قال الرئيس السوداني عمر البشير إنه سيتم فتح حوار موسع حول الوثيقة الدستورية حتي يتم التوصل لدستور دائم للبلاد, يستوعب ضروريات المرحلتين الحالية والمقبلة, مؤكدا أن خطوة تعيين نائبه الأول الفريق أول بكري حسن صالح, رئيسا للوزراء مهمة, مشددا علي أنه الرجل المناسب لإلمامه بكل ما يدور داخل أجهزة الدولة. وقال البشير في مؤتمر صحفي نظمته اللجنة التنسيقية العليا للحوار الوطني بالقصر الجمهوري في الخرطوم أمس إن كل الجهات المشاركة في الحوار وافقت علي تعيين صالح رئيسا للوزراء. وشدد البشير علي أن رئاسة صالح للجنة العليا لإصلاح أجهزة الدولة في الفترة السابقة, أعطته فرصة لكي يتعرف علي كل الوحدات الحكومية ويرصد إيجابياتها وسلبياتها, مؤكدا أن معرفته هذه ستساعده في المرحلة المقبلة. واعتبر البشير أن تجربة الحوار كانت ناجحة جدا ونقلت البلاد نقلة كبيرة في مستوي التوافق والتلاقح بين الآراء المختلفة, مؤكدا التوصل لاتفاق حول نسب المشاركة في الهيئة التشريعية القومية والمجالس الولائية, وعلي معايير المشاركة ومواصفاتها. وأشار البشير إلي وجود توافق أيضا علي توزيع نسب المناصب الحكومية ومعايير الاختيار التي أجيزت من الآلية العليا التنسيقية, لافتا إلي أن الحكومة الاتحادية لابد أن يشارك فيها كل أبناء السودان, و أن كل من شارك في الحوار سيجد موقعا سواء كان في المجالس أو الوزارات, كما سيظل منصب نائب الرئيس موجودا أيضا. وقال البشير, إن عملية تشكيل حكومة الوفاق المرتقبة سيتم حولها تشاور واسع مع كل المشاركين, مشيرا إلي أن حزبه المؤتمر الوطني سيقدم النسبة الأكبر في التنازلات عن السلطة, مشددا علي أن من يريد المشاركة في الحكومة لابد أن يتخلي عن العنف والعمل المسلح. وأكد أن هدف الحوار الأساسي كان إيجاد حلول عملية لقضايا السودان المطروحة, منوها لنجاح الحوار في الخروج بوثيقة وضعت حلولا لكل القضايا المصيرية, مبرزا أنه امتاز بالشفافية والوضوح, وذلك بشهادة المؤسسات الدولية, التي أكدت أنه يمكن أن يكون نموذجا لكثير من الدول التي تعاني من مشكلات مثل السودان. وجدد الرئيس السوداني الدعوة للقوي السياسية والحركات المسلحة الممانعة, للانضمام للحوار, معتبرا أن هناك بيئة إقليمية ودولية مواتية لتحقيق السلام الشامل والدائم في السودان.