حبيبي..أحبك حتي قبل أن يولد الحب, حبي لك جعلني أولد يوم رأيت عينيك,حياتي قبل أن تطل شمسك فيها ظلام, وهم وغيم,عمري أنا.. حبك, سنواتي هي حروف اسمك, أيامي تعد بتردد أنفاسك في فضاء حياتي,أنا الآن أنت, بدونك لا أكون, ولن أكون, أنت عنواني.. وسكني,مدينتي.. ودربي,أنت الأخلاء وكل الأوفياء,أتنفسك عبيرا ونسيما, أشربك ماء طهورا, يروي عطش السنين الخوالي. عرفت الحب حبيبي, عندما تعلم قلبي هجاء الحروف وهو ينطق اسمك,وقتها رقصت ساعات أيامي, التي ما عرفت الدوران, ونسيت دورة الزمن, وصفقت الدقائق, تغنت علي ألحان عطرك الفواح, الذي بعث الدفء في أوصال جمدتها ثلوج الهجر والحرمان. نعم قلت حروف الحب من قبل, ولكنها كانت حروف صماء.. خرساء, لا تعرف الكلام,ولا يسمعها أحد,هباء تناثرت, فما أغنت ولا أثمنت,أصبح لحروف حبي معني, ونطقت وعبرت..ومع كل الكائنات تكلمت, يوم أن لونت سمائي أطياف ابتسامتك, طبعت علي وجنتي القلب قوس قزح,ورقصت حروف الحب وتمايلت وتبخترت فرح. رفعت دموع القلب مرارا وتكرارا أكفها,تطلب الغيث أن يحيي أيامها,أن تهب الريح, أن تحمل في جوانبها بشائر الآتي, تورق الأشجار, وتطيب الثمار, وتعود الطيور تغرد وتزغرد,وملكات النحل تطير وتحنو وتخصب, والفراشات ترسم البهجة, تحتضن أجنحتها وليد يحبو,وتكسو أشعة الشمس وجهه,تأخذ أوراق الورد يده بيدها, يخطو خطواته الأولي نحو الوادي, تسبقه جداول الماء تجري بالحب,تزرعه في كل الربوع, ود وحنان عطر وريحان. آه لو تعرف كم أنا مشتاق,كم تأكل نيران الجفاء أعماق قلبي الخفاق,كم في اليوم والليلة, مع صلاة العشاء وآذان الفجر, تصرخ اشواق الشوق تردد اسمك,وتواصل الدعاء,رب جد علي القلب بنظرة من وجه الحبيب, تشرق شمس السماء. نعم قلبي خريفي, وعمري شجرة جميز عجوز, ولكنها وارفة الأغصان, واسعة الأحضان, أوراقها كلها حنان, تضم الصغير, ترحم الكبير, تنشر العبير, يملأ الأثير حبا, بلا ثمن,بلا أمل,هي تعلمت أن تحب أن تعطي,لا تنتظر الإحسان, لأن قلبها إنسان,وحسها فنان, دائما بالحياة نشوان,في ظلها رغم قسوة الحر نسمات حنان. ما طلبت منك المستحيل أو أن تردي الجميل بالجميل,فما تعودت أشجار الجميز أن تبادل, أن تناور أو تحاور, تعلن حبها نهارا جهارا, لاتسكن بيوت الهجر نهارا, ولاتختفي تحت أسقف الزيف ليلا, مرفوعة الرأس,لاتعرف اليأس, تسكن الفضاء, تهوي الهواء, تعيش حرية, تتنفس نقاء. علمتها خبرة كر الليل وفر النهار, وتحول الأقمار في المدار,أن الحب يبقي, أن الهجر يفني, أن الخوف موت,أن الصمت ظلم وظلام,ألا تصوم عن الكلام, أن تجهر بالأفكار, فإن لم نقلها أبدا ماصنعت الأقدار, كلمة حب بها الحياة بدأت,زينت حواء وتجلت, ومن ثمارها الأرض زرعت,ومن النخيل والأشجارأنعم الخير تدلت. لم أطلب منك يوما أن تقولي أحبك, يكفيني أني أنا أحبك,يكفيني أن يرتوي قلبي من شهد شفتيك حتي ولو باسمي لم تنطق,يكفيني أن حبك جعل القلب في القلب ينبض,يكفيني أن يزور طيفك أحلامي, أن يلون عبير اسمك كراسات أيامي. لم أطلب منك الكثير,فما عودتني الحياة إلا علي القليل,وأنا دوما أرضي بالقليل, أرضي بنظرة, أو كلمة أو أن ترضي عني فقط عيون الخليل, أن تزرع الأمل, أن أتخيل منك القبل, تأخذني في السماء أطير, أن اسابق الرياح أن أعود كما كنت طفلا صغيرا. وبعد حبيبتي هل أنا أطلب منك المستحيل,أجيبي حبيبة القلب, قبل أن يزوي جسمي النحيل, قبل أن أصبح ذكري, قبل أن يصبح اللقاء مستحيلا.