تزايدت صرخات رجال السياحة والأثار وزادت الجهود التي تبذلها الوزارتان من أجل عودة السياحة الثقافية إلي معدلاتها الطبيعية, ورغم ذلك لا تزال وزارة الآثار وتحديدا المكتب الرئيسي لصندوق إنقاذ آثار النوبة بالقاهرة يتجاهل الاهتمام بالسعي نحو ربط زيارة معابد فيلة الرائعة وجزر مابين السد العالي وخزان أسوان المعروفة بمنطقة الحبس. وخلال الأيام الماضية فوجيء مكتب النوبة بأسوان والذي يشرف وطبقا للتسلسل الوظيفي علي فرعه بمدينة أبو سمبل بموافقة الدكتور مصطفي أمين مصطفي الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار علي مقترح كان طلبه فرع أبو سمبل دون الرجوع إليه بنقل الأوتوبيس النهري الخاص بمرسي معبد فيلة إلي جوار معبد أبو سمبل بغرض مشاهدة بانوراما الموقع القديم له من خلال جولة نهرية تستغرق نصف الساعة مقابل50 جنيها للفرد, وهو ماوصفه البعض بالتهجير القسري للأوتوبيس, خاصة وأنه أحد وحدتين نهريتين تابعتين للصندوق, الأولي مجهزة للزيارات الرئاسية والوزراء وكبار الشخصيات من ضيوف المحافظة والثانية متوقفة عن العمل لعدم جاهزيتها. وكشف مصدر مسئول بالآثار أن معابد فيلة تبعد عن المرسي بحوالي3 كيلومترات ولاتوجد وحدات نهرية تابعة سواء للمجلس الأعلي للآثار أو صندوق النوبة سوي هاتين الوحدتين, وقال إن طول الاوتوبيس يصل إلي22 مترا ومن الصعب جدا نقله من أسوان إلي أبو سمبل لوجوده في منطقة الحبس مابين السد العالي وخزان أسوان, مما يتطلب رفعه وتقطيعه ونقله من خلال شاحنات برية إلي أبو سمبل بتكاليف باهظة, وأضاف المصدر أن هناك مناقضة رصدها التفتيش المالي والإداري لعدم تجديد تراخيص الأوتوبيسين النهريين, حيث تحتاج التراخيص إلي رفع الوحدتين علي الجفاف وإجراء الصيانة الكاملة لجسم الوحدة والمحركات بما لايقل عن300 ألف جنيه قبل نقل أي منهما إلي أي موقع آخر, موضحا أن الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار السابق كان قد طلب نقل إحدي الوحدتين التابعتين للصندوق إلي القاهرة لاستخدامها في الرحلات النهرية, وانتهي الأمر إلي عدم جدوي الموضوع لتهديد سلامة الوحدة النهرية وخشية إهدار المال العام. وفيما طالب عبد الناصر صابر نقيب المرشدين السياحيين السابق بالإبقاء علي هذه الوحدات النهرية بمرسي معابد فيلة, قال إن بانوراما معبد أبو سمبل القديم الذي تم إنقاذه غارقة تحت الماء فكيف يمكن مشاهدتها في رحلة نهرية, واقترح أن تكون منطقة معابد فيلة في مدينة أسوان منطقة سياحية متكاملة تربط مابين المعبد والسياحة البيئية والعلاجية بجزر النوبة الجميلة الشلال وهي هيسا وتنقار وعواض بالتنسيق مابين المجلس الأعلي للآثار وصندوق تمويل إنقاذ آثار النوبة ومحافظة أسوان. وأشار صلاح ظافر مدير إحدي الشركات السياحية إلي ضرورة الاستفادة من البانورامات المتعددة لمدينة أسوان والتي منها جزر الشلال وتنجار وهيسا وعواض, بالإضافة إلي معابد النوبة عمدا والدر وقبرة نبوت والسبوع والدكة والمحرقة. ومن جانبه أكد حسن عبد القادر رئيس غرفة السياحة بأسوان عدم جدوي تنفيذ مقترح تشغيل وحدة الأوتوبيس النهري في أبو سمبل بسبب ضيق وقت السائح.