اشتهر منذ صغره بميله الشديد نحو العنف وحدة الطباع خاصة في تعاملاته مع أقرانه ممن في مثل سنه.. عاش كريم فترة صباه يتنقل بين مناطق مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية متمردا علي كل تقاليد وعادات أسرته البسيطه التي حاولت كثيرا تقويم سلوكه المعوج. رفض الشاب الذي عرف منذ صغره بلقب سمارة كل النصائح التي أسديت له من قبل ذويه لاستكمال دراسته التعليمية ولكن انغماسه وسط أقران السوء كان عائقا أمامه فخرج للعمل مبكرا يقضي معظم وقته رفقتهم تنقل خلال تلك الفترة بين العديد من الورش المنتشرة بمركز منيا القمح ولكنه سريعا ما كان يترك العمل بها بسبب عدم قدرته علي التكيف مع ظروف العمل. كبر سمارة واشتد عوده بعدما أكمل عامه السابع عشر وهو ما زال علي دربه القديم حيث عمل سائقا علي السيارات الميكروباص ولكنه دائما كان ناقما علي مهنته فانضم للعديد من الأشقياء مارس معهم البلطجة وفرض الإتاوات علي المارة أدمن بعدها المواد المخدرة بكافة أصنافها حيث كان يقضي ليله مع أقرانه يتعاطون الأقراص المخدرة حتي الساعات الأولي من الصباح ويوما بعد آخر بدأت أخلاقه تزداد سوء هجر بعدها كريم منزل عائلته وسجل في أرشيفه الجنائي قضيتين ضرب وإحداث عاهة. دارت عجلة الزمن عليه تمكنت خلاله المخدرات منه حتي التقي بمن هما علي شاكلته الأول يدعي حماده الساعي صاحب محل أحذية والثاني أحمد اللول صاحب مقهي وتوحد هدفهم في جمع المال بأي وسيلة بعد تشابه ظروفهم المادية وأحلامهم في الثراء السريع فقرروا تكوين تشكيل عصابي يتخصص في سرقة السيارات ولكنهم سريعا ماكانوا يتراجعون عن مخططهم الإجرامي. وفي إحدي جلسات المزاج عرض عليهم صاحب المقهي فكرة سرقة أحد الأشخاص اعتاد الجلوس علي المقهي حيث يتردد علي محل عطارة ملاصق له بشكل أسبوعي يجمع خلالها أموالا طائلة خاصة بتجارته فاختمرت الفكرة في رأس الشياطين الثلاثة. حدد الثلاثة دور كل واحد منهم وبدأوا في رصد مسرح جريمتهم جيدا واستعانوا بأسلحة نارية لإرهاب الضحية وبالفعل تمكنوا من تنفيذ جريمتهم واستولوا علي السيارة ومبلغ516 ألف جنيه, راجت بعدها أحوالهم المادية حتي تم ضبطهم. كان اللواء أنور سعيد مساعد أول وزير الداخلية لأمن القليوبية قد تلقي إخطارا من اللواء علاء الدين سليم مدير المباحث الجنائية يفيد بورود بلاغ من كل من محمد أحمد38 سنة سائق بشركة استيراد وتصدير ومقيم البحيرة ومحمد جميل37 سنة مندوب مبيعات بالشركة بتعرضهما للسرقة من قبل مجهولين بالقرب من قرية العمري التابعة لمركز بنها. تم تشكيل فريق بحث علي مستوي عال تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مدير المباحث قاده العميد محمد الألفي رئيس مباحث المديرية لكشف غموض الواقعة والقبض علي الجناة في أسرع وقت. وبانتقال رجال المباحث تبين أنه أثناء سير المجني عليهما بالسيارة التي تحمل لوحاتها أرقام وحروف ب و ر4978 من مدينة منيا القمح باتجاه محافظة البحيرة فوجئا بشخصين مجهولين يستقلان سيارة ملاكي بدون لوحات معدنية اعترضا طريقهما وقام بإطلاق أعيرة نارية من سلاح ناري بحوزتهما واجبارهما علي التوقف واستوليا علي مبلغ516 ألف جنيه والسيارة ولاذا بالفرار. تم وضع خطة بحث اعتمدت علي زرع العناصر السرية بمكان الحادث وفحص المشتبه فيهم ممن يقومون بارتكاب تلك الجرائم وتتبع مسار هروب الجناة حيث قام فريق البحث الذي شارك فيه العقيد محمود هندي مفتش الأمن العام باستجواب المشتبه فيهم وتجميع المعلومات عن تلك العناصر. ومن خلال السير في تنفيذ خطة البحث تم تحديد هوية المتهمين وتبين أنهم كل من كريم صبحي وشهرته كريم سمارة38 سنة سائق ومقيم منيا القمح سبق اتهامه في قضيتين ضرب وعاهة آخرها سنة2016 منيا القمح والثاني يدعي حمادة لطفي وشهرته الساعي30 سنة صاحب محل احذية والثالث يدعي احمد جمال وشهرته اللول25 سنة صاحب مقهي مقيمان بمنيا القمح. وبعرض المعلومات علي اللواءين أنور سعيد وعلاء الدين سليم أمرا بسرعة تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة حيث تم التنسيق مع الأمن العام بمديرية أمن الشرقية للقبض علي الجناة. تم إعداد مأمورية للقبض علي الجناة تمكن خلالها العميد محمد الألفي من القبض علي المتهمين بأكمنة أعدت لذلك وبمواجهتهم اعترفوا بارتكابهم الواقعة وأقروا بأن المتهم الثالث يمتلك مقهي كائن بجوار محل عطارة يتردد عليه المجني عليهما لجمع الأموال الخاصة بتجارتهم بشكل دوري حيث يتحصلا علي مبالغ كبيرة فاتفقوا فيما بينهم علي رصد المجني عليهما والاستيلاء علي الأموال التي بحوزتهما. وأضافوا في أقوالهم أن المتهم الأول تحصل علي فرد خرطوش روسي وقام الثاني باحضار سيارة وقيادتها بينما ظل المتهم الثالث بالمقهي يراقب تحركات المجني عليهما ويخبرهما عبر الهاتف المحمول. وعن يوم الحادث قال المتهمان إن الثالث تأكد من تجميع المجني عليهما الأموال فقام بإبلاغهما حيث تتبعا السيارة عقب خروجه من مركز منيا القمح وبالقرب من مركز بنها وتحديدا أمام قرية العمري قاما بقطع الطريق عليهما واجبراهما علي النزول من السيارة عقب إطلاق أعيرة نارية في زجاج السيارة واستوليا علي السيارة وما بها من أموال ولاذا بالفرار وقاما عقب ذلك بالتخلي عن السيارة وتقسيم المبلغ المستولي عليه فيما بينهم. تم بإرشاد المتهمين ضبط مبلغ278444 جنيه حيث ضبط بحوزة الأول234 ألف جنيه من جملة ما تحصل عليه250 ألفا حيث صرف15 ألف جنيه لسداد ديونه وضبط بإرشاد الثاني مبلغ20 ألف جنيه من جملة ما تحصل عليه240 ألف جنيه حيث قام بشراء بضاعة خاصة بمحل الأحذية خاصته بمبلغ220 ألف جنيه وضبط بإرشاد الثالث مبلغ23 الف جنيه من جملة ما تحصل عليه26 ألف جنيه كما تم ضبط السلاح الناري المستخدم في الواقعة. تم تحريز المسروقات وتحرير المحضر اللازم وإحالة المتهمين للنيابة العامة التي تولت التحقيق وأمرت بحبسهم4 أيام علي ذمة القضية.