عندما كان أردوغان في البحرين, اتهم إيران بالسعي لتقسيم العراقوسوريا عن طريق العودة للقومية الفارسية, وهو ما قال أنه يجب منعه. وتحدث وزير خارجيته جاويش أوغلو يوم19 فبراير في مؤتمر ميونيخ قائلا: تحاول إيران خلق دولتين شيعيتين في سورياوالعراق. وهذا خطير جدا. يجب إيقاف ذلك.. غضبت إيران واستدعت السفير التركي في اليوم التالي مباشرة وردت بغضب:أن هؤلاء الذين يدعمون المنظمات الإرهابية, والذين يسفكون الدماء, والذين قادوا الطريق للتوترات وعدم الاستقرار في المنطقة, لا يمكنهم الهرب من مسئوليتهم باتهام الآخرين هكذا قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الذي أضاف: نحن نتعامل بالصبر, لكن للصبر حدود. ولم تكتف إيران بذلك, فاتهم محمد جواد ظريف, وزير الخارجية الإيرانيتركيا بأن ذاكرتها ضعيفة وتنكر الجميل, حاول تذكير أردوغان بموقف بلاده التي سهرت حتي الصباح ليلة حدوث الانقلاب العسكري الصيف الماضي, رغم ان حكومة أردوغان ليست شيعية, وكان الرئيس الإيراني روحاني أول المهنئين بفشل المحاولة. ليست هذه المرة الأولي للتلاسن بين البلدين, ففي يوم27 أكتوبر2014 اتهم أردوغان إيران باستغلال الانقسامات الطائفية السورية. وقال عندما نعقد اجتماعات ثنائية مع إيران يوافقون علي حل هذه المسألة معا. وعندما يحين وقت التنفيذ فان لهم للأسف طريقتهم الخاصة في العمل وجاء الرد الإيراني سريعا اذ اتهمت إيرانتركيا بإطالة أمد الصراع المستمر في سوريا من خلال الإصرار علي الإطاحة بالرئيس بشار الأسد ودعم الجماعات الإرهابية في سوريا وجاء التراشق الإعلامي رغم تبادل الزيارات بين قادة البلدين والتصريحات الودية التي صاحبت تلك الزيارات حيث زار أردوغان إيران في فبراير ذاك العام وزيارة روحاني لتركيا في يونيو من العام نفسه. ولكن الشدة الإيرانية هذه المرة يبدو أن طهران استخلصتها طهران من تعامل روسيا مع أردوغان بعد إسقاط الطائرة الروسية, والرد الحاسم من جانب الرئيس الروسي الذي اجبر أردوغان علي إرسال رسالة اعتذار باللغة الروسية الي بوتين وهرول للاجتماع به في روسيا. فهمت ان أردوغان المتقلب لا ينفع معه سوي المواقف الحاسمة, فهذا الرجل يغير مواقفه حسب مصالحه الشخصية, ولا يشعر بأي حرج من جراء ذلك. وقد كان فقد طلب اردوغان الاجتماع بروحاني في مؤتمر منظمة باكو في باكستان في الاول من مارس. وفي لفتة تصالحية أخري من جانب تركيا أدلي وزير الخارجية التركي بتصريح الي الوكالة الإيرانية قال فيه: أن أنقرة تقدر تعبير طهران عن دعمها للحكومة خلال انقلاب عسكري فاشل ضد أردوغان. وقال إيران كانت معنا لدعم حكومتنا في كل لحظة في تلك الليلة بينما اتصلت بنا دول أخري بعد أيام بل حتي أسابيع من المحاولة الفاشلة. وهكذا سياسة اردوغان تصريحات عنترية ثم الاعتذار والتراجع عنها مما جعل الرجل محل تندر وسخرية في صحف المعارضة التركية والغرب. هناك تحليلات غربية تري أنه لا يمكن التعويل علي تركيا أو ايران لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط لأن هناك مكانا في الشرق الأوسط لشاه واحد أو سلطان واحد, ولكن ليس لشاه وسلطان معا. ان مصر هي الضامن الكبير والموثوق به لتحقيق ذلك الاستقرار. فمصر التي بدأت إفاقتها, وبدأت تنفض عن قدرتها, قتام الركود وتزيح عن جذوتها رماد الخمود هي التي ستضئ النور المقدسة للسلام من جديد.