باتت ظاهرة الإرهاب والتطرف الديني خطرا جاثما ليس فوق الوطن فحسب, ولكن علي العالم أجمع بعدما تلطخت في الآونة الأخيرة أيادي المتطرفين بدماء الأبرياء في عمليات قذرة, ساءت للإسلام والمسلمين علي وجه الكرة الأرضية. توالي العمليات الإرهابية دفعنا لنفتح الملف من جديد ونستمع إلي آراء علماء الدين الذين أكدوا أن الفتاوي المغلوطة هي السبب الرئيسي في انتشار تلك الجماعات الظلامية المتطرفة, وأشاروا إلي أن حماية شبابنا المغرر به أضحي ضروريا لإنقاذه من الانزلاق في براثن الجماعات الدموية, مع بيان الأحكام الشرعية الصحيحة. وقالوا إن جميع الأديان السماوية نهت عن كل أعمال العنف الممنهج من تدمير وسفك دماء وانتهاك حرمات وترويع آمنين, وغيره من الأعمال التكفيرية التي نشاهد أحداثها علي أرض الواقع وتبثها لنا الفضائيات من شتي بلدان العالم. وأكدوا ضرورة التصدي لتلك المفاهيم المغلوطة, والتأكيد أن الإسلام لم يأت بالتعصب الأعمي, ولا علاقة له بالإرهاب, مشيرين إلي وجوب مصاحبة المواجهات الأمنية معالجات فكرية لتفكيك هذا الفكر المتطرف الذي بات التهديد الأكبر للبلدان جميعا. محمد ربيع غزالة مفتي الجمهورية: مفسدون في الأرض قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية إن جماعات التطرف والإرهاب تستهدف ترويع الآمنين وقتل الأبرياء لنشر الرعب في النفوس وتقوض الأمن والأمان في المجتمعات فتصبح لقمة سائغة وأضاف أن محاربة الإرهاب يجب ألا تقتصر علي المواجهات الأمنية فقط, ولكن من الضروري أن يصاحبها معالجات فكرية وتفكيك لهذا الفكر المنحرف الذي يهدد بلدان العالم أجمع. وأكد مفتي الجمهورية أن المتطرفين يعادون الحضارة ويسعون لطمس التاريخ والقضاء علي الأمن والأمان في بلداننا ليسهل عليهم تحقيق أهدافهم الدنيئة. واختتم كلامه بقوله: أن هؤلاء الفجرة الذين يسعون دائما إلي سفك الدماء وتدمير الأمن والأمان في وطننا سيخزيهم الله في الدنيا والآخرة لأن الله لا يهدي كيد الخائنين موضحا أن الإسلام لم يكن يوما داعيا إلي قتل الأبرياء الآمنين ولا إلي الدماء والخراب الذي يقوم به هؤلاء المتطرفون, فهم مفسدون في الأرض ويهلكون الحرث والنسل, والله لا يحب الفساد. د. محمد أبو هاشم:حماية الشباب المغرر به ضرورة شدد الدكتور محمد أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر علي أن عمليات القتل والتدمير تحت مسمي الدين لا علاقة له بالشريعة الإسلامية ولا بتعاليمها مشيرا إلي أن مرتكبي العمليات الإرهابية اذا كانوا يعتقدون أنهم شهداء فهذا ضرب من الخيال. وقال نائب رئيس جامعة الأزهر إن الله سبحانه وتعالي وما جاء به رسوله الكريم وما مضت عليه تعاليم ديننا الحنيف ترفض تلك التصرفات الهمجية التي تقوم بها بعض الجماعات المتطرفة من قتل وتدمير للأبرياء. وقال علينا حماية الشباب المغرر به من قبل بعض المتطرفين الذين يقومون بغرس أفكار وأحكام فقهية لا علاقة بها بما تحمله شريعتنا من تعاليم سمحة استطاع الرسول( صلي الله عليه وسلم) ومن بعده بدعوة الدين الإسلامي إلي كل أنحاء العالم وأصبحت الأمة الإسلامية من أكبر الأمم. وأشار إلي أن ديننا لم ينص علي القتل والتدمير وسفك الدماء إنما طالب المولي عز وجل رسوله بالدعوة إلي سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة قائلا.. وادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ولم يقل بالقتل والارغام وسفك الدماء وترويع الأمنين. وأوضح أبو هاشم أن هناك مفاهيم كثيرة مغلوطة لدي بعض الشباب تستغلها الجماعات المتطرفة وأصحاب الفكر التكفيري في تجنيد الشباب وغرسها في عقول البعض تحت مسمي. الجهاد ونصرة الدين. د. مهجه غالب: الأديان السماوية تنهي عن التدمير وسفك الدماء وانتهاك الحرمات أكدت الدكتورة مهجة غالب الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب أن ظاهرة الإرهاب والتطرف تنامت بشكل كبير خلال الفترة الماضية بسبب انتشار الفكر التكفيري من قبل بعض الجماعات المتطرفة واستقطابها لبعض الشباب تحت مسمي الدين وحذرت من مغبة ذلك التطرف الذي أصبح يهدد استقرار العالم وأدي إلي ترويع الآمنين وقتل الأبرياء مشيرة إلي أن الدول والأنظمة التي رعت الإرهاب طال شعوبها يد الارهاب وقالت إن الدين الإسلامي وجميع الأديان السماوية تنهي عن القتل والتدمير وانتهاك الحرمات وترويع الآمنين وسفك للدماء مثلما يحدث الآن ونشاهده علي أرض الواقع وشاشات التليفزيون في أنحاء العالم. ولفتت د. مهجة غالب إلي ضرورة تكاتف الدول والشعوب لمواجهة الإرهاب والتطرف الذي أدي إلي عدم الاستقرار. د. أبو زيد الأمير: جرائمهم تؤكد عجزهم عن المساس بالوحدة الوطنية أكد الدكتور محمد أبو زيد الأمير رئيس قطاع المعاهد الأزهرية أن هذه الأعمال الإجرامية التي ترتكبها الجماعات المتطرفة تخالف الدين الإسلامي الحنيف وجميع الأعراف والشرائع السماوية مؤكدا أن ممارسات جماعات العنف والإرهاب تؤكد يأس التنظيمات الإرهابية وعجزها عن المساس بالوحدة الوطنية وأن الشعب المصري نسيج واحد ولا يمكن أن تفرقه تلك الأفعال الإجرامية. وحذر الأمير من خطورة تلك الجماعات المتطرفة التي أصبحت تمثل خطرا علي كل دول العالم حتي من يمول تلك الجماعات, وقام بترتيبها, وتقديم جميع أشكال الدعم لها محذرا من مغبة تلك التطرف واستخدام الدين في التأثير علي هؤلاء الشباب مطالبا المؤسسات علي مستوي العالم بالتعاون للقضاء علي ذلك الفكر المتطرف المنغلق. وذكر الأمير أن الأزهر برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لديه من البرامج والخطط لنشر الفكر الوسطي المعتدل, وتبني خطط وبرامج عملية لتطوير العملية التعليمية, وتطوير طرق التدريس, وتبني برامج تدريبية لرفع كفاءة المعلم. د. عباس شومان: الشريعة لم تفرق بين الناس علي أساس الدين أو الجنس أو العرق أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف أن الاسلام لم يأت بالتعصب الأعمي الذي يؤدي إلي حمل أفكار تضر الإسلام أكثر مما تنفعه وأن مايقوم به هؤلاء الأفاكون تحت مايسمي بإحياء لدولة الخلافة من قتل وترويع للآمنين والاعتداءعلي حرمات الله في الأموال والأعراض والحريات لاعلاقة له بالاسلام وماجاء به نبي الرحمة صلي الله عليه وسلم الذي جاء رحمة وهداية للناس أجمعين ذلك المنهاج القائم علي الرحمة والرفق واللين في الأمر كله, يقول الله تعالي:{ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}, ويقول أيضا:{ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك}, ويقول النبي صلي الله عليه وسلم: إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه, فسددوا وقاربوا وأضاف وكيل الأزهر أن شريعتنا الاسلامية لم تفرق بين الناس علي أساس الدين أو الجنس أو العرق مشيرا الي خطورة قيام تلك الجماعات المتطرفة باستقطاب الشباب من كل أنحاء العالم من أجل الاستيلاء علي الأموال والثروات باسم الإسلام وباسم الخلافة التي يدعونهاو حكموا علي كل من يخالفهم بأنهم كفار مرتدون وشدد شومان علي أن العمليات الانتحارية عملية نوعية وجديدة من نوعها في المجتمع المصري ومرتكبو هذه الجرائم لا يمتون للإسلام ولا للدين المسيحي بصلة وإنماهم يعملون لمصالح خاصة وأجندات خارجية تسعي للفتنة بين نسيج الشعب المصري وهذا لن يزيدنا إلا صلابة في وحدتنا وقوتنا الوطنية. وقال شومان إن هذه الأحداث الاجرامية لن تؤثر قيد أنملة في الترابط بين طوائف الشعب بمسلميه ومسحييه وأن الأزهر يواجه كل أفكار التطرف بقوة ويتصدي لها, ولن يترك الشباب للوقوع في براثن تلك الجماعات المتطرفة التي تحاول بشتي الطرق تدمير مستقبل الشباب وتوجيههم للعنف.. وطالب بضرورة التزام علماء الأمة ودعاتها بالمنهج الوسطي في شئون حياتهم كلها وبيان مبدأ اليسر والسماحة في الإسلام لعلاج ظاهرة الغلو والتطرف. د. عبدالفتاح العواري: الفتاوي المغلوطة سبب رئيسي في انتشار جماعات التطرف أكد الدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين أن الفتاوي المغلوطة سبب رئيسي في انتشار تلك الجماعات المتطرفة التي تتبني تلك الأفكار ونسبوا إلي القرآن ما لم يقل به قط وواجبنا أن نبين الأحكام الشرعية في صورتها الصحيحة, فمنهج الإرهابيين علي خطأ وليس علي صوب. وقال العواري إن هؤلاء المتطرفين لم يأخذوا من القرآن إلا آية السيف وتركوا الرحمة والعدل وغيرها واقتطعوا الأحاديث من سياقها وانتزاع النصوص من سياقها ووضعها في غير موضعها وتأويلها, وهو من أكبر الأسباب التي تؤدي إلي فوضي الفتاوي وبالتالي إلي التطرف لافتا إلي أن كلمة الجهاد شوهت من قبل المتطرفين, وجعلوا الجهاد غاية مشددا علي أن تلك الجماعات تعمل علي إنشاء كيانات موازية وتدمير الدول ونشر الفوضي والترويع تحت مسمي الدين الذي هو بريء منهم. وأشار عميد كلية أصول الدين إلي أن مناهج الأزهر تعمل علي ترسيخ ثقافة التعايش مع الآخر, لأن الشريعة الإسلامية تؤمن بأن هناك قواسم مشتركة بين بني الإنسان وأن الأزهر بقيادة الإمام الأكبر يولي عناية خاصة بالطلاب الوافدين, ويعمل علي رعايتهم خدميا وعلميا وفكريا لتحصينهم من الأفكار المتشددة والانحراف الفكري.