أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي, حرص مصر علي تحقيق التوازن الدقيق بين حماية الحريات الأساسية وحقوق الإنسان من جانب, وحفظ الأمن والاستقرار وعدم الإضرار بمصالح المواطنين وحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية من جانب آخر. جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس السيسي أمس مع وفد مجموعة الصداقة المصرية الألمانية بالبرلمان الألماني, برئاسة السيدة كارن ماج, وبحضور سامح شكري وزير الخارجية والسفير الألماني بالقاهرة حيث جري استعراض تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر. وأفاد السفير علاء يوسف المتحدث الرئاسي بأن الرئيس تناول خلال الاجتماع الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب, مشيرا إلي أهمية الفهم الصحيح للدين, وتصويب الأفكار الخاطئة ومواجهة توظيفها لتحقيق أهداف سياسية, فضلا عن إعلاء قيم المساواة وقبول الآخر حتي في حالة الاختلاف, طالما كان ذلك بالوسائل السلمية. ونوه الرئيس إلي دور المرأة المصرية في البرلمان ومشاركتها الفعالة في أنشطته, مشيرا في هذا الإطار بما تحملته المرأة في مصر من مسئوليات, وما بذلته وتبذله من جهد في سبيل الحفاظ علي وطنها ومجتمعها وأسرتها. وأشاد الرئيس بما يشهده التعاون بين مصر والمانيا من تطور في مختلف المجالات, لاسيما في ضوء زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لمصر في الثاني من مارس الجاري, والتي شهدت نقلة كبيرة في مستوي الشراكة بين البلدين. وأكد الرئيس أن الظروف الإقليمية والدولية وما تفرضه من تحديات جسام علي مصر وألمانيا, تستلزم تعزيز التشاور والتعاون بين البلدين علي كافة المستويات وخاصة علي الصعيد البرلماني الذي يشهد تعاونا مثمرا بين النواب من الجانبين, مشيرا إلي أن مصر تقدر جهود أصدقائها في البرلمان الألماني للدفع بأجندة التعاون الثنائي بين البلدين, وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة المستشارة الألمانية من مسارات لتعزيز الشراكة المصرية الألمانية. وأضاف المتحدث أن أعضاء الوفد البرلماني الألماني أعربوا عن تقديرهم الكبير لمصر علي المستويين الرسمي والشعبي, وحرصهم علي تعزيز علاقات الشراكة الوثيقة بين مصر وألمانيا ودفعها علي كافة الأصعدة بما يصب في صالح الشعبين المصري والألماني. و أشاد الوفد الالماني بما لمسوه خلال زياراتهم لمصر من ترسيخ لحالة الأمن والاستقرار في مواجهة التحديات الإرهابية المتنامية في المنطقة, وشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة بما أسهم في عودة الاقتصاد المصري إلي المسار السليم, فضلا عن الدور الحيوي الذي يقوم به البرلمان المصري ولاسيما النائبات من السيدات في ضوء وجود90 سيدة بالبرلمان يمثلن15% من مجموع أعضائه. وأكد أعضاء الوفد الألماني أهمية دور مصر, بما تمثله من مركز للثقل السياسي والثقافي, في استعادة الاستقرار في المنطقة وتسوية الأزمات القائمة بها, فضلا عن التصدي للإرهاب والتطرف علي كافة المستويات, خاصة من خلال جهود مصر لدعم التسامح الديني والتعايش المشترك. من جانبه أشار المتحدث الرئاسي إلي أن الاجتماع شهد بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في عديد من المجالات, وخاصة فيما يتعلق بالتعليم الفني والتدريب المهني والزراعة, حيث أكد الجانب الألماني حرص الشركات الألمانية علي زيادة استثماراتها في مصر, لاسيما في ضوء المشروعات الكبري التي تنفذها بعض هذه الشركات في مصر, فضلا عن تطلع العديد من الشركات الألمانية المتوسطة والصغيرة للعمل في السوق المصرية, وفي هذا السياق أكد الرئيس ترحيب بمصر بالاستثمارات الألمانية الجديدة, مشيدا بأداء الشركات الألمانية العاملة في مصر ومساهمتها في دفع جهود التنمية الشاملة.