لم يكن المنتخب الوطني سيئا في مواجهته الأولي بنهائيات كأس الأمم الإفريقية أمام المنتخب المالي.. كما لم يكن أداؤه مقنعا ومرضيا للجماهير التي اعتقدت أن الفوز علي مالي في ضربة البداية في متناول أيدينا وسيكون بمثابة خطوة مؤثرة في بلوغ دور الثمانية باعتبار أن مواجهة أوغندا ومن بعدها غانا المنافسين الرئيسيين لمنتخبنا في تصفيات المونديال لهما حسابات خاصة وبالتالي شعر الأغلبية بحالة من عدم الثقة في إمكان مواصلة المنتخب المشوار الإفريقي بنجاح. وإذا كان إحساس الجماهير التي اقتصرت نظرتها علي الشكل العام هو أمر طبيعي خاصة أن منتخبنا يضم كوكبة من النجوم البارزة في الملاعب الأوروبية والمحلية.. فلم يكن من الطبيعي أن يكون منطق المحللين المنتشرين بالقنوات الفضائية كذلك لأن المنتخب علي المستوي التكتيكي كان جيدا خاصة في الجانب الدفاعي الذي كان بالفعل صارما ولم يسمح للغارات الهجومية للمنتخب المالي من الوصول لمرمي منتخبنا وتهديده بشكل حقيقي علي مدار ال90 دقيقة باستثناء الكرة الرأسية التي تصدي لها ببراعة ورشاقة أحمد الشناوي حارس المرمي قبل أن يخرج متأثرا بالإصابة ويلعب عصام الحضري بدلا منه.. كما أنه بحسابات الفرص الحقيقية كان منتخبنا الأكثر إيجابية وسنحت له فرص شبه مؤكدة للتهديف لمروان محسن مرتين من انفراد في الشوط الأول وضربة رأس في الشوط الثاني وكلاهما تعامل معها ببراعة حارس مالي. الخلاصة هي أن مواجهة منتخبنا مع مالي وما انتهت به بتعادل سلبي ليس سيئا ويؤكد مجددا أن المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر يتعامل بأسلوب التاجر الشاطر في كل مواجهة فإن لم يستطع تحقيق الفوز فالمهم ألا يخسر, وهو الفكر الذي يتعامل به منذ أن تولي القيادة الفنية ونجح به في تحقيق انتصارات أعادت الفراعنة للبطولة الإفريقية وكذلك تحقيق انتصارين غاليين في مباراتي تصفيات المونديال أمام الكونغو ومن بعدها غانا, وكل ما نتمناه أن يحالفنا التوفيق في المواجهة المقبلة أمام أوغندا لأن الفوز بها لا يعني فقط قطع خطوة كبيرة نحو التأهل لدور الثمانية للمونديال الإفريقي ولكن أيضا كسر شوكتها قبل الاصطدام بها في الجولة الثالثة للتصفيات المؤهلة لمونديال روسيا2018 وهو الأهم.