دائما تشعر ان اسماعيل ياسين من ذلك النوع الذي حب ولا طالشي هناك شيء ما ينقصه, يطال عنان السماء ويكاد يمسك النجوم بيديه, ثم يسقط علي جدور رقبته, بلا رحمة, فلا شاكره ينصفه, ولا يرحمه جاحده, ولا معين له علي ما بلاه. وإذا كان من المؤكد ان ياسين توفي عام1972 في22 مايو, فإن تاريخ ميلاده محل شك, ففي حين تذكر السجلات الرسمية انه من مواليد1912, فإن ابنه الراحل ياسين اسماعيل ياسين أكد للزميل محمد رشوان أن ميلاده الحقيقي كان قبل ذلك التاريخ بسنوات قد تصل إلي ثمانية أعوام كاملة. غير أن الخلاف علي تاريخ ميلاده لا يعني أن هناك اختلافا علي حجم المعاناة التي شهدها عقب هذه الولادة, مما أدي به إلي ترك السويس, المدينة التي ولد بها, إلي القاهرة ليعمل في كل شيء قبل أن تجذبه نداهة الفن. كان في خيال إسماعيل ياسين أنه قادر علي منافسة محمد عبدالوهاب في الغناء, كان لديه إحساس مطرب كبير, وإذا كنت ممن يضحكون وهم يسمعونه يغني اغنية عبدالحليم: في يوم من الأيام فنحن ندعوك لسماعها منه مرة أخري, خاصة المقطع الذي يقول فيه: قسوة حبايبي مغلباني.. اوعي يا قلبي تحب تاني لتكتشف كم كان ياسين مطربا ذا حساسية خاصة. ذهب ياسين إلي أكاديمية بديعة من خلال صديق عمره أبو السعود الإبياري, فقررت الراحلة بحس تجاري لا يخطئ أن هذا المغني يصلح للمونولوج, وبالفعل جعلته البريمو في هذا المجال, ولأن النحت له أحكام, فقد ارتضي الفنان بهذا الطريق, بعد ان اصبح الأعلي أجرا في الإذاعة, ليلتقطه تاجر شاطر آخر هو أنور وجدي, ليشركه في جميع افلامه تقريبا, حتي ولو لم يكن له دور. وكانت الخمسينيات هي أزهي عصور إسماعيل ياسين, الذي مثل في مئات الأفلام, وكان أحد القلائل الذين حملت الأفلام أسماءهم خاصة بعد ان تعرف علي فطين عبدالوهاب وأصبح الثلاثة( أبو السعود وفطين وإسماعيل) ثلاثيا يضمن النجاح من أول أفيش كما أنه سجل للتليفزيون60 مسرحية تم حذفها جميعا في حادث إهمال يرقي لمرتبة الجريمة ولأن دوام الحال من المحال, ولأن السينما أصبحت في قبضة الدولة, ولأن مرض القلب تمكن من الكوميديان الذي لا نسخة شبيهة له, فقد تراجع عمله في السينما, وما زاد من ذلك هو انه تراجع عن تقديم المونولوج الذي كان سببا في نجاحه, المونولوج الذي كان بمثابة كتابات نقدية اجتماعية طالته هو شخصيا ومنها: كل ما افوت ع البنك الأهلي, وما تستعجبشي ما تستغربش فيه ناس بتتعب ولا تكسبشي ويبقي مونولوج السعادة الذي لحنه ياسين بنفسه هو الأعلي والأبقي بين كل ماغني. انهارت حياة إسماعيل ياسين بداية من منتصف الستينيات وبدأ في ممارسة أي عمل, حتي انه طرق ابواب الملاهي الليلية في شارع الهرم, ومع رحيل رفيقي كفاحه, لم يتحمل إسماعيل ياسين ألم الحياة بعدهما فرحل, وربنا يرحم الجميع.