مصر السيسي قبلة الزعماء, سياسيين كانوا أو روحانيين, وآخر ضيوفها البابا فرنسيس بابا الفاتيكان, جاء إلي مصر, بلد الأمن والأمان, والتقي زعيمها عبدالفتاح السيسي, ونيافة البابا تواضروس الثاني, بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية, وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب, شيخ الأزهر الشريف, وصلي بالآلاف من المسيحيين, من أجل مصر والسلام العالمي وتقارب الأديان. وعلي عكس سلفه البابا بندكت السادس عشر الذي أثار غضب المسلمين في العالم عندما تحدث في أحد مؤتمراته بألمانيا عن أن الإسلام انتشر بالسيف, فإن البابا فرنسيس مشهور بأنه رجل السلام, والتقريب بين المذاهب والأديان, ولقي اختياره للكرسي البابوي في عام2013 ارتياحا كبيرا من المسلمين, حيث رحب مسلمو الأرجنتين, حيث شغل منصب مسئول الكنائس الكاثوليكية الشرقية, ورئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرجنتين, بخبر انتخابه, وأكدوا أنه أظهر نفسه دائما كصديق للمجتمع الإسلامي, وكان نيافته زار مسجدا ومدرسة إسلامية في بيونس آيرس, ودعا إلي تعزيز العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والإسلام, وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي, أكمل الدين إحسان أوغلو, إنه يجب استثمار وجود البابا فرانسيس علي علي الكرسي البابوي لاستعادة الصداقة الحميمية بين الديانتين السماويتين, المسيحية والإسلام, وأرسل د.أحمد الطيب, تهانيه للبابا الجديد, وكان الأزهر قد قطع علاقاته مع الفاتيكان إثر خطاب بندكت السادس عشر في ألمانيا, ومما يذكر أنا البابا فرنسيس, وخلافا للقانون الكنسي والتقليد, قام نيافته بغسل أرجل اثني عشر شخصا اثنان منهم مسلمان. ودولة الفاتيكان, التي يترأسها البابا فرنسيس تعد أصغر دولة في العالم من حيث المساحة(0.44 كم مربع), وعدد السكان( لا يتجاوز الألف نسمة), وتنبع أهميتها من كونها مركز القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية في العالم ويزيد أتباعها عن المليار إنسان, كما أن كنيستها تعد تراثيا إنسانيا وفنيا عظيما, وتزهو الفاتيكان بحرسها البابوي, وزيه التقليدي الذي صممه فنان عصر النهضة مايكل أنجلو, ويتم اختيار أفراده بعناية من دولة واحدة هي سويسرا, وتتخذ الفاتيكان موقفا داعما للقضايا السلمية والأخلاقية والإنسانية بغض النظر عن الجنس واللون والدين. وقد استقبل الرئيس السيسي قداسة بابا الفاتيكان استقبالا رسميا في القصر الجمهوري, وأجري معه محادثات ثنائية, وأعرب الرئيس عن تقديره للبابا فرانسيس, ومواقفه الدولية المستندة إلي القيم والمبادئ الروحية والإنسانية, مشيدا بحرص قداسته علي إتمام زيارته لمصر باعتبارها تحمل رسائل عديدة عميقة الدلالة, في وقت عصيب يمر به العالم, وبدوره أكد البابا فرانسيس أهمية الدور الذي تقوم به مصر في الشرق الأوسط, وأشاد بجهودها من أجل التوصل لتسوية المشكلات التي تتعرض لها المنطقة, والتي تتسبب في معاناة إنسانية كبيرة, مؤكدا دعمه لجهود مصر في وقف العنف والإرهاب, فضلا عنن تحقيق التنمية, وما تبذله من جهود لتحقيق الازدهار والسلام. وقام البابا فرانسيس بزيارة الأزهر الشريف, والتقي إمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب, وذلك لحضور مؤتمر الأزهر للسلام العالمي, وفي كلمته بالمؤتمر قال البابا إن مصر هي أرض التآلف والدين والعلم, داعيا الله أن يحفظها دائما لأنها مهد الأديان. وقد أعرب الدكتور الطيب عن تقديره وشكره للبابا فرانسيس لحضوره فعاليات المؤتمر العالمي للسلام تلبية لدعوة الأزهر, مؤكدا أنه لا حل لمشكلات العالم إلا من خلال إعادة الوعي بالرسالات السماوية, وتنقية صور الأديان مما علق بها من فهم مغلوط وتدين كاذب. حفظ الله مصر, آمنة مطمئة, وطنا للتعايش والوئام والسلام بين الديانات والمذاهب المختلفة, وقبلة لرجال السلام والازدهار من كل أنحاء العالم, وتحيا مصر.