تنسيق الجامعات 2025.. الكليات المتاحة لطلاب شعبتي علوم ورياضة    رئيس مجلس الشيوخ: حاولنا نقل تقاليد العالم القضائي إلى عالم السياسة    وكيل زراعة الدقهلية يتابع أداء الجمعيات التابعة وسير عملية صرف الأسمدة    الداخلية الكويتية تعلن ضبط شبكة فساد ضخمة تضم مسئولين كبار وشركات ووسطاء    فقرة بدنية في مران الزمالك استعدادًا لمباراة وادي دجلة    نتيجة الثانوية العامة بالاسم 2025.. رابط مباشر للاستعلام    رئيس جامعة المنصورة يشارك في اجتماع مجلس أكاديمية البحث العلمي    بالفيديو.. رقص محمد فراج وريهام عبدالغفور من كواليس "كتالوج" وبسنت شوقي تعلق    مستشفى قنا العام يسجّل إنجازًا طبيًا عالميًا بعمليات جراحية دقيقة ونادرة    عروض زمن الفن الجميل في ثاني أسابيع "صيف بلدنا" بالعلمين    أوكرانيا تراهن على الأصول الروسية والدعم الغربي لتأمين الإنفاق الدفاعي في 2026    أهم أخبار الكويت اليوم.. ضبط شبكة فساد في الجمعيات التعاونية    ضبط 4120 قضية سرقة تيار كهربائى خلال 24 ساعة    هل يجوز الوضوء مع ارتداء الخواتم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    أمين الفتوى: الإيذاء للغير باب خلفي للحرمان من الجنة ولو كان الظاهر عبادة    رئيس اتحاد عمال الجيزة: ثورة 23 يوليو أعادت الكرامة للطبقة العاملة    حملة للتبرع بالدم فى مديرية أمن أسيوط    تحرير 148 مخالفة عدم الالتزام بغلق المحلات في مواعيدها    الجريدة الرسمية تنشر قرارين للرئيس السيسي (تفاصيل)    «انتهت رحلتي».. نجم اتحاد طنجة يوجه رسالة إلى جماهيره قبل الانتقال للزمالك    وزير الخارجية التركي للانفصاليين في سوريا: إذا اتجهتم نحو التقسيم فسنتدخل    هل يواجه المستشار الألماني ضغوطا لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل؟    تير شتيجن يغيب عن جولة برشلونة الآسيوية ويؤجل قرار الجراحة    «لوي دراع».. سيد عبدالحفيظ يهاجم وسام أبو علي بعد فيديو الاعتذار للأهلي    وزير قطاع الأعمال يبحث مع هيئة الشراء الموحد التعاون بقطاع الأدوية والمستلزمات الطبية    أدعية لطلاب الثانوية العامة قبل النتيجة من الشيخ أحمد خليل    تطورات إصابة بيكهام وموعد عودته لتدريبات الأهلي وموقفه من مباراة البنزرتي    وائل كفوري يطرح «لو تعرفي» خامس أغاني ألبومه «WK25» (فيديو)    بعد تأجيل افتتاحه.. مدبولي يترأس اجتماع اللجنة العليا لتنظيم احتفالية افتتاح المتحف الكبير (تفاصيل)    البورصة المصرية تخسر 12.5 مليار جنيه في ختام تعاملات الثلاثاء    فى ضربة قاضية لتعليم الانقلاب …أولياء الأمور برفضون الحاق أبنائهم بنظام البكالوريا    رفع الأشجار المتساقطة من شوارع الوايلي غرب القاهرة    وزيرة التخطيط تلتقي ممثلي شركة ميريديام للاستثمار في البنية التحتية لبحث موقف استثمارات الشركة بقطاع الطاقة المتجددة    نقابة أطباء قنا تحتفل بمقرها الجديد وتكرم رموزها    انتظام محمد السيد في معسكر الزمالك بالعاصمة الإدارية    ارتفاع جديد في أسعار الدواجن اليوم الثلاثاء 23-7-2025 بالفيوم    افتتاح نموذج مصغر للمتحف المصري الكبير بالجامعة الألمانية في برلين (صور)    تنسيق كلية تجارة 2025 علمي وأدبي.. مؤشرات الحد الأدنى للقبول بالجامعات    مصرع دكتور جامعي وإصابة 5 من أسرته في حادث مروع بالمنيا    حملة دعم حفظة القرآن الكريم.. بيت الزكاة والصدقات يصل المنوفية لدعم 5400 طفل من حفظة كتاب الله    مصر وفرنسا تبحثان سُبل تعزيز التعاون في مجال الطيران المدني    فيلم الشاطر ل أمير كرارة يحصد 22.2 مليون جنيه خلال 6 أيام عرض    تفاصيل تجربة يوسف معاطي مع الزعيم عادل إمام في الدراما    حملة «100 يوم صحة» قدّمت 8 ملايين خدمة طبية مجانية خلال 6 أيام    اجتماع طارئ بجامعة الدول العربية لبحث الوضع الكارثي في غزة    "صندوق دعم الصناعات الريفية" ينظم أولى ورش العمل الاستطلاعية ضمن "حياة كريمة"    استخراج جثامين طفلين من الأشقاء المتوفين في دلجا بالمنيا    ضبط شخص لإدارته كيانا تعليميا دون ترخيص للنصب والاحتيال على المواطنين بالجيزة    طقس السعودية اليوم الثلاثاء 22 يوليو 2025.. أجواء شديدة الحرارة    الخطيب يطمئن على حسن شحاتة في لفتة إنسانية راقية    حقيقة مفاوضات الأهلي مع أحمد حسن كوكا    «الصحة» تبحث التعاون في الذكاء الاصطناعي مع شركة عالمية    وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من الرئيس السيسي إلى الرئيس النيجيري    «حرب الجبالي» الحلقة 43 تتصدر التريند.. أسرار تنكشف وصراعات تشتعل    من الهند إلى أوروبا.. خطة سرية كبرى بين نتنياهو وترامب لليوم التالي بعد إنهاء الحرب في غزة    «الداخلية» تعلن شروط قبول دفعة جديدة بكلية الشرطة    فلسطين.. 15 شهيدًا في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين بمخيم الشاطئ غرب غزة    لا علاقة له ب العنف الجسدي.. أمين الفتوى يوضح معنى «واضربوهن»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء أركان حرب سيد غنيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا: نعيش حربا عالمية ثالثة.. بالفعل!

قال اللواء أركان حرب سيد غنيم زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا في حوار خاص لالأهرام المسائي إنه من أسباب قيام ثورات الربيع العربي أنه خلال عقود ما قبل2011 واجهت العديد من دول المنطقة تحديات كبيرة أهمها تدهور الحالة الاقتصادية ومستويات التعليم والصحة والبحث العلمي, في مقابل زيادة معدلات التضخم والبطالة. وشهدت المنطقة استشراء الفساد, وازدياد الخلافات العرقية والطائفية, إلا أن ثورات الربيع العربي لم تتمكن من تحقيق أهدافها التي قامت من أجلها في كل بلدانها.
وأكد استشاري الأمن الدولي والدفاع, رئيس فريق المفكرين الدوليين متعدد الجنسيات معهد شئون الأمن العالمي والدفاع أن الإخوان لم ولن يتغيروا في أساليبهم, وأن الدول التي اعتبرت30 يونيو انقلابا أصبحت تعترف به تغييرا أو ثورة شعب,
وأوضح لواء أ.ح.سيد غنيم الذي يعمل كأستاذ زائر بأكاديمية دفاع حلف الناتو بروما أن الإرهاب في ليبيا هو الأشد خطرا علي مصر, فليبيا دولة حدودية, ولكن الجيش الليبي بقيادة حفتر يقوم بواجبه علي أكمل وجه في هذا الصدد. وأضاف أن تصريحات سيادة الرئيس تؤكد أن مصر لم ولن تقف مسلوبة الإرادة أمام ما يحدث في ليبيا, وينفي غنيم أن تكون الحرب علي الإرهاب في سيناء قد طالت, واصفا ما يحدث في سيناء بأنه بدأ بنوع معين من الصراعات يطلق عليه علميا صراع خفيف الحدةLowIntensityConflict, كما يري أننا في خضم الحرب العالمية الثالثة بالفعل, بما تستخدم الدول العظمي من أسلحة حرب المعلومات في منطقة البلطيق, تليها منطقة وسط آسيا والشرق الأوسط, وأنه في حالة ما إذا انطلقت حرب عالمية تقليدية ثالثة فستكون من منطقة البلطيق, أما ما يدور بالشرق الأوسط فهي حروب أهلية بالوكالة. ويري لواء أ.ح. سيد غنيم أنه آن الأوان أن تصبح مصر حليفا إستراتيجيا بكل ما تحمله الكلمة من معان مع حلفائها, وهو ما يتطلب أن تعمل علي إيجاد جميع الوسائل والأدوات التي تمكنها من ذلك, وربما الأدوات والوسائل نفسها التي تستخدمها الولايات المتحدة في صنع قراراتها ومن أهمها تلك الأداة غير الرسمية وتسميStrategicThinkTank أو مراكز الفكر الإستراتيجية. وإلي الحوار:
برأيك ما الذي ساعد علي قيام ثورات الربيع العربي في هذا التوقيت ؟
خلال عقود ما قبل2011 واجهت العديد من دول المنطقة تحديات كبيرة أهمها تدهور الحالة الاقتصادية ومستويات التعليم والصحة والبحث العلمي, في مقابل زيادة معدلات التضخم والبطالة, وشهدت المنطقة استشراءالفساد, وازدياد الخلافات العرقية والطائفية, واتساع الفجوة بين النخب الدائمة بالحكومات من جانب والأحزاب السياسية الهشة من جانب آخر وبين عامة الشعب, إضافة إلي القيود السياسية والأمنية مع تضخم بعض الأجهزة الأمنية كدولة داخل الدولة علي حساب إنفاذ القانون, مع عدم نزاهة الانتخابات والاستثناءات في تطبيق العدالة, الأمر الذي أدي إلي الانقسام الاجتماعي والسياسي وضعف البنيان المؤسسي للدولة.. فضلا عن زيادة التدخلات الخارجية في شئون البلدان سواء من دول نفس الإقليم أو من خارجه لفرض نفوذها وتحقيق مصالحها أو لتوجيهها نحو مسارات سياسية وأمنية محددة, ومع ضعف وارتباك أنظمة الحكم تأثر الاستقرار بشدة في العديد من دول المنطقة مما ساهم في زيادة حدة الغضب وعدم الرضا بين شعوب تلك البلدان, ومن ثم أدي إلي نشوب ثورات الربيع العربي.
ما هي أهم تداعيات الثورة المصرية 25 يناير ثم30 يونيو علي الأوضاع الإقليمية والدولية؟
هناك اختلاف دائم بين الشرائح الشعبية علي أهداف ونوايا الثورات بشكل عام, وهو ما حدث مع ثورتي يناير ويونيو بالتأكيد, فعلي سبيل المثال نجد أن ثورات الربيع العربي لم تتمكن من تحقيق أهدافها التي قامت من أجلها في كل بلدانها, وتعثر قدرات الشعوب علي مجابهة نتائجها, وتمكن الإخوان المسلمين من السيطرة علي مقاليد الحكم في دول الثورات, إلا أنه ثبت فشلهم كتجارب لحكم الإسلام السياسي, ربما نتيجة لخلط الدين بالسياسة, وفي ظل الخلاف الإيراني الشيعي, والسعودي العربي السني والتركي الإخواني في المنطقة وطبقا لتصنيف موشي يعلون وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق تزايدت الصراعات الطائفية وصولا لحروب أهلية بالوكالة في بعض دول المنطقة, والذي صعده تدهور الأحوال الاقتصادية, وانتشار الإرهاب, وتزايد النازحين واللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين من سوريا والعراق واليمن وليبيا.
أما عالميا, فقد تأثرت دول فرنسا وألمانيا وبلجيكا وغيرها بشرق وجنوب شرق آسيا والولايات المتحدة الأمريكية بالإرهاب والتطرف العنيف وكذا بنزوح اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين لأراضيها مما تسبب في تزايد الجرائم العابرة للحدود, مع توقع تأثر الخرائط الديموغرافية بشدة بتلك الدول.
وجاءت ثورة30 يونيو بمصر ليصبح لها الفضل في القضاء علي امتداد حكم الإخوان بمصر والمنطقة والتصدي للإرهاب وتحجيمه إقليميا, أما علي الصعيد الدولي, فقد غيرت في السياسات الأمريكية تجاه مصر ودول الثورات بعدم إجبارهاعلي تنفيذ برامج الديمقراطية التي تضعها, ونجحت في توجيه نظر العالم لمحاربة الإرهاب, وعلي صعيد آخر ساعدت روسيا علي عودة وضع قدمها بالمنطقة لاستعادة نفوذها وكيانها كقطب يؤخذ برأيه أمام الكتلة الغربية في الأزمات الرئيسية بالشرق الأوسط.
من الملاحظ تزايد حالات الانقسام بين جموع الشعب الواحد بدول عربية كثيرة
علي أتفه الأسباب وفي مختلف الأمور ؟
أحد أسباب هذا الانقسام ربما يرتبط بالشحن المعنوي الزائد من قبل الشرائح المختلفة بالشعوب تجاه الآخر سواء بالتكفير أو التخوين, وقد نتعجب من أن أهم ما ساعد علي ذلك بشدة تلك الأكاذيب المنشورة من قبل أجهزة العمليات النفسية للدول العظمي ضد بعضها والتي ساهمت بقدر كبير في تضليل عقول شعوب المنطقة.
كيف تقرأ موقف الدول العظمي من ثورة25 يناير
ثم موقفها علي ما ترتب علي ذلك من أحداث خاصة30 يونيو؟
كما أعلن دوليا أن ثورة يناير في مصر قد مثلت لدول العالم الغربي احتمال بداية حقيقية للحريات والديمقراطية, وكانت نظرتهم لحكم الإسلام السياسي أنه أمر مقبول في مصر طالما في هذا الإطار, ولكن ما بالداخل أثبت عكس ذلك, فالإخوان لم ولن يتغيروا في أساليبهم, وهو ما مهد لثورة يونيو, والتي قوبلت برفض دولي شديد من منطلق أنها تعتبر انقضاضا علي شرعية الدولة والحكم, مما أدي لتجمد عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي وتعليق المساعدات الأمريكية وغيرها بل أنهم وصفوا ما حدث في مصر بالانقلاب, إلي أن ثبت عكس ذلك عام2014, فعاد الاتحاد الإفريقي لمصر وليس العكس, وعادت المساعدات الأمريكية مع تحويل المخصصات المالية لبرامج الديمقراطية إلي مكافحة الإرهاب والبنية التحتية والتعليم, فضلا عن تزايد الاستثمارات البريطانية والإيطالية في المنتجات النفطية مع النظر إلي ما حدث في30 يونيو أنه تغيير وليس انقلابا.
هل كان للقوات المسلحة دور معروف عالميا في حماية مصر في الداخل والخارج أثناء ثورتي25 يناير و30 يونيو؟
وإلي أي مدي كان للتعاون مع الشرطة دور في هذا المجال؟
بالتأكيد, فمن ضمن المهام الرئيسية لأي قوات مسلحة في العالم حماية الشرعية الدستورية للدولة وتأمين جميع أهدافها الحيوية الداخلية بالتعاون مع أجهزة الشرطة المدنية, فضلا عن المشاركة الفعالة في إدارة الأزمات والكوارث, ونظرا لتغيب دور الشرطة في الداخل وقتها في مصر حملت القوات المسلحة علي عاتقها عبء جميع مهام التأمين الداخلية وخاصة حماية المواطنين والمنشآت الحيوية, أما بعد30 يونيو وإسقاط حكم الإخوان في مصر والمنطقة فقد تحملت القوات المسلحة جهدا أكبر, وهو مكافحة الإرهاب.
إلي أي مدي تأثرت علاقات مصر الخارجية بثورة25 يناير ثم30 يونيو ؟
كما أوضحت أن الدول التي اعتبرت30 يونيو انقلابا أصبحت تعترف به تغييرا أو ثورة شعب, كما اعترفت بالرئيسين اللذين حكما بعدها, أيضا استطاعت مصر التواصل بإيجابية شديدة مع دول مختلفة التوجهات ومنها فرنسا وإيطاليا واليونان وروسيا والصين وغيرها, فضلا عن استعادة ثقلها العربي الإقليمي مع دول الخليج والتي مهما توترت تعود للإنسجام والوفاق فالمصالح واحدة, وهذا لا يعني أننا لا نعاني من فجوة ما زالت موجودة بيننا وبين بعض الدول الغربية أساسها الاختلاف علي السياسات المصرية المستخدمة في إدارة الأمور مع الإخوان وكذلك مع الإرهاب في سيناء وتجاه بعض الفئات الثورية, مما يتطلب من القيادة السياسية المصرية محاولة تصويب الأمور في نظر الغرب من خلال أمرين; الأول إعادة دراسة نقاط الاختلاف تلك جيدا, والثاني إعادة النظر في المنظومة الإعلامية المصرية الفوضوية والتي لها أثر كبير في تشويه صورتنا أمام العالم إقليميا ودوليا.
هل دواعش ليبيا هم الأكثر خطورة علينا ؟
وهل آن الأوان لأن تتخذ مصر دورا أكبر أو خطوات أقوي في مواجهة دواعش ليبيا ؟
بالتأكيد الإرهاب في ليبيا هو الأشد خطرا علي مصر, فليبيا دولة حدودية, ولكن الجيش الليبي بقيادة حفتر يقوم بواجبه علي أكمل وجه في هذا الصدد, وعلي حد علمي ومن خلال تصريحات الرئيس لم ولن تقف مصر مسلوبة الإرادة أمام ما يحدث في ليبيا, ودورها بالتأكيد ستتضح ملامحه آجلا أم عاجلا.
ما أسباب انتشار الإرهاب في سيناء إلي هذا الحد؟
الوضع في سيناء ليس وليد اللحظة, فقد عانت سيناء علي مر أكثر من عقدين من عدة مشاكل منذ الهجرة غير الشرعية عبر منافذها عقب سقوط الاتحاد السوفييتي, ثم تجارة المخدرات, وتحديدا الماريجوانا ثم تهريب المسروقات والأسلحة والذخائر عبر الأنفاق, ناهيك عن بعض الممارسات غير المهنية من الشرطة المدنية التي احتكت بهم ولم تستطع التفاهم مع مشاكلهم.
كيف تري ما وصلت إليه هذه الحرب ضد الإرهاب بسيناء؟
وما أسباب هذه الفترة الطويلة لمواجهتها؟
لا أري أن الحرب علي الإرهاب في سيناء قد طالت علي الإطلاق في الحقيقة, فالنصر الحقيقي لا يعني القضاء علي العدو ولكنه يتلخص في هزيمة إرادة العدو. وما يحدث في سيناء بدأ بنوع معين من الصراعات يطلق عليه علميا صراع خفيف الحدة LowIntensityConflict, والذي يعرف علميا بأنه يدور بين أقليات بالدولة وجيشها في محاولة للتحول لما يسمي الحرب الأهلية CivilWar, بهدف الاستيلاء وإعلان السيطرة علي مدينة أو جزء من محافظة شمال سيناء مثل مدينة الشيخ زويد, وفصلها عن الدولة, وبما يثبت عدم سيادة الحكومة الشرعية للدولة علي تلك المدينة والذي يؤدي بالتالي إلي ما يسمي علميا بالدولة الفاشلة, فهل وصل الوضع إلي هذه المرحلة؟! بالطبع لا
يقتصر مفهوم الأمن القومي لدي الكثير من المصريين علي القوتين العسكرية والسياسية,
فما هي الأبعاد الأخري, وكيف يمكن توصيف دولة بأنها قوة عظمي دولية أو إقليمية؟
أكاديميا هناك أربعة أبعاد معروفة للأمن القومي في مصر وهي البعد السياسي والاقتصادي والعسكري والاجتماعي, إلا أن دولا مثل الولايات المتحدة وبريطانيا قد أضافت كلا من البعد البيئي, والتكنولوجي, والمعلوماتي وتمكين المرأة, ولو قرأت المشهد جيدا ستجدين أن مصر قد أضافت بالفعل تلك الأبعاد علي أرض الواقع في مساعيها لحماية أمنها القومي.
أما عن توصيف الدول واعتبارها قوي إقليمية أو دولية فيكون بناء علي ناتج حساب القوة الشاملة للدولة حيث تحسب قوة الدولة بتجميع كل الإمكانات وتأثيراتها الإيجابية والسلبية, ويعرف بناتج تجميع القوي الرئيسية للدولة وهي: السياسية, والاقتصادية, والعسكرية, والاجتماعية, والبيئية والجغرافيا السياسية الجيوبوليتكية,والتكنولوجية,والمعرفية, والقوي البشرية بكل سماتها وخصائصها من قوة وضعف, ويكون ناتجها النهائي عبارة عن محصلة كمية تسمي قدرة الدولة علي تحقيق مصالحها في المجتمع الدولي وفي التأثير علي غيرها.
تزايدت المخاوف مؤخرا من نشوب حرب عالمية ثالثة..
فهل ثمة خطر حقيقي من حدوث ذلك وهل يمكن أن يكون الانطلاق من منطقة الشرق الأوسط؟
من خلال دراساتي لإستراتيجيات الأمن القومي للدول العظمي وجدت أن أسلحة المستقبل الأكثر اهتماما هي أسلحة حرب المعلومات وتحديدا الأسلحة السبرانية أي الإلكترونية والكمبيوترية,إضافة إلي العمليات النفسية, ثم الأسلحة النووية والتي تعد أسلحة ردع ولن تستخدم إلا في حالة الضرورة, وجميعها تفوقت فيها الدول العظمي بلا استثناء, ومن ثم فنحن في خضم الحرب العالمية الثالثة بالفعل بما تقوم به من أسلحة حرب المعلومات في منطقة البلطيق, تليها منطقة وسط آسيا والشرق الأوسط, وفي حالة ما إذا انطلقت حرب عالمية تقليدية ثالثة فستكون من منطقة البلطيق, أما ما يدور بالشرق الأوسط فهو حروب أهلية بالوكالة إن زادت فلن تتعدي حربا إقليمية محدودة بين الأطراف الأصلية بجانب الوكلاء.
في رأيك ما هو أخطر التهديدات التي قد تواجه مصر الآن؟
التهديدات والتحديات كثيرة ومنها الإرهاب والفساد والجهل وغيرها, ولكن في رأيي أنه من أخطر التهديدات التي قد تؤثر علي الأمن القومي المصري في حالة عدم التغلب عليها هما هذان التهديدان: الأول ويتلخص في عدم المقدرة/ الإرادة خاصة الشعبية علي تقبل وتطبيق المعايير والقوانين الدولية السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية بما فيها المعايير البحثية والعلمية والتعليمية والصحية وغيرها. وذلك في وقت ضاعت فيه الأخلاقيات والقيم والمبادئ في زحام المصالح والأهواء الشخصية, فتنهار المجتمعات والدول مع انهيار القيم الإنسانية الحقيقية والضمائر.
والثاني: والذي لا يقل عنه أهمية هو الانقسام المتزايد وغير المبرر من لا شيء وعلي كل شيء والذي يجرنا إلي ما لا يحمد عقباه.
طرحت فكرة تأسيس مجموعة من مراكز الأبحاث الإستراتيجية التي يطلق عليها مراكز الأفكار الإستراتيجية أوStrategicThinkTank..
ما أهمية ذلك؟ وما هو الدور الذي يمكن أن تقوم به هذه المراكز ؟
مصر دولة ذات أهمية إستراتيجية بالمنطقة والعالم يعمل من خلال عدة تحالفات إقليمية ودولية, وحان الوقت أن تصبح حليفا إستراتيجيا بكل ما تحمله الكلمة من معان مع حلفائها وخاصة الولايات المتحدة, والدولة الحليف الإستراتيجي هي التي تفكر بشكل متضامن ومشترك مع حلفائها للتنفيذ بشأن القضايا المحورية ومستقبل المصالح المشتركة في مناطق الاهتمام. ولكي تتعامل مصر كحليف إستراتيجي حقيقي يجب أن توجد جميع الوسائل والأدوات التي تمكنها من ذلك, وربما نفس الأدوات والوسائل التي تستخدمها الولايات المتحدة في صنع قراراتها ومن أهمها تلك الأداة غير الرسمية وتسميStrategicThinkTank, أو مراكز الفكر الإستراتيجية.
ومهمتها ببساطة هي المبادرة/ الاستجابة الفورية لأهم الأحداث والتطورات والمتغيرات المحلية والإقليمية والعالمية, وذلك من خلال الدراسات والبحوث والإصدارات الدورية والنشرات العلمية والترجمات المتنوعة.. والانفتاح علي المؤسسات البحثية القومية والإقليمية والدولية, وبما يعكس بالإيجاب طبيعة عملها وإنتاجها ونشاطاتها, إضافة إلي عقد المؤتمرات والندوات وورش العمل المتخصصة محليا وإقليميا ودوليا وبما يمكنها من جذب النخبة عالميا وإقليميا من صناع قرار ومفكرين وباحثين وأكاديميين وخبراء; للمشاركة في نشاطاتها المختلفة.. وكذا دعم القرار الوطني وتطوير الإستراتيجيات والسياسات داخليا وخارجيا, من خلال التقارير والدراسات المرفوعة إلي صناع القرار. والمشاركة في عمليات التقييم المسبقة للاقتراحات المطروحة علي صانعي السياسات.
لكن هناك بالفعل مراكز للأبحاث في مصر مثل مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية
.. فهل هي غير كافية؟ وكيف تري مكانتها علي خريطة المراكز الإقليمية والدولية ؟
نعم يوجد في مصر بعض مراكز الدراسات الإستراتيحية, وأنا وغيري قد تتلمذنا بالفعل علي إصدارات ونشرات مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ولا يمكن أن ينكر أحد مجهود هذا المركز الرائع وهو الأفضل عربيا, ولكن ربما لم يسمع الكثيرون عن أهم المراكز للدراسات الإستراتيجية بمصر والمعنية بأحد أو بعض أو كافة جوانب الأمن القومي والتي تحوذ الاهتمام سوي مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية والذي حصل علي المركز الأول بالفعل ضمن أفضل عشرة مراكز إستراتيجية عربية عام2015/2014, والمركز المصري للدراسات الاقتصادية والذي حصل علي المركز العاشر, وذلك من خلال التقييم الذي أجراه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية من خلال عدة معايير علمية.. إلا أن جميع المراكز العربية العشرة لم تتواجد ضمن أفضل عشرين مركزا إستراتيجيا دوليا, حيث حصل معهد بروكنجز الأمريكي علي المركز الأول, أما المركز العشرين فحصل عليه معهد جنوب إفريقيا للشئون الدولية من خلال نفس معايير التقييم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.