يقول المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط: إن الطبيعة الجغرافية للمحافظة فرضت عليها القسوة والحرمان من حيث محاصرة الجبال للمدينة من كافة الاتجاهات وهو ما أوجد مساحة محدودة من العمران ما بين الجبلين وباءت كل محاولات الخروج من هذا الوادي الضيق بالفشل ليتسبب ذلك في ارتفاع أسعار العقارات والأراضي بمدينة أسيوط حتي إن سعر متر الأرض المربع تجاوز ال200 ألف جنيه وهو رقم مرعب لمحافظة تعد من أفقر محافظات الجمهورية, لذا سعي المحافظون السابقون إلي تنفيذ حلم الهضبة الغربية ولكن بخطوات بطيئة للغاية وظل ذلك الأمر مجمدا إلي أن سنحت لي الفرصة عندما حضر الرئيس السيسي لزيارة أسيوط وبدلا من عرض إنجازات المحافظة أخذت علي عاتقي مصارحة الرئيس بذلك الوضع المعيشي الصعب الذي يعيشه أهالي أسيوط فعرضت عليه الأمر وتمنينا زيادة المساحة المخصصة للمدينة وبالفعل وافق علي الفور بزيادة التخصيص من3743 فدانا إلي6 آلاف فدان وأصدر توجيهاته بسرعة البدء الفوري في وضع المخطط الإستراتيجي للمدينة وتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لبدء التنفيذ وطرح عمليات الإنشاء وهو ما تم بالفعل حيث تم إسناد الهضبة الغربية لهيئة المجتمعات العمرانية بالتعاون مع محافظة أسيوط وأطلق علي المشروع اسم مدينة ناصر تخليدا لذكري الرئيس جمال عبد الناصر ابن محافظة أسيوط ليتحول الحلم إلي حقيقة علي أرض الواقع. الصعايدة يخططون وأضاف الدسوقي أنه لأول مرة تقوم الدولةباستطلاع آراء الأهالي للتخطيط لمستقبلهم من خلال عقد لقاءات موسعة مع جميع شرائح المجتمع لمعرفة احتياجاتهم في مدينتهم الجديدةوالتي تمثل أغلبها في أقل الحقوق الإنسانية وهو الحصول علي وحدة سكنية تفي باحتياجات معدومي الدخل في أسيوط, فيما اقترح بعض الأهالي إنشاءوحداتسكنية منخفضة التكاليف دون النظر إلي باقي الخدمات بينما فضل البعض الآخر توفير حي راق يضم فيلات وعقارات حرة يشيدها الأهالي بأنفسهمأما رجال الأعمال فطالبوا بإنشاءمجتمعات عمرانية متنوعة ما بين إسكان اقتصادي وأحياء راقية وتجمعات حرة يتم طرحها للمستثمرين عن طريق المزاد العلني بينما طالب أعضاء هيئة التدريس والأطباء بجامعة أسيوط بضرورة إنشاءمدينة صحية متكاملة. أما الرياضيون بأسيوط فطالبوا بضرورة إنشاء مدينة رياضية ولأول مرة تستجيب الدولة لمتطلبات الأهالي فيما يخص تخطيط المدن حيث ضم المخطط الإستراتيجي كل هذه الأحلام.وأشار الدسوقي إلي أن وزير الإسكان أعلن تحمل الوزارة لتكلفة الطرق والمرافق السيادية وغيرها من المرافق الرئيسية والفرعية بتكلفة تتجاوز المليار جنيه تم اعتمادها بالفعل لضمان سرعة إنجاز المشروع. الإسكان المتوسط وقال الدسوقي إن التجمع الأول الذي سيجري إنشاؤه علي بعد10 كم من مدينة أسيوط يستهدف إنشاء وحدات للإسكان المتوسط تتراوح مساحاتها من110 م إلي190 م وذلك لتوفير المبالغ المالية الضخمة التي سيتم من خلالها الإنفاق علي البنية التحتية للهضبة والإسراع في إنشاء وحدات سكنية لمحدودي الدخل بما يتناسب مع أحوالهم المادية, مشيرا إلي أنه روعي في التخطيط للتجمع الأول إنشاء أسواق مجمعة بعيدا عن الوحدات السكنية لتحقيق نوع من التميز والخصوصية وتلاشي أخطاء التجمعات العشوائية وسوف يحتوي التجمع الأول كافة الخدمات الحكومية والإدارية من مستشفيات ومدارس وملاعب وحدائق. ويضيف نطمئن أهالي أسيوط أن التجمع الأول يستهدف جذب مليون نسمة من أهالي أسيوط وهو ما يعني أن جميع الأسر ستحظي بالعديد من الفرص للحصول علي وحدات سكنية بالهضبة وسوف تبدأ عمليات التسكين وتسليم الوحدات السكنية قبل منتصف العام الحالي. مخطط عالمي لمدينة ناصر من جانبها أكدت المهندسة إيمان علي, مديرة عام التخطيط بمحافظة أسيوط, أن وزارة الإسكان انتهت بالفعل من المخطط الإستراتيجي لمدينة ناصر والذي جاء ليتواكب مع متطلبات العصر الحديث حيث تمت تلبية احتياجات المواطن البسيط من الإسكان بإنشاء تجمع سكني يضم90 ألف وحدة سكنية تتناسب مع شرائح الدخل المختلفة من حيث إنشاء وحدات إسكان اجتماعي اقتصادي متوسط بما يلبي طموحات أهالي أسيوط كل حسب قدراته وتستهدف المرحلة الأولي التي ستقام علي مساحة1000 فدان إنشاء تجمع سكني يضم الحيين الأول والثاني. مدينة طبية وأضافت أنه تم تخصيص مساحة37 فدانا لإنشاء مدينة طبية عالمية تضم مستشفيات علي أعلي مستويلتخفف العبءعن المستشفياتالجامعية والحكوميةالتي تستقبل المرضي من أسوان جنوبا وحتي بني سويف شمالا لتنهي أوجاع الصعايدة مع مشقة السفر إلي القاهرة لتلقي العلاج, فضلا عن إنشاء مراكز بحثية طبية. وأوضحت مدير عام التخطيط بمحافظة أسيوط أنه تم تخصيص مساحة140 فدانا لإنشاء مدينة رياضية عالمية تضم ستادا دوليا لكرة القدم وذلك لوضع الصعيد علي الخريطة الكروية لتنظيم البطولات العملاقة مثل كأس أمم إفريقيا أو كأس العالم خاصةوأن الصعيد لا يملك ستادا دوليا يسمح باللعب عليه, فضلا عن إنشاء مدينة أوليمبية لوضع الصعيد علي خريطة المنافسات العالمية. مدينة تعليمية وقالت: إنه تم تخصيص مساحة185 فدانا لإنشاء أكبر مدينة علمية في الصعيد و مصر تضم جامعة تكنولوجية حديثة ومراكز بحثية ومدارس تعليمية وجامعات خاصة لتوفير ميزة التعليم الجامعي الخاص لأبناء الصعيد بدلا من السفر إلي القاهرة وهو ما سينعكس بالإيجاب علي تطوير التعليم والنهوض بالصعيد. وأضافت أنه تم تخصيص مساحة شاسعة لإنشاء عاصمة إدارية مصغرة للصعيد تضم مناطق خدمات مركزية متنوعة لكافة الوزارات لتقدم خدماتها في المجالات التجارية التعليمية الحكومية الصحية الدينية البيئية وهو ما سيسهم في القضاء علي المركزية وبدء مرحلة جديدة من التنمية. منطقة صناعية ولوجستية ولفتت إلي أنه سيتم إنشاء مدينة صناعية قائمة علي الصناعات المتوسطة والصغيرة بالإضافة إلي منطقة لوجستية للاستفادة من قرب مطار أسيوط الدولي وكذلك طريق البحر الأحمر للتصدير مباشرة للخارج عبر موانئ سفاجا والبحر الأحمر وهو ما سيسهم في بدء مرحلة جديدة من الإنتاج والتصدير بقلب الصعيد. العمل علي مدار24 ساعة ويسير العمل حاليا علي مدار ال24 ساعة بالمرحلة الأولي من طريق مدينة ناصر التي وصلت نسبة التنفيذ بها98% وذلك وفقا لمعدلات التنفيذ وبشكل جيد للغاية بطول12 كيلو مترا وعرض33 مترا مقسمة لأربع حارات وبتكلفة بلغت90 مليون جنيه, وتستهدف المرحلة الثانية استكمال الطريق بطول10 كم للربط بين طريقي الصعيد الصحراوي الغربي والشرقي بطول22 كيلو مترا بتكلفة إجمالية للمشروع450 مليون جنيه.. حيث تمت مراعاة عوامل السلامة والأمان للطريق سواء ضد مخاطر السيول أو الحوادث وتم اختيار أفضل المسارات الآمنة تماما لإنشاء مجتمعات عمرانية علي جانبي الطريق حيث تم تصميم14 تقاطعا لمخرات السيول وتجهيزها لأعلي تصريفات للمياه, فضلا عن الانخفاض التدريجي في الطريق من ارتفاع174 م فوق سطح الأرض للوصول لمنسوب مدينة أسيوط الحالية الذي يصل إلي50 م تقريبا وذلك وفقا لدراسات علمية آمنة لا يشعر بها المواطن.