يعاني أهالي قرية الصفاصيف التابعة لمركز دمنهور بمحافظة البحيرة من مصرف يمثل قنبلة موقوتة علي القرية, حيث يعد عنوانا لكارثة بيئية تهدد أرواح المواطنين التي تقترب منازلهم منه حيث امتلأت بمياه الصرف الصحي والقمامة والحيوانات النافقة مما جعل المنطقة سببا في انتشار الأمراض الوبائية منها الفشل الكلوي والكبد الوبائي والأمراض الجلدية بعد ظهور بقع بيضاء علي جلد عدد من أهالي القرية. وأصبحت المنازل عرضة لهجوم الفئران إضافة إلي الحشرات الطائرة والزاحفة وانبعاث الروائح الكريهة والمنظر غير الحضاري وناشد اهالي القرية محافظ البحيرة المهندسة نادية عبده بزيارة القرية والاطلاع علي المصرف والعمل علي تغطيته وإنهاء تلك المشكلة. ويقول محمد إبراهيم محام من الأهالي إن القرية تعاني من إهمال شديد وافتقار لجميع الخدمات سواء الصحية أو التعليمية, إلا أن جميع تلك المشاكل برغم كونها أساسية لحياة كريمة لأهالي القرية كوحدة صحية بها أطباء وممرضون أو مدرسة وغيرها ولكن يمكن التغاضي عنها ولكن الأمر الذي يمثل كارثة تهدد الأهالي هو مصرف القرية الذي أصبح المكان الوحيد لتجميع الصرف الصحي لكل المنازل بالقرية فكل منزل يتم اقامتة بالقرية يقوم بمد وصلة من منزله إلي المصرف ليصب بها صرفهم ناهيك عن اكوام القمامة والحيوانات النافقة التي يتم تجميعها فيه مما اصبح هذا المصرف قنبلة تهدد حياة المواطنين من اهالي القرية. وأشار ربيع عبد الفضيل مزارع إلي المعاناة الشديدة التي يتعرض لها اهالي القرية نتيجة وجود هذا المصرف بالقرية, قائلا إنه رغم تبرع احد الاهالي بالقرية بقطعة ارض لإقامة شبكة للصرف الصحي عليها إلا أنه مازالت الأجهزة التنفيذية لم تساعد في انتهاء الإجراءات التي بدأ الأهالي السير بها منذ أكثر من خمس سنوات. ويؤكد أسامة جابر مدرس من اهالي القرية أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوي لمجلس القرية والوحدة المحلية لمركز دمنهور وشركة مياه الشرب والصرف الصحي إضافة إلي تقديم الطلبات لتدخل أعضاء مجلس النواب من أجل ردم هذا المصرف الذي تلقي فيه عشرات الأطنان من القمامة والقاذورات بالإضافة إلي إلقاء الحيوانات النافقة فيه وانبعاث رائحة كريهة منه, حيث تسبب في اصابة الاهالي بالامراض المزمنة ولكن لا حياة لمن تنادي. وحمل جابر المسئولين بمجلس القرية والري المسئولية الكاملة عن الأمراض المزمنة التي أصابت العشرات من أهالي القرية, مناشدا المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة بالتدخل لإنقاذهم من هذا التلوث والأمراض المزمنة نظرا لفشل الوحدة المحلية الذريع في التعامل مع هذه الأزمة وهي أبسط حقوق المواطن أن يعيش في بيئة نظيفة خالية من الأمراض. ويكشف عبدالمنعم الصفتي مواطن أن الآلاف من المزارعين من أهالي القرية يضطرون إلي ري حقولهم من مياه الصرف الصحي لنقص مياه الري في الترع مما يعرض حياة المواطنين للخطر ويجعلهم عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة, مطالبا محافظ البحيرة بتغطية هذا المصرف حفاظا علي صحة أهالي القرية وان تكون قريتهم في نفس مستوي نظافة مدينة دمنهور. ويؤكد عصام الفقي عضو مجلس النواب أنه تصدي لهذه الأزمة الخطيرة منذ ان حظي بثقة اهالي دمنهور كنائب عنهم بمجلس النواب, مؤكدا انه تقدم بطلب إحاطة للدكتور مصطفي مدبولي وزير الاسكان والمرافق من اجل التدخل السريع لإنهاء معاناة مواطني هذه القرية خاصة ان الموارد المالية متوفرة ليس لإنهاء أزمة هذه القرية فقط ولكن لإنهاء مشكلات الصرف الصحي والمياه علي مستوي محافظة البحيرة. وكشف الفقي لالأهرام المسائي أن هناك مبلغا قيمته56 مليون يورو مقدم كمنحة من الاتحاد الاوروبي لتطوير شبكات مياه الشرب والصرف الصحي بالبحيرة من2011 الي2017 لم يتم تنفيذ سوي10% من الأعمال المسندة من هذا المبلغ. وهدد النائب عصام الفقي بأنه سوف يتقدم باستجواب إلي المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء بعد فشل وزير الإسكان والمرافق في إنهاء هذه الأزمة التي أصبحت كارثة كبري تهدد اهالي القرية, متسائلا: أين بقية المبلغ المخصص كمنحة من الاتحاد الاوروبي. ومن جانبه قال محمد المسعود رئيس الوحدة المحلية لقرية الابعادية التي تقع في نطاقها قرية الصفاصيف وهي إحدي القري التابعة للوحدة المحلية للابعادية إنه لم يتول هذا المنصب الا خلال أشهر قليلة وانه بمجرد علمه بهذه المشكلة تصدي لها وتعرف علي جميع أبعادها خاصة القرار المتعلق بردم هذا المصرف وتعهد بتنفيذ القرار وانه تم تحويل الأمر لمكتب استشاري لأن عمليات الردم تتطلب خبرات علمية وهندسية من متخصصين خاصة من الشركة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي. وقال المسعود ل الأهرام المسائي إنه سيتم البدء قريبا في تنفيذ المرحلة الأولي من عمليات تغطية المصرف بطول300 مترا مشيرا الي انه طلب من اهالي القرية عقد التبرع بقطعة الأرض متعهدا بأن يقوم بإنهاء إجراءاتها حتي يتم إصدار قرار تخصيص لها من مجلس الوزراء لإنشاء محطة صرف صحي عليها للقرية.