقعة من الطعام مما يجعلها تحتاج وقتا أطول في معالجة وهضم الطعام. 2- امتلاء ما بعد الوجبات: وتتسم بوجود خلل في تنظيم الجهاز الهضمي لمرور الطعام بداخله مما يؤدي لشعور مزعج بعسر الهضم مصحوب بخمول وكسل. 3- انخفاض الضغط: هناك نوع يسمي( انخفاض الضغط ما بعد الوجبات), ويسبب الشعور بالخمول لعدم قدرة القلب والأوعية الدموية علي ضخ الدم لأجهزة الجسم بما يكفي لتعويض ذهابه للجهاز الهضمي, فيترتب عليه انخفاض ضغط الدم والشعور بالهبوط. 4- انخفاض السكر: ويسمي( انخفاض سكر ما بعد الوجبات), وفيه يكون الشعور بالخمول ناتجا عن انخفاض نسب الجلوكوز في الدم بشكل كبير ويعتقد أن هذه المشكلة تحدث بسبب خلل في التوازن الهرموني المنظم لمستويات الجلوكوز في الدم بين هرموني الأنسولين والجلوكاجون. 5- تناول الأدوية بشكل خاطئ: مثل تناولها في مواعيد غير مناسبة خاصة أدوية الضغط حيث قد تتفاعل أدوية الضغط المرتفع مع الانخفاض الطبيعي الذي يحدث للضغط أثناء مرحلة الهضم مما يؤدي إلي انخفاض شديد يسبب الهبوط العام, أيضا قد يؤدي تناول أدوية السكر علي الإفطار قبل الحصول علي تغذية ملائمة إلي انخفاض الجلوكوز في الدم لدرجة خطرة تبدأ أولي مراحلها بالشعور بالهبوط والجوع الشديد. 6- يوم مرهق في الصيام: قد يرجع الشعور بالخمول إلي سبب غير مرض يتمثل في التعرض ليوم مرهق من العمل أثناء الصيام; فيحتاج الجسم للراحة بشكل طبيعي. 7- الجفاف: تجاهل السوائل والمشروبات الصحية في الإفطار وعدم حصول الجسم علي كفايته من السوائل التي تعوض حالة الجفاف أثناء الصيام خاصة في فصل الصيف, يسبب الإرهاق والهبوط وانخفاض مستويات النشاط. 8- أسباب نفسية: قد يرتبط الشعور بالإرهاق العام بأسباب نفسية تؤدي إلي فقدان الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية المختلفة وانطواء مبالغ فيه, وهذه الحالة يجب أن تعطي عناية كافية لمعرفة إن كانت مؤقتة وعابرة أم تعكس اكتئاب أو توتر مرضي. 9- سوء التغذية: نمط التغذية غير الصحي يجعل الجسم غير قادر علي امتصاص كميات كافية من الجلوكوز والعناصر الغذائية المتنوعة, مما ينعكس علي انخفاض مستويات الطاقة في الجسم. للتخلص من الخمول: ابحث عن السبب.. ولمعرفته أجب عن الأسئلة: ما هو حجم وجبة إفطارك؟ ما هي نسبة الدهون فيها؟ هل تحصل علي كميات كافية من السوائل خلال ساعات الإفطار؟ هل يرتبط الكسل بأيام العمل المرهقة فقط؟ هل هناك ضغوط نفسية تمر بها مؤخرا؟ هل تتناول أي أدوية بعد المغرب مباشرة؟ هل يعتمد إفطارك علي الخضراوات والكربوهيدرات والبروتين بتوازن؟ استبعد العلامات الجادة: يعتبر انخفاض السكر وانخفاض الضغط من العلامات الجادة التي تستدعي التأكد منها عند معاناتك من الخمول بعد الإفطار, وذلك بقياس السكر بعد الإفطار بثلاث ساعات( أي نسبة أقل من70 تستدعي الانتباه), وقياس الضغط بعد الإفطار بساعة تعديل نمط التغذية: وذلك بتعديل نمط الوجبات, وبتعديل مكوناتها من خلال تجنب الوجبات الدسمة كبيرة الحجم, ومضغ الطعام جيدا قبل بلعه, وعدم الإفطار أثناء مشاهدة التلفاز, وتقسيم الإفطار لوجبتين صغيرتين يفصل بينهم3 ساعات, وتناول كميات كافية من السوائل, والإكثار من الخضروات الورقية. تعديل مواعيد الأدوية: وذلك بألا تتناول دواء السكر دون حصولك علي إفطارك المعتاد, وألا تحاول تعويض موعد دواء فاتك في اليوم السابق بتناول الدواء في غير موعده بعد الإفطار مباشرة. ضبط نسب السكر في الدم: بألا تسرف في تناول المشروبات السكرية علي الإفطار ولا في تناول الأغذية المحتوية علي سكريات سريعة التكسير, واعتمد علي الكربوهيدرات المركبة التي تضمن تحرر الجلوكوز منها بشكل متدرج علي مدار ساعات الإفطار. تعديل نمط الحياة: بممارسة المشي بعد الإفطار بساعتين, واستغلال الأجواء الاجتماعية لعمل زيارات رمضانية.
