مع دقات التاسعة مساء اليوم, يترك كل مواطن مصري من90 مليونا يعيشون في كل محافظة ومدينة ومركز وقرية حياته خلف ظهره من أجل لحظات تاريخية لن تقل عن90 دقيقة ولن تزيد علي120 دقيقة عندما يلتقي المنتخب الوطني الاول لكرة القدم مع نظيره الكاميروني في المباراة النهائية لكأس الأمم الإفريقية الحادية والثلاثين.هي قمة القارة السمراء ليس الآن فقط بل علي مدي كل العصور وهناك من يعتبرها الكلاسيكو الأول بين منتخبين داخل افريقيا والاهم والأكثر إثارة. وفي العاصمة الجابونية ليبرفيل وفي حضور جماهيري كبير سيدخل المنتخب الوطني مرحلة مهمة في تاريخه بحثا عن لقب غاب عنه منذ7 سنوات عبر جيل واعد حقق مفاجأة مدوية بوصوله للمباراة النهائية متخطيا منتخبات مرشحة مثل غانا والمغرب وهو يضم19 لاعبا يشاركون لأول مرة في البطولة. ويدخل المنتخب الوطني اللقاء الليلة وهو يبحث عن ثامن لقب له في تاريخه بعد إحرازه7 ألقاب مقابل4 ألقاب لمنتخب الكاميرون. وتعد قمة الليلة هي قمة الكرة التكتيكية لمدربين نجحا في الاستحواذ علي كل الإعجاب بعد وصولهما إلي المباراة النهائية في أول ظهور لهما وهما الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للفراعنة وهوجو بروس المدير الفني للأسود وكل منهما سيدخل التاريخ حال احرازه اللقب لينضم إلي قائمة طويلة من المدربين الذين صنعوا المجد وكتبوا أسماءهم بأحرف من الذهب في المونديال الأسمر. التكتيك هنا وهناك وفي الوقت نفسه يخشي الجميع من متابعة مباراة مغلقة تكتيكيا تماما في ظل ارقام الفريقين التهديفية, فالمنتخب المصري يلعب بطريقة1/3/2/4 ويراهن دائما علي دفاع المنطقة واللجوء إلي الهجمات المرتدة معتمدا علي تشكيلة يبرز فيها الحضري حارسا وأحمدحجازي وعلي جبر قلبي دفاع وأحمد فتحي وأحمد المحمدي ظهيري جنب وقد يلعب محمد عبدالشافي في الجانب الأيسر ويعود فتحي للجانب الأيمن مع تمركز لطارق حامد وتريزيجيه وعبدالله السعيد ومحمد صلاح ومحمد النني العائد من الاصابة في الوسط ووجود رأس حربة وحيد, وسجل المنتخب الوطني في البطولة حتي الان4 أهداف في5 مباريات. في المقابل يؤدي المنتخب الكاميروني بطريقة مشابهة وهي1/2/3/4 ويراهن كثيرا علي دفاع المنطقة مع الاختراق عبر مرتدات من طرفي الملعب في ظل تثبيت مدربه هوجو بروس لأجنحة ثابتة يهاجم من خلالها المنافسين وسجل المنتخب الكاميروني خلال مبارياته الخمس حتي الآن5 أهداف أي بزيادة هدف واحد عن نظيره المصري وهوما يعبر عن التكتيك المتحفظ للمدربين هنا وهناك. كوبر.. رجل الكرة الدفاعية رغم ما حققه علي مدي23 شهرا قاد فيها المنتخب الوطني لنتائج رائعة ومنها الوصول إلي نهائي كأس الأمم الإفريقية الي انه يعرف في الشارع المصري باسم مدرب الكر ة الدفاعية.. صاحب هذة السطور هو الأرجنتيني هيكتوركوبر المدير الفني للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم الذي يثير الجدل يوما بعد يوم بسبب كرته الدفاعية التي أغضبت الجماهير منذ توليه المسئولية. ويملك كوبر60 عاما اسما عملاقا في عالم التدريب قبل المجيء إلي مصر حيث قاد أكبر فرق أوروبا مثل أنتر ناسيونالي وسامبدوريا الإيطاليين وفالنيسيا وريال ماريوكا الإسبانيين, وله رقم قياسي يتمثل في الوصول إلي نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين دون ان يحقق اللقب. وتعد المباريات النهائية عقدة له بفضل وصوله إلي نهائي12 بطولة من قبل ولكن دون أن يحرز لقبا كبيرا مثل دوري أبطال أوروبا. ويلعب بطريقة1/3/2/4, ويمتاز بالشخصية القوية والصدام مع اللاعبين الكبار من وقت لآخر وكان كوبر حقق مع المنتخب انجازا يتمثل في التأهل إلي كأس الامم الافريقية لأول مرة بعد غياب دام7 سنوات. صلاح يتصدر الأسلحة الأوراق الرابحة في تشكيلة المنتخب المصري يتصدرها كالعادة محمد صلاح24 عاما نجم روما الإيطالي الذي لم يقدم المستوي المنتظر منه ولكنه كان حاسما إلي حد كبير عبر هدفه الشهير في غانا وهدفه الرائع في مرمي بوركينا فاسو. ويعد محمد صلاح هو الورقة الهجومية الأولي التي يراهن عليها هيكتور كوبر في حسم نتيجة لقاء الليلة لمصلحته والحصول علي كأس الأمم الإفريقية خاصة وانه صاحب خبرات كبيرة ويعد الهداف الأول للجيل الحالي بأكثر من20 هدفا. وهناك لاعب آخر قوي يمثل العقل المفكر للمنتخب وله دور قوي وهو عبدالله السعيد31 عاما صانع الألعاب والمهاجم المتأخر الثاني ومحور الارتكاز الخفي وهي أدوار عديدة يمنحها هيكتور كوبر له داخل الملعب. وهناك ثنائي الدفاع القوي أحمد حجازي26 عاما وعلي جبر28 عاما اللذان قدما بطولة رائعة للغاية وساهما في عدم اهتزاز شباكهما سوي مرة واحدة فقط ينضم لهما عصام الحضري كابتن المنتخب وحارس مرماه الأول. رمضان وبوبكر للمفاجأة ومن الأمور المنتظر أن تفرض نفسها في اللقاء بقوة عناصر الخبرة ودكة البدلاء لدي كل فريق ومن يكون المفاجأة الأكبر في التشكيلة سواء من بدايتها أو خلال سير أحداث اللقاء, ويملك المنتخب الوطني بين أوراقه لاعبا موهوبا ومميزا هو رمضان صبحي20 عاما المحترف في ستوك سيتي الإنجليزي الذي كان نقطة تحول كبيرة في لقاء بوركينا فاسو في الدور قبل النهائي, والذي يملك مهارات فردية كبيرة يراهن عليها هيكتور كوبر بعد العفو عنه. ومن بين أوراق الكاميرون التي لم تشارك كثيرا في البطولة بوبكر رأس الحربة المحترف في بيشكتاش التركي وهو من المهاجمين المخضرمين وواجه سوء توفيق قبل بدء البطولة بسبب مرضه ثم عاد مؤخرا إلي الصورة وبدأ يحتوي خلافات بينه وبين هوجو بروس المدير الفني وكان موجودا بقوة في الدقائق الأخيرة لفوز الكاميرون القوي علي غانا بهدفين مقابل لاشيء في الدور قبل النهائي. ويبقي في النهاية90 مليونا في مصر في الشوارع والميادين والبيوت والأنديةومراكزالشباب جميعهم يدعون من القلب للمنتخب اليوم أمام الأسود بحثا عن فوز عظيم جديد يعيد مصر إلي صدارة القارة السمراء كرويا ويستعيد معه هذا الجيل الكأس أو الأميرة المفضلة التي أطلقتها مصر في.1957 عصام الحضري: سنقاتل من أجل الكأس أكد عصام الحضري حارس مرمي وقائد المنتخب الوطني أنه مع زملائه يعاهدون90 مليون مواطن مصري علي بذل كل نقطة عرق من أجل حسم لقب بطل كأس الأمم الإفريقية والتغلب اليوم علي الكاميرون في نهائي الكان وقال الحضري: نحن فريق قوي ويحب الوطن ويعشق مصر ويعلم أن الملايين ينتظرون فرحة غابت7 سنوات وينتظرون ان نكون علي مستوي الحدث وأؤكد لكم أننا سنقاتل في الملعب أمام فريق محترم جدا ونعلم انه لن يكون سهلا. ويكمل الحضري: لدينا جهاز فني محترم ولاعبون اعتز باللعب معهم في هذه السن واراهم جيلا يستحق ان يكون بطلا لإفريقيا وقدموا الكثير من التفاني والانتماء من أجل الوصول إلي المباراة النهائية التي تعد محطة قوية من أجل تحقيق الإنجاز. بروس.. أسطورة الأسود بات هوجو بروس المدير الفني الحالي للمنتخب الكاميروني أسطورة حية في الشارع الكاميروني بفضل انجازه بالوصول بالأسود إلي النهائي وتحقيق أفضل نتائج علي الإطلاق في الكان خلال آخر10 سنوات متفوقا علي اسماء كبيرة تولت المسئولية مثل بول لوجوين الفرنسي وآخرين. ويبلغ هوجو بروس من العمر64 عاما ويعرف بالثعلب العجوز, وله مسيرة تدريبية كبيرة خاصة في تركيا وبلجيكا حيث قاد فريق كلوب بروج وجينك وموسكيرون بالاضافة إلي طرابزون سبورت, وكانت له تجارب في القارة السمراء وتحديدا في الدوري الجزائري وقاد فريقي نصر حسين داي وشبيبة القبائل وحقق معهما نتائج لابأس بها بالاضافة إلي العمل في الجزيرة الإماراتي. قوة الأسود في أوندو في المقابل تبدو الأوراق الرابحة في المنتخب الكاميروني علي الصعيد الفردي واضحة للجميع وتتمثل في وجود حارس مرمي مميز وواعد وهو أوندو الذي برز بشدة في البطولة الحالية ولم تهتز شباكه فيها سوي مرتين فقط بالاضافة إلي مرونته وشخصيته القيادية داخل الملعب واجادته التصدي لركلات الجزاء وهو بطل صعود الكاميرون إلي المربع الذهبي عبر تألقه اللافت أمام السنغال. ويملك الأسود دفاعا قويا يقوده المساك الواعد تيكو26 عاما الذي اكتشف نفسه في البطولة الحالية وازاح نجما كبيرا هو نوكولو من الصورة وهناك باسوجوج الجناح الأيمن الذي برز بشدة في البطولة ويمثل في قوته كريستيان اتسو نجم المنتخب الغاني وهو لاعب مهاري ويمتاز ببناء الهجمات من الجانب الأيمن والتسديد من خارج منطقة الجزاء والكرات العرضية وهناك قاعدة اخري يعتمد عليها الكاميرون في هجماته وهي موكاندجو قائد الأسود وجناحه الإيسر وهو قاعدة هجومية خطيرة يراهن عليها الكاميرون في الوصول إلي المرمي.