تعددت حالات التعدي علي الأراضي الزراعية بالفيوم ووصلت إلي نسبة مفزعة, والأسوأ من ذلك هو اصرار البعض علي المخالفة, والتصدي للحملات التي من واجبها إزالة تلك التعديات. مما جعل الأجهزة المختصة تقف عاجزة أمام هؤلاء المواطنين المعتدين علي الأرض الزراعية بقوة البلطجة, وقد وصلت نسبة التعديات في الأيام الماضية إلي300 حالة تعد علي الأرض الزراعية في الأسبوع, وعلي الرغم من انخفاض تلك النسبة وفقا لتصريحات المسئولين إلي35 حالة أسبوعيا إلا أن مشكلة المحافظة التي تعتمد علي الزراعة بشكل أساسي في اقتصاديات المحافظة وكذلك التصنيع الزراعي والذي يعتمد أيضا علي الأرض الزراعية وقد بلغ إجمالي حجم التعديات بالمحافظة إلي4648 حالة تعد بجميع أنحاء المحافظة, وأن استمرار حالات التعدي بهذه الصورة ستجعل هناك انهيارا في اقتصاديات المحافظة, بالإضافة إلي الخطر الأكبر أنه سيكون هناك أزمة غذاء داخل المحافظة نظرا لأن إنتاجية الأراضي الزراعية لن تكفي حتي ربع عدد سكان الفيوم الحاليين. ومن جهة أخري انتشرت ظاهرة جديدة لنوع جديد من التعدي الذي لم تشهده محافظة الفيوم من قبل وهو قيام البعض بتجريف مساحات كبيرة بالأرض الزراعية واقامة أعمدة خشبية عليها تغطي بالبوص والسعف ومواد البيئة وتتخذ كغرز ومقاه, ويصطف علي جوانب الطرق العشرات من السيارات ويتم توصيل التيار الكهربائي إليها بالإضافة إلي المياه مما دفع بالعديد من الأهالي بتنفيذ نفس الفكرة, في الوقت الذي لم تحرك فيه الوحدات المحلية ساكنا واكتفت بالفرجة. وقد التقي الأهرام المسائي بعدد من المواطنين للتعرف علي هذه المشكلة الخطيرة ووجهة نظرهم من المتعدين علي الأراضي الزراعية. بداية يستعجب ويستنكر أحمد فؤاد مصطفي( مدينة الفيوم) كيف يتعدي الفلاح علي الأرض الزراعية وهو أكثر الناس معرفة بقيمة الأرض الزراعية التي تدر الخير علي جميع المواطنين, ولكن يجب أن يلقي الفلاح أيضا الدعم الكامل من الحكومة حتي يستطيع أن يكون منتجا ولا يستعيض عن ذلك بالبناء علي الأراضي الزراعية. ويقول عبدالرحمن فاروق بيومي( مركز سنورس) إن حالات التعديات علي أراضي الزراعية صارخة فالمواطن المسافر من الفيوم إلي القاهرة أو العكس سيري علي جانبي الطريق أراضي زراعية وقد تم البناء عليها وبسؤال اللواء محمود عاصم جاد محافظ الفيوم عن هذه المجموعة الشرسة علي الأراضي الزراعية, قال: إن حماية الأراضي الزراعية من التعديات بالبناء أو بأي طريقة أخري يتطلب قوانين رادعة وعقوبات صارمة, مشيرا إلي أن الأجهزة المختصة تقف حاليا عاجزة أمام حالات التعدي واصرار البعض علي المخالفة, بل بلغ الأمر بالبعض من المتعدين بمنع المعدات من الوصول إلي أماكن التعديات وتهديد الحملات المكلفة بالإزالة.