تستمر الحياة ومعها يستمر أبناء محافظة سوهاج في التضحية بدمائهم وأرواحهم من اجل امن واستقرار الوطن الذي تربوا علي أرضه وعاشوا من خيراته, رافضين ان تمس أيادي الإرهاب الخبيثة امن مصرهم الحبيبة او تهدد استقرارها وأمس الأول انضم الشهيدانعبد العظيم سليمان عبدالعظيمومحمد عادل صابرمن أبناء سوهاج الأوفياء لقائمة الشرف ولحقا بمن سبقوهما من الشهداء الذين سطروا أسماءهم بحروف من نور في صفحات التاريخ لتتوارث الأجيال قصص كفاحهم المجيدة ويكونوا قدوة للأجيال المقبلة. ففي قرية القطنة بمركز طما عاش عبد العظيم حياة صعبة عقب انفصال والديه وتحمل مسئوليةالإنفاق علي أسرته الصغيرة المكونة من اخويه زكي وأميرة بعد وفاة والده باعتباره الأخ الأكبر لهما ليثير إعجاب واحترام أهالي قريته علي رعايته لأسرته ومواصلته لدراسته في نفس الوقت دون اللجوء الي طلب المساعدة من احد حتي اقرب الناس إليه مما جعله محط احترام رجال القرية لما أبداه من صفات الرجولة والشهامة علي الرغم من صغر سنه. وعقب حصوله علي شهادة الدبلوم اخبره عمه زكي بانه يحق له قانونا تأجيل تجنيده بالقوات المسلحة باعتباره العائل الوحيد لأسرته واصطحبه الي منطقة تجنيد أسيوط لاستخراج شهادة التأجيل ظنا منه ان ابن شقيقه عبد العظيم سيطير فرحا بتأجيل خدمته العسكرية ولكن الشاب البطل شعر بان وطنه في حاجة اليه أكثر من والدته واخوته فطلب من عمه رعاية أبناء أخيه لحين إنهاء فترة خدمته وقام بتمزيق الشهادة وتسليم نفسه الي منطقة التجنيد وكأن نفسه تحدثه بأن شرفا كبيرا في انتظاره وبالفعل اظهر عبد العظيم شجاعة في التصدي للعناصر الارهابية في سيناء, حيث كان يحرص علي المشاركة في كل العمليات التي تكلف بها وحدته وان يكون في المقدمة حاملا سلاحه وبداخله ايمان كبير بأنه يدفع الشر عن اسرته الصغيرة التي يحبها ويدافع عن وطنه الذي يعشقه وأثناء تصديه لهجمة إرهابية علي احد الأكمنة الأمنية بسيناء نال عبد العظيم شرف الشهادة وهو يدافع بكل ما أوتي من قوة عن مقدرات الوطن وزملائه رفقاء السلاح. ولم يختلف الامر كثيرا في قرية برديس بمركز البلينا التي اتشحت بالسواد بعد استشهاد ابنها البار محمد عادل صابر الذي كان سينهي خدمته العسكرية يوم الأحد بعد ان قام بأدائها علي أكمل وجه وكان قدوة حسنة ومثالا للجندي المنضبط. ومحمد حاصل علي بكالوريوس تجارة وترتيبه الثاني بين اخوته الأربعة وقد تحمل مسئولية الأسرة عقب سفر والده للعمل بدولة الكويت ومنذ20 يوما حضر واجب العزاء في وفاة احد اقاربه ولم يخطر ببال احد ان زيارته للقرية ستكون الأخيرة علي الرغم من انه حرص علي زيارة الاهل والاقارب والجيران وكأنه يودعهم. وقبل الحادث اجري اتصالا بشقيقته المتزوجة التي كانت في زيارة لمنزل الأسرة, حيث طلب منها الانتظار الي يوم الأحد لتهنئته بانتهاء فترة تجنيده في القوات المسلحة, كما انه مشتاق الي رؤيتها كثيرا ولكن امتدت يد الإرهاب الآثمة الي محمد لينال شرف الشهادة في هجمة إرهابية شرسة علي احد الأكمنة الأمنية في سيناء. وعلي الرغم من الحزن الذي غمر أسرة الشهيد فإن شقيقيه حاتم وفهد أعربا عن استعدادهما للالتحاق بالقوات المسلحة للدفاع عن الوطن والثأر من العناصر الإرهابية التي حرمتهما من شقيقهما محمد. من جانبه, نعي الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج شهيدي الوطن المجند عبد العظيم سليمان عبد العظيم من قرية القطنة بمركز طما والمجند محمد عادل صابر من قرية برديس بمركز البلينا اللذين استشهدا في مواجهة الإرهاب الغاشم في سيناء مساء أمس الأول.