خرج طه من منزله المتواضع بأحد الأحياء الشعبية بمنطقة منشأة ناصر مثقلا بالهموم تسيطر عليه الأحزان لا يدرك كيف ينفق علي احتياجاته اليومية التي تتزايد يوما بعد الآخر يضرب حصي الأرض بحذائه المتهالك يظهر مدي نقمته علي الحياة البائسة التي يحياها. وفي أثناء سيره عاد بذاكرته إلي الوراء متذكرا هجره التعليم في مراحل مبكرة لمساعدة أسرته الفقيرة التي تجد قوت يومها بالكاد وما هي إلا لحظات قليلة حتي استقر به المقام في أحد مقاهي المنطقة حيث التقي ببعض أصدقائه ممن علي شاكلته حيث سرد أحد الجالسين معه عن جولاته وصولاته في عالم الجريمة للإنفاق علي متطلباته وكيف اتبع الطريق الحرام لتلبية احتياجاته.. عاد الشاب إلي منزل أسرته يفكر في كلام صديقه وكيف تغيرت أحواله إلي الأفضل بعد أن سلك طريق الحرام حيث اختمر في ذهنه اتباع الأساليب الملتوية للحصول علي المال دون مجهود أو تعب.. استقرت في رأس طه فكرة نشل المارة ووقع اختياره علي منطقة الحسين التي تكتظ بالزائرين من كل مكان واتخذ منها مسرحا لتنفيذ جرائمه حيث مال لأهوائه وانغمس في سرقاته يكمن للضحية التي سيقوم بنشلها وبخفة يد يلتقط ما بحوزته من أموال أو هواتف إلا أنه سقط في شر أعماله بعد أن اشتبهت فيه قوة أمنية من مباحث الجمالية وبسؤاله عن وجهته ظهر عليه علامات الارتباك وبتفتيشه عثر بحوزته علي هاتف محمول ومبلغ مالي وبتضييق الخناق عليه اعترف بتخصصه في سرقة المواطنين بأسلوب المغافلة. كان اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي إخطارا من اللواء أحمد الألفي مدير المباحث الجنائية يفيد بتمكن قوة أمنية من مباحث قسم شرطة الجمالية برئاسة المقدم محمد علوي رئيس المباحث أثناء مرورها بمنطقة المشهد الحسيني من ضبط طه سعيد32 سنة عاطل ومقيم شارع عبد الرحمن بمنطقة منشأة ناصر وبحوزته هاتف محمول مجهول المصدر ومبلغ327 جنيها.. وبمناقشته عن مصدر المضبوطات حيازته اعترف بسرقتها بأسلوب المغافلة وسرقة المبلغ المالي من محاسن محمد63 سنة ربة منزل ومقيمة منيا القمح شرقية وسرقة الهاتف المحمول من محمد جمال31 سنة صاحب محل ومقيم جزيرة بدران بمنطقة روض الفرج وباستدعاء المجني عليهما تعرفا علي المضبوطات واتهماه بالسرقة. تم تحرير محضر للمتهم وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالته للنيابة التي تولت التحقيق.