يعيش مصنعو المنتجات الجلدية حالة من المعاناة بسبب ندرة الجلود ذات الجودة العالية, وارتفاع أسعار الجلود الخام بنحو12 جنيها في القدم الواحدة بما دفع أسعار المنتج النهائي إلي الارتفاع بنسبة100% في الوقت الحالي. وقال يحيي زلط نائب رئيس غرفة صناعة المنتجات الجلدية بغرفة اتحاد الصناعات, إن ارتفاع قيمة الدولار أمام الجنيه خلال الفترة الماضية دفع المصدرين إلي تصدير أكبر كم ممكن من الجلود الكراست التي يبلغ سعر قدم التصدير منها2 دولار و20 سنتا أي بما يعادل35 جنيها. وتابع: السعر الحالي لقدم التصدير رغم تراجع قيمة الدولار حاليا إلي1630 جنيه يعد محفزا كبيرا للمصدرين, لأن القدم قبل التعويم كان يبلغ23 جنيها بما يجعل هناك زيادة تبلغ15 جنيها في القدم الواحد, والأزمة ليست في تحكم7 مصدرين لعملية التصدير إنما في توفير الجلود ذات العيوب للمصانع المحلية. وأشار إلي أن المتلاعبين في سوق تصدير الجلود هم أنفسهم من يقومون بالشكوي من عمليات تهريب الجلد من قبل مكاتب الاستيراد والتصدير, متعجبا من تلك الادعاءات التي ليس لها أساس من الصحة بسبب المكاسب التي يتم تحقيقها من وراء عمليات التصدير. وأوضح أن الدولار رفع أسعار الجلود الخام أمام الصانع المحلي لتصل إلي35 جنيها للقدم الواحد بعدما كان يباع ب20 جنيها, وهو ما أسهم في رفع تكلفة الإنتاج إضافة إلي ارتفاع مستلزمات الإنتاج المعتمدة علي الدولار أيضا بما انعكس علي سعر المنتج النهائي بنسبة100%. وقال: أصحاب المدابغ يقومون برفع اسعار الجلود الخام وليس أصحاب الماشية لأنها لاتمثل2% من ثمنها فقط وهي نسبة ضئيلة جدا, وإن الصناعة المحلية لم تتمكن من المنافسة محليا وخارجيا دون توفير المدابغ الجلود الجيدة للصناعة المحلية. واستطرد: المصانع تحتاج إلي جميع الجلود لتكون هناك منتجات جلدية مائة في المائة تتمكن الصناعة المحلية من تصديرها والمنافسة بها في السوق الخارجية وهو مايزيد من العائد التصديري نتيجة القيمة المضافة التي تتم علي الجلود الكراست بخلاف فرص العمل التي سوف يتم توفيرها بالمصانع. وأشار إلي أن عدد المصانع الحالية تراجع بسبب أزمة جودة الجلود وارتفاع أسعار من23 ألف منشأة17 ألف منشأة بسبب أزمة جودة الجلود وارتفاع الأسعار بخلاف تراجع الصناعات الانتاجية للمصانع بنسب80%, الأمر الذي يجعل توفير الجلود يجذب استثمارات للقطاع مرة أخري. وأوضح أن95% من الأحذية الحريمي منتجة من الجلود الصناعية, ولن نتمكن من منافسة الصين في الصناعات المعتمدة علي الجلود الصناعية, لافتا إلي أن الفرص أمامنا في الاعتماد علي الجلود الطبيعية لتوفير الأحذية الحريمي جلود طبيعية بنسبة كبيرة كحال الأحذية الرجالي. وتوقع انخفاض أسعار المنتجات في شهر مايو المقبل, وسط استمرار تراجع الدولار أمام الجنيه والمتوقع استمراره بقيم أعلي في الفترة المقبلة, لافتا إلي أنه ينبغي إعادة الدراسة التي تقدمت بها غرفة دباغة الجلود لوزارة الصناعة حتي يكون توازن بين القطاعين الصناعيين.