مسكينة السينما المصرية.. ما أن تبدأ في حل مشكلة تواجهها.. حتي تظهر فورا مشاكل أخري تقف في طريق حركة إنتاج الأفلام.. ودوران كاميرات السينما بشكل طبيعي.. تمر السينما هذه الأيام.. أزمة حقيقية.. وبشكل مؤثر تماما علي صناعة السينما المصرية.. يعاني الإنتاج السينمائي أزمة مالية حادة.. كثير من المنتجين توقفوا عن الشروع في إنتاج أفلام.. والسبب عدم وجود سيولة مالية تحفزهم لإنتاج الأفلام.. والذي لديه هذه السيولة من المنتجين لا يقدم علي إنتاج الأفلام لعدة أسباب يشرحها.. وأهمها عدم الاقبال الجماهيري علي السينما الآن.. وعلي نوعية الأفلام التي ستقدم.. وموضوعاتها بعد أن تغير ذوق الجمهور سينمائيا بعد ثورة25 يناير!! إلي جانب اغلاق عدد كبير من دور العرض.. لعدم وجود أفلام يمكن عرضها.. بعد أن عرضت بعض الأفلام ولم تجذب الجمهور إليها لانشغاله بالاهتمام بالسياسة.. وتحقيق أحلام التغيير التي لمست كل وجدان الشباب.. والشعب المصري.. وأدي ذلك إلي خسائر وصلت كما صرح المنتج محمد حسن رمزي الي10 ملايين جنيه عند عرض ومنع عرض بعض أفلامه التي انتجها.. وغيره من شركات الإنتاج خسرت احداها30 مليون جنيه. وأمام هذه الأزمة.. ما الحل؟! هل سيتوقف الإنتاج.. ولا نجد أفلاما مصرية تعرض في دور العرض.. بعد ان اجتاحت الأفلام الأجنبية دور العرض الخالية من الفيلم المصري؟ * هناك بعض الحلول.. المقترحة لحل أزمة السينما الحالية منها أن تشترك البنوك في إنتاج الأفلام عن طريق قروض تمنح للمنتجين الذين تري فيهم القدرة علي القيام بتقديم أفلام تحقق الربح بعد تغطية التكلفة الإنتاجية.. ويحصل البنك علي نسبة من الأرباح.. * ومنها عقود جديدة بين النجوم وشركات الإنتاج بلا أجر.. والنجوم يحصلون علي أجورهم المتفق عليه من شباك التذاكر.. وهو حق لهم نتيجة اقبال الجماهير علي شباك التذاكر بسبب النجم والنجمة المشتركين في الفيلم * ومنها تخفيض الأجور مع شرط الحصول علي نسبة تعوض النجم علي تخفيض أجره.. عندما يحقق الفيلم نجاحا.. كبيرا من ايرادات الشباك.. تغطي تكلفة الفيلم.. إلي جانب جزء كبير من الأرباح.. فيحصل النجم علي النسبة التي اشترطها في العقد! * ومنها.. تبادل تعامل النجوم في أفلام إنتاجهم والمشاركة مجانا هي الأجر.. إذا أنتج النجم الثاني فيلما فيشترك فيه النجم الأول مجانا.. وهو الأجر. * ومنها.. ننتقل إلي الأفلام القليلة التكلفة.. وهي ليست عودة إلي أفلام المقاولات.. ولكنها أفلام بأسلوب جديد وبوجوه جديدة.. قليلة الأجور.. وموضوعات جديدة يقبل عليها الجمهور وقد نجحت هذه النوعية من الأفلام.. مثل أفلام ميكروفون وبيبو وبشير.. واسماء لهند صبري وجدو حبيبي.. وإذاعة حب. لمنة شلبي وشريف سلامة.. ويسرا اللوزي.. وفيلم678 لبشري.. وكدواني.. وفيلم الفيل في المنديل لطلعت زكريا.. وفيلم رد فعل لمحمود عبدالغني.. وحورية.. وفيلم سمير وشهير وبهير.. وفيلم عائلة ميكي.. للبلبة.. وفيلم الحاوي.. إخراج إبراهيم.. البطوط.. وفيلم الشوق.. روبي.. سوسن بدر وعدد كبير من هذه النوعية من الأفلام وهي مرحلة هامة وكوبري آمان للأزمة المالية التي تمر بها شركات الإنتاج.. * ومنها المشاكل الخاصة بصناعة السينما.. وتشغيل أصحاب المهنة.. إلي جانب الدخل المادي الكبير الذي يعود إلي مصر.. والذي ظل يصرخ لتحقيقه يوسف شريف رزق الله.. لفتح الباب أمام الأفلام الأجنبية لتصوير أفلامها في مصر.. وذلك بالعمل علي التغلب علي البيروقراطية ولوائحها التي تعوق سهولة تعامل الأجانب وأفلامهم لكي تصور أفلامهم.. بدلا من تصويرها في بلدان شقيقة كالأردن التي تحقق مليارات الدولارات بفتح باب التسهيلات للتصوير في أراضيها.. في الوقت الذي تخسر مصر المليارات نتيجة تلك اللوائح والموانع المفتعلة التي تمنع حرية التصوير للأفلام الأجنبية علي أرض مصر. * ومنها.. تخفيض أجور أماكن التصوير للأفلام المصرية والتي تصل أجور التصوير فيها إلي الآلاف ترهق ميزانية إنتاج أي فيلم.. وتجعل الإنتاج يسافر إلي بلدان العالم التي تقدم كل التسهيلات والمعاونة التامة لتصوير أفلامنا وأفلام غيرنا في هذه البلاد.. وأصبح من الطبيعي أن يشمل كل سيناريو لأي فيلم مصري السفر إلي أمريكا.. والنمسا.. واليونان.. وغيرها من البلاد التي تقدم كل التسهيلات اللازمة لتصوير الأفلام!! * وقد تسببت مشكلة السينما هذه الأيام.. في شيء يحسب لها وليس عليها.. فقد أعطت الفرصة كاملة للسينما التسجيلية.. والأفلام الروائية القصيرة.. والديجيتال لتزاول نشاطا كبيرا في تقديم أفلامها.. وحققت السينما التسجيلية أكبر معدل لها منذ بدايتها.. وتعرض أفلامها في المهرجانات.. وتأخذ شكل الوثائق الفنية السينمائية للأحداث الجارية في مصر.. والعالم وتضع نفسها وأفلامها في مكانة تستحقها.. فهي سينما الحياة تسجل تاريخ الحياة بدون رتوش.. ولكنها حياة حقيقية. ومهما كثرت مشاكل السينما.. فان من مشاكلها تظهر عناصر سينمائية جديدة ولن تقف هذه المشاكل في طريق صناعة السينما المصرية صاحبة المائة عام.. بفضل أهل السينما الذين يبحثون دائما عن الحلول الواجب اتخاذها.. للتغلب علي أي مشاكل تواجه سينماهم.. وهي السينما المصرية صاحبة الريادة الحقة عبر تاريخها.. ومستقبلها!! س.ع