أكد لي شياوشيان, عميد أكاديمية الدراسات العربية في الصين, أن الإرهاب خطر يواجه العالم بأسره ولم يعد مقصورا علي منطقة محددة فالعالم أجمع في قارب واحد ضد الإرهاب والتطرف وهوما يتطلب أن يتحد الجميع لمواجهته, مشيرا إلي أن الصين ليست بعيدة عن مواجهته, فمنذ بداية عام2013 شهدت ارتفاع وتيرة الأعمال الإرهابية في غربها. جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر العالم ينتفض.. متحدون في مواجهة التطرف, أمس الثلاثاء, الذي نظمته مكتبة الإسكندرية والذي يستمر حتي الخميس المقبل, ويتضمن تنظيم حلقات نقاشية بمشاركة باحثين ومفكرين وخبراء دوليين متخصصين في قضايا التطرف, كما تشارك الصين في المؤتمر للمرة الأولي. وأوضح شيان إن الإرهاب الذي يعاني العالم منه الآن, بدأ من أفغانستان عقب احتلال الاتحاد السوفيتي في الثمانينيات, وبعد ذلك خططت الإدارة الأمريكية لنقل العديد من المسلمين إليها تحت شعار الجهاد ضد الاتحاد السوفيتي. مضيفا إنه عقب خروج الاتحاد السوفيتي من أفغانستان في عام1990 كون المئات من الجهاديين مجموعات قوية ومن ثم تم إنشاء القاعدة. وأضاف, وعقب حادثة11 سبتمبر بدأت أمريكا بضرب تنظيم القاعدة في أفغانستان إلا أن ذلك تسبب في نشر الإرهاب بشكل أوسع, وما ساهم في إنتشاره بالمنطقة العربية احتلال أمريكا للعراق بحجة امتلاك صدام حسين للسلاح النووي. مشيرا إلي أن ما حدث في أعقاب الربيع العربي من تفكك لعدد كبير من الدول العربية علي يد أمريكا والغرب, حول الجهاديين إلي إرهابيين جدد فيما يسمي داعش, فداعش هو الجيل الأحدث من تنظيم القاعدة. وقال محمود الهباش, مستشار الرئيس الفلسطيني. إن العالم الآن يعاني من الإرهاب والتطرف بصور متعددة بصورة تعكس حجم معاناة الإنسانية في مواجهة هذا الفكر, مشيرا إلي أن أول خطوة في مواجهة التطرف معرفة مفهومه ومصدره, فهو يتغذي علي الجهل بقيم الدين والإنسانية, كما أن الفقر الذي تعاني منه الكثير من الشعوب هوأحد أهم أسباب التطرف. وأكد الهباش إن الإسلام بريء من التطرف والإرهاب, والمسلمون هم أول ضحاياه, موضحا أن الشعب الفلسطيني قضي أكثر من قرن من الزمان يمارس ضده الإرهاب من الكيان الصهيوني. ومع ذلك ينبذ الشعب الفلسطيني التطرف, داعيا أصحاب القرار في العالم القضاء علي بؤر الظلم والعدوان التي تمارس علي الشعوب والدول فهو أول سبل مواجهة التطرف وعلي رأسها إنهاء الاحتلال الإسرئيلي لدولة فلسطين. وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين, مدير مكتبة الإسكندرية, إن المؤتمر ينطلق من نمو ظاهرة التطرف, وهوما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من خطاب, وأثبتت الأحداث المتتالية في عدة دول صحة ما ذكره أكثر من مرة خاصة تهديد الإرهاب للأمن والسلم العالمي. وأضاف سراج الدين أن مؤتمر هذا العام يشهد مشاركة مراكز بحثية وقادة روحيين وإعلاميين ومفكرين وخبراء في مجال التطرف من مصر وتونس والجزائر والسعودية والإمارات والكويت والمانيا والولايات المتحدةوالصين وغيرها من الدول, مؤكدا أن المؤتمر الثالث للتطرف الذي تنظمه المكتبة للعام الثالث علي التوالي يشهد إقبالا ومشاركات غير مسبوقة, في ظل نجاح المكتبة في بناء شبكة دولية من العلاقات تهدف لتبادل الخبرات. وقال الدكتور خالد عزب, رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية, إن المؤتمر يناقش عددا من القضايا; منها: السياسات العامة ودورها في مواجهة الإرهاب, والدروس المستفادة من التجارب الدولية خاصة مع اتجاه عدد من الدول لوضع استراتيجيات وخطط وطنية لمكافحة التطرف, مثل الاستراتيجية البريطانية التي نوقشت وأقرت في مجلس العموم البريطاني. وعلي هامش الافتتاح قام سراج الدين بتوقيع اتفاقيات لمكافحة التطرف مع خالد الفضالة, رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة, وأندريوس بيشيس, رئيس الجمعية الأوروبية المتوسطية العالمية للتعاون, وضياء رشوان, مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.