حلم المصريين في التعليم أمل يراود كل أسرة مع كل ترنيمة تصدر عن شعارات وقرارات نرجو أن تكون مطابقة للواقع المنشود والذي لا تحكمه إلا مصالح المصريين وأجيالها البائسة الفاقدة في كل أمل لغد أفضل في ظل ترهل المنظومة التعليمية فكريا وإجرائيا. السؤال الحائر في أذهان كل مهتم بقضية التعليم هو: متي ننتهي من الفساد الفكري الممنهج والقرارات المتأرجحة؟! إن الأمر لا يتطلب إرادة سياسية فحسب. وهذا ما نراه جليا في خطابات الرئيس السيسي.. ولكن الأهم تواجد المحرك الحقيقي لتلك الإرادة بفقه فلسفي واع للواقع المؤلم الذي تعيشه22 مليون أسرة مصرية.. تستنزف كل رخيص وغال من أجل تعليم أبنائهم.. والهرولة وراء سراب أنهك قواهم وقوي ذويهم.. ودعونا نتساءل.. لم الاصرار والتمسك بالخطط الفاشلة.. والتي لا تتفق مع واقعنا المأسوي؟ إن اختصار مشكلة التعليم في كتاب مدرسي ثبت فشله أو مجموعة من الأوراق أو معلومة الكترونية يؤكد غياب الرؤية.. وخطأ الفهم الحقيقي لمدلول المناهج الدراسية, وهو ما يعني التخبط الفكري في فهم القضية.. إن الحل يكمن في الفهم الصحيح لتحديات المرحلة تجاه الهدف المنشود للمصالح الحقيقية لجموع المصريين؟ هل آن الأوان لكي نقيم المشاريع التعليمية التي استنزفت الملايين من اقتصاد الدولة؟.. إن أمل المصريين هو تحقيق طفرة تعليمية حقيقية بفكر يعتمد علي امكانياتنا المادية المتاحة.. وهذا لن يتأتي إلا بقواعد بيانات حقيقية.. ورؤية حقيقية لا سرابية؟.. وعلي الجانب الآخر لابد من التوقف عن نزيف إهدار ملايين الجنيهات من ميزانية الدولة فيما لا طائل منه سوي ترديد الشعارات والتوهم بالجديد باستيراد أطراف منظومات تعليمية لها فلسفتها وإجراءاتها التي تختلف عن واقعنا المصري. هل علم صناع القرار التعليمي إننا بحاجة إلي منظومة لإعادة بناء الإنسان المصري الذي نرغبه جميعا.. ذلك الإنسان الفاعل الذي يحمل علي كاهله.. ولو علي الأقل نفسه.. والخروج من قائمة انتظار طابور البطالة أو البطالة المقنعة؟.. إن أمل الإرادة السياسية هو إصلاح التعليم.. ورضاء المجتمع المصري ورفع معاناته في التعليم.. والتي تمثل أكبر معاناة للأسر المصرية.. والتي باتت فاقدة للثقة في أمل الخروج من هذا المنعطف الخطير. إن الحللا يتطلب عصي سحرية بقدر ما يتطلب منظومة تعليمية مصرية المنشأ تفرضها التحديات والآمال في غد أفضل يعيد مصر إلي مكانتها الحقيقية ويراعي كل طفل وشاب مصري علي أرض هذا الوطن.. فهل تعلم القياداتصاحبة القرار التعليمي أطراف المعادلة المفقودة وتنجح في حلها وفك شفرتها؟ نحنفي انتظار الإجابة.. إما سلبا أو إيجابا.. وان كانت قد ظهرت بوادرها! أستاذ بجامعة عين شمس وخبير تربوي