المدعو إبراهيم ينتمي لقبيلة بدوية لها عاداتها وتقاليدها الحميدة بين جيرانها, ويحرص كبارها علي نبذ من يخرج علي القانون, هكذا فعلوا معه عندما لعب الشيطان برأسه وأغواه للسير في الطريق الحرام بدلا من كسب قوت يومه بالحلال في المجال الزراعي الذي احترف العمل فيه منذ الصغر, وراح يتفق مع مصادر سرية في شمال وجنوب سيناء للتعامل معها وجلب البانجو وتخزينه بالبرك والمناطق الجبلية. وذاع صيته واتسع نشاطه بشكل لافت للنظر, ودعا صديق له لمساعدته في تجارة البانجو ووعده بمنحه حصة مالية من عائد البيع وسال لعاب رفيقه ونجح الاثنان في فتح خط ساخن لنقل لفافات النبات المخدر من سيناء للوادي عبر نفق الشهيد أحمد حمدي ونظرا لخطورتهما الشديدة وضعهما رجال مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء تحت المراقبة ورصدوا تحركاتهما والمناطق التي يقصدونها أثناء لقائهما لزبائنهما وتمكنوا بعد مجهودات مضنية من العمل الشاق التواصل مع الصديقين وخداعهما بالإعلان عن رغبتهم في شراء كميات من النبات المخدر وعند التسليم والتسلم أفصحوا عن هويتهم وتم ضبطهما وتحرر المحضر اللازم للمتهمين وتولت النيابة العامة التحقيق. كان اللواء أحمد عمر, مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات, قد عقد اجتماعا تنسيقيا مع وكيليه اللواءين أحمد عبد الكريم ومحمد ثروت في حضور اللواء حسن عبد الرسول مساعدهم لمنطقة القناة وسيناء لفحص المعلومات الواردة إليهم بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يزاول من خلالها بيع المواد المخدرة ويتردد عليها تجار الكيف الراغبون في شراء أصنافها المختلفة من الهيروين والحشيش والأفيون والبانجو والبرشام تمهيدا لطرحها في الأسواق للشباب, وكيفية وضع الخطط المناسبة لاستهدافهم وضبطهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة للقصاص منهم,. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد سلامة رئيس منطقة الإسماعيلية لمكافحة المخدرات ووكيليه العقيد عصام جبر والعقيد مفيد فوزي والرائدين علي عبد النبي وإسلام حافظ والنقيب أحمد المحمدي مفتشي المنطقة, ودلت تحرياتهم أن المدعو إبراهيم28 سنة يعمل في المجال الزراعي ليس له معلومات جنائية, أعمي المال الحرام بصيرته ودفعه للاتجار في المواد المخدرة وتخصص في جلب وبيع البانجو السيناوي. وأضافت التحريات أن المتهم استعان بصديقه سلامة31 سنة عاطل لم يسبق اتهامه في أي قضايا جنائية وأقنعه أن يكون ذراعه اليمني في تجارته غير المشروعة التي تتطلب اليقظة والسرعة في إنهاء عملية ترويجه, وأشارت التحريات إلي أن المتهمين اعتمدا علي تخزين البانجو الذي يقومان بجلبه من سيناء في بركة أبو عرفية والمناطق الجبلية المجاورة لها حتي يكونان في مأمن من أي ملاحقات قد تستهدفهما للقضاء علي تجارتهما المدمرة لعقول الشباب. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهمين وأعد مفتشو مكتب مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء أكمنة ثابتة ومتحركة وأمسكوا بهما وبتفتيشهما عثروا معهما علي25 كيلو جراما من البانجو في لفافات ورقية كبيرة وتم اقتيادهما وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط انهارا واعترفا بحيازتهما للمضبوطات بقصد الاتجار فيها وبعرضهما علي كمال الشناوي. رئيس نيابة أبو صوير, أمر بحبسهما أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهما في الميعاد.