تخطت ظاهرة انتشار الكلاب الضالة داخل شوارع مدينة ومركز أسوان كل الحدود, حيث لم يعد هناك فرق كبير في انتشارها مابين حي شعبي وآخر راقي. وتسببت الكلاب التي تمرح في الشوارع وأمام المنشآت الحكومية وداخلها في عقر العشرات من الأهالي, خاصة الأطفال وكبار السن في الوقت الذي غاب فيها السماوي صائد الكلاب عن المشهد بسبب تحذيرات جمعيات الرفق بالحيوان وأصدقائها وكأن الإنسان هو الذي أصبح بحاجة ملحة إلي الرفق به. يبدأ شاذلي عمر من مركز أسوان حديثه مستنجدا بأجهزة المحافظة لإنقاذ أهالي قري مركز أسوان من انتشار الكلاب بأعداد مهولة تهدد حياتهم لما تمثله من خطورة بالغة, وأضاف بأن الأهالي يضطرون للتسلح بالعصي لمواجهة غدر هذه الكلاب وخصوصا في الليل من حماية أجل حماية أنفسهم وأسرهم. يقول هشام سعد تاجر من مدينة أسوان أن الكلاب أصبحت في مأمن تماما بعد أن غلت الجهات المسئولة يديها عن القضاء عليها وغاب السماوي الذي كان متخصصا في قنص الكلاب الضالة غير المرخصة, فتوحشت وأصبحت تهدد المواطنين بالموت خاصة في الليل, حيث تتجمع في مجموعات كبيرة تقوم بمهاجمة كل من تقابله والويل لمن يسلك طريقا به أي كلب, ويضيف قائلا أين أجهزة البيطري..التي كانت تنتشر في الشوارع قبل أن تخرج علينا منظمات وجمعيات الرفق بالحيوان. ويتدخل المهندس جلال أبو الحسن بأنه في دهشة من الأعداد الكبيرة للكلاب والخيول التي تتجول كيفما تشاء في الشوارع والميادين دون أي تدخل من الأجهزة المعنية, ويقول إن هذا المشهد لايليق بمحافظة سياحية علي الإطلاق. ويواصل أبو الحسن قائلا إن هناك ظاهرة أخري مرفوضة في الشارع الأسواني,حيث لم يتوقف الأمر عند الكلاب الضالة فقط بل امتد إلي قيام عدد من الشباب بتربية الكلاب المتوحشة وتهديد المواطنين بها دون رقابة أو ضوابط ولا حتي مراجعة بيطرية للتأكد من عدم إصابتها بالسعار الذي يؤدي إلي وفاة الإنسان من عدمه, مضيفا بأنه بات ضروريا حماية الآدميين قبل الرفق بالحيوان الضال, كما بات ضروريا أيضا توفير كل متطلبات الأجهزة الخاصة بالقضاء علي الحيوانات الضالة ومنها الكلاب. من جانبه, قال الدكتور نادر حسين محروس مدير عام مستشفي الحميات بأسوان أن هناك من يستهين بعقر الحيوانات وعلي رأسها الكلاب والحمير والخيول والقطط حتي تصبح حياته معرضة للخطر, فمنذ ساعات استقبلت المستشفي حالة متأخرة مصابة بالسعار وغير قادرة علي البلع وتوفيت بعد ساعات لتهاونها في تلقي العلاج اللازم المتوافر بجميع المستشفيات. ويوضح مدير المستشفي بأنه في حالة الإصابة بعقر عضة أي حيوان( كلب, قط,حمار,حصان, جمل, إلخ..) يجب غسيل الجرح بالماء والصابون أو أي مطهر أولا قبل التوجه إلي مراكز عقر الحيوان داخل أقرب مستشفي لتلقي حقنة ضد التيتانوس وأول جرعة للقاح( التطعيم), وإذا كان الجرح غائرا في الوجه أو الرأس فيجب حقنه بالمصل وآخر في العضل بعيدا عن مكان اللقاح معا, مع مراعاة عدم خياطة الجرح مهما كانت شدته باعتبار أن السعار عدوي فيروسية يدخل مع لعاب الحيوان العاقر المصاب فقط, حيث يبدأ الفيروس رحلته داخل الأعصاب إلي أن يصل للمخ ببطء شديد, وإذا ماوصل إليه يسبب التهاب مميت حتما خلال أيام قليلة أو ساعات من الاختناق المصاحب لتقلص عضلات البلع. وعن الجرعات وتوافرها, يقول الدكتور محروس إن المصل ورغم ارتفاع ثمنه الذي يصل لنحو3 آلاف جنيه واللقاح متوافر بالمجان داخل مراكز العقر في مدينة أسوان بالمستشفي الجامعي والعام بالصداقة والتأمين الصحي والحميات,موضحا أن هناك احتياطات يجب أن تتخذ في هذا الشأن بالتوازي مع جدول التطعيمات الذي يبدأ بيوم العقر أو الخربشة أو لمس لعاب حيوان مصاب, ثم الثالث والخامس والرابع عشر وأخيرا بعد28 يوم من العقر,حيث يجب عدم قتل الكلب إذا كان داخل منزل وليس من كلاب الشوارع وحبسه في غرفة مغلقة لمتابعته لأن الكلب المصاب السعار حتما يموت بعد10 أيام وبقائه حيا يؤكد خلوه تماما من السعار. وأخيرا يحذر مدير مستشفي الحميات بأسوان المواطنين من الاستهانة بأي عضة كلب.. فربما تصل فترة الحضانة للإصابات البعيدة في الساق مثلا لسنوات ليفاجيء بعدها المصاب بمرض السعار المميت إن لم يتلق التطعيم والعلاج..فمن ينقذ أسوان من كلاب الشوارع؟