بعيدا عن معارك مجلس نواب الحكومة مع صحافة الشعب نواصل التجديف في نهر الحب.. ذاك القدر, المكتوب علي جبين الكون, المرسوم بفرشاة ومليون لون.. جئت إلي الدنيا في ساعة حب بهية, تعلمت بالحب حروف الهجاء, نطقت بها شفاه القلب, أمسكت خيوط الهوي بأنامل رقيقة كما أوراق الورد, حركت كلمات الشجر, التي كان يناجي بها القمر, في قلبي الصغير مناجاة الليل والسهر. تفتحت مسام أيامي تستنشق عبير الندي, تطرب لحفيف الأشجار, تنشيها أغاني الأقمار, يرقص قلبي رقصات فراشات لونتها ألوان الحب, تغدو, وتعود, تغرد مع العصافير,تنشد في سمع الدنيا أحلي وأجمل أغنية, عانقت عيوني بالود عيون سنابل القمح, عاشت قصة حب ذهبية, وسافر خيالي مع خيوط الشمس في رحلة حب أبدية, قلبي الصغير, لم يخش يوما أن تحول دون وصوله إلي حبيبة القلب الساكنة في سماء الحب, أو تعيده إلي أوتاد الأرض جاذبية. ركب سفينة الشوق, وطار, سابق الريح والأمطار, كما البراق, يحمل رسول الحب,تسلق قلبي الأسوار, وطاف الأمصار, إلي أن وصل إلي مدار الحب, عانق الحبيب, القريب البعيد,ورقص الكون, وهطلت الأمطار, وطلعت شمس الحب, ذاب الجليد في الأنهار,غني الكون قصيدة حب أبدية. هكذا كنت, بطعم الحب في المهد أرضعت, وعلي دربه سرت, وسط الحقول الخضراء أتنسم عبير الشوق, للمحبوب الآتي,أكتب علي صفحات الماء حلم حياتي, عصفورة علي جناحيها أطير, نسكن عشا صغيرا, كسرات خبز تكفينا, قطرات ماء تروينا, طعام الحب يقوينا, مجدافه يدفع قاربنا, في بحار الدنيا يهدينا,ننشر بين الناس رسالة آدم حب وحنان وعدل وحرية, لكل أبناء البشرية. في بحر الحياة, ظننا أن الحب وحده يكفي, لم نعلم أن صقور الدنيا, ترضع كراهية, تصادق حيات وأفاعي, تنفث في الناس سما, لا تعرف إلا البوم والخفافيش, تكره في النهار أن تعيش, تهوي الظلام, حديثها خصام,يومها وشاية, وليلها غواية, تشرب الدماء, تشعل الحروب, تهوي جمع الأشلاء, تكره أن يولد فجر يوم جديد, أن يحيا الشباب الأمل, تشد الحاضر بحبال الماضي البغيض, يحزنها يوم العيد. أخفيت أحلامي بين ضلوعي,أقلعنا علي قارب الأمل, ندافع الرياح, نصارع مارد أمواج يرمي بشرر قداح,يهتز القارب, تشتد الأمواج, تزأر ريح البرد, تلفح الوجه سياط الملح, يقوي الساعد,تزغرد أصوات الحب, يشتد عود القلب,يمضي القارب قدما, يطوي جبال البعد, تمضي الأوقات, وقلبي لقلبي يغني ينشد أهازيج الصبر المجدولة من شمس الحب,تضيء سماء القلب, يبصر بشائر القرب, يصل إلي شاطئ الحنان. وسط الماء المالح, صحراء جرداء, يمني النفس أن يزرعها بنبات وزهور القلب, في ظل صخرة عالية, جلس يناجي صوت الحب المزروع في حنايا الضلوع, يهمس نسيم الحب العليل, في صوت جميل يقول: كما كان لدي العقاد سارة ألهمته حروف الحب,لديك في القلب قيثارة تبعث في وديان الموت حياة, تعزف لحن الوجود, تهطل الأمطار, وتجري في الصحراء الأنهار, وتنمو في ربوعها الأشجار, فوق أغصانها تبني العصافير الأوكار, وترقص الورود تحت ظلها والأزهار. ما أجملها قيثارة تغني وترقص, تعبر عن كل معاني الحب, تشع في الكون كل معاني السجود للواحد الماجد, تصلي الصحاري, تسجد, تعاهد الواحد أن تعانق المطر, أن يثمر الشجر, ويكبر البشر يزرعون ويحصدون, يقطفون ثمار الحب, يصنعون بالود حياة كلها حب. آه يا قيثارة شفاهها أغنية حب شجية, أبحث عنها من زمن, طفت بحار الألحان في رحلة عمر شقية, أتمني أن تعانق أوتارك أوتار قلب سبته أنغامك, أسرته قبل الميلاد ألحانك, كسته بحلل الهوي أصداء رنين قوافيك, فهام حبا فيك. قيثارة الحب عانقي قلب بهواك مغروم, بدونه محروم,يتمني أن يعزف بأوتارك أغنية كون أبدية, تعيد للحب معانيه, وتعلن من جديد ميلاد دولة الحب.. فهلمي إلي أحضان الحبيب قيثارة! [email protected]