يعد الفصام من أشهر وأخطر الأمراض النفسية ذات الطابع الذهاني المركب والمعقد فهي تصيب العقل. وكان يطلق علي مرض الفصام في السابق اسم الخرف المبكر ثم مصطلح فصام إشارة للعقل المشطور, حيث يسبب هذا الاضطراب انشطار الشخصية وعدم تماسكها, وتمزق العقل وانفصاله عن الواقع. وغالبا ما تظهر علامات هذا المرض في سن15 حتي35 عاما, والسبب إما عضوي كوجود تلف في المخ( مثل خرف الشيخوخة) أو لأسباب وراثية( وجود أمراض عقلية أو نفسية بالأسرة) أو بسبب خلل في الوظائف النفسية( مثل ذهان الهوس والاكتئاب). يعاني مريض الفصام خللا في السلوك والانفعال والتفكير والإدراك مع وجود ضلالات وهلاوس والأهم هو عدم استبصار أو قناعة المريض بعلته مما يدفعه لمقاومة فكرة العلاج. ومعني وجود ضلالات أن المريض يؤمن بمعتقدات لا تتناسب مع الواقع ولا أساس لها من الصحة( كأن يعتقد أنه أحد الأنبياء, أو أن لديه قدرات خارقة كالمشي علي الماء). ويقصد بالهلاوس الوعي بمحسوس( شيء حسي) غير موجود, وهي أما سمعية أو شمية أو بصرية أو لمسية أو ذوقية وغالبا74% من مرضي الفصام يعانون الهلاوس السمعية( كأن يسمع المريض صوتا يشتمه, أو يسمع شخصا يعطيه أوامر بقتل فلان). أما التفكير فهو مضطرب أيضا, حيث يعاني المريض عدم ترابط الأفكار وصعوبة في التعبير المنطقي والمنظم, مع مزج بين الخيال والواقع وتفسير سلوكيات الآخرين حسب الضلالات التي تسيطر علي محتوي تفكيره. وفي هذا السياق فإن الانفعالات لا تتناسب مع مواقف الحياة( كأن يضحك المريض بسعادة عند سماع خبر وفاة ابنه) وسرعة الانتقال من انفعال سار لانفعال حزين خلال وقت قصير. كذلك الإرادة ضعيفة وهشة, فمريض الفصام لا يستطيعا اتخاذ القرارات أو ممارسة أي نشاط وليس لديه أهداف في الحياة, ذلك لأنه يعاني أيضا خللا معرفيا يؤثر علي تقدمه في الدراسة أو العمل, حيث يسهل استثارته وتحويل انتباه من موضوع لموضوع دون تركيز في المضمون. نهاية القول مريض الفصام سلوكه يخرج عن نطاق المألوف والمقبول, فهو يرتكب العديد من الجرائم دون شعور بألم أو خطأ, ويميل للعزلة الاجتماعية واعتناق مذاهب دينية أو فلسفية غامضة, كما يدخل من ضمن الانحرافات السلوكية والجنسية معاناته من خلل في النطق والكلام, والميل للانتحار وارتعاش بعض أجزاء الجسم. ويتضمن العلاج جلسات نفسية لتأهيل المريض مهنيا واجتماعيا مع عقاقير مضادة للذهان وهي أهم ركن في العلاج وجلسات كهربائية. وكلما كان هناك دعم مناسب للمريض أمكن له العيش بسلام وسط أسرته والمجتمع.