وصف المستشار د. جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات تقرير الجهاز عن الحسابات الختامية للدولة عن السنة المالية2010/2009 بأنه من أخطر التقارير التي أعدها الجهاز خلال السنوات الماضية مشيرا إلي أن التنفيذ الفعلي للموازنة العامة للدولة لعام2010/2009 أسفرت نتائجه عن فجوة بلغت نحو124.1 مليار جنيه بنسبة10.3% عن الناتج المحلي الإجمالي. وأكد التقرير أن مديونية وزارة المالية لصندوقي التأمين الاجتماعي بلغت121.7 مليار وأن ذلك أدي إلي حرمان الصندوقين من عائد استثمار هذه الأموال مما يؤثر علي حقوق المؤمن عليهم وأصحاب المعاشات وأنه علي وزارة المالية أن تقوم بإصدار صك علي الخزانة العامة لمصلحة الصندوقين بقيمة تلك المديونية. وأن مديونية وزارة المالية للهيئة المصرية العامة للبترول بلغت نحو40.4 مليار جنيه وأكد التقرير أن عدد من ينتمون إلي خط الفقر الأدني بلغ16 مليونا و232 ألف نسمة بنسبة21.6% علي مستوي الجمهورية وأن نسبة الفقر ترتفع في محافظات الصعيد حيث تصل النسبة إلي61% في أسيوط و47.5% بسوهاج و41.4% ببني سويف و40.9% في أسوان و39% في قنا وأن عدد الفقراء المعدمين الذين ينتمون إلي خط الفقر المدقع يبلغ4 ملايين و563 ألف نسمة بنسبة6% وأن متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في مصر خلال عام2010 يبلغ نحو2.77 ألف دولار وتحتل مصر الترتيب114 من بين180 دولة. وأكد التقرير أن عدد الأميين طبقا للتعداد العام للسكان عام2006 يبلغ17 مليون نسمة بنسبة29.6% وأن عدد سكان المناطق العشوائية يبلغ2,12 مليون نسمة وأن عدد السكان المحرومين من خدمات الصرف الصحي يبلغ34.5 مليون نسمة بنسبة74.7% من إجمالي تعداد السكان لعام2006 وهناك3728 قرية محرومة من الصرف الصحي بنسبة79.8% من إجمالي القري البالغ عددها.4671 وأشار التقرير إلي أن الأسعار ارتفعت في عام2010/2009 بنسبة11.8% في المتوسط عن العام السابق وأنه في قسم الطعام والشراب ارتفعت الأسعار بنسبة19.6% وداخل هذا القطاع ارتفعت أسعار الخضروات بنسبة62.5% والفاكهة38.8% والسكر17.6% والألبان والجبن والبيض6.3% والأسماك6.1% وأن خدمات التعليم ارتفعت فيها الأسعار بنسبة8.2% والتعليم العالي بنسبة13.2% والكهرباء والغاز ومواد الوقود الأخري بنسبة6.3% والمياه والخدمات المتعلقة بالمسكن بنسبة6.2% وخدمات مرضي العيادات الخارجية بنسبة5.6%. وأكد التقرير أن ظاهرة تهريب السلع وإغراقها تفشت في الأسواق المصرية خاصة من المنتجات المجهولة المصدر وانتشار تجارة الرصيف والسلع المغشوشة والمقلدة وشيوع ظاهرة الاحتكار لبعض السلع واتجاه البعض إلي تعطيش السوق ومن ثم الزيادة غير المبررة في الأسعار ووجه التقرير انتقادات حادة للحكومة لسوء معالجتها الأزمات والكوادر تعرضها أزمة رغيف الخبز وحوادث الطرق والقطارات وغرق العبارات وكارثة الدويقة وإنفلونزا الطيور والخنازير وانفلات أسعار المواد الغذائية وأنابيب البوتاجاز والسيول وأزمة القمامة والمقطورات وغيرها من الأزمات. وكشف تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات عن أن رصيد الدين العام الداخلي في عام2010 بلغ888.7 مليار جنيه بنسبة73.6% من الناتج المحلي الإجمالي وأن متوسط نصيب الفرد في الداخل والخارج من صافي رصيد الدين العام الداخلي بلغ نحو10595 جنيها وأن هناك زيادة كبيرة ومستمرة في صافي رصيد الدين العام الحكومي عاما بعد عام وهذا يتطلب حلولا تكفل السيطرة علي هذا الدين وأن جهاز المحاسبات يتفق مع البنك المركزي المصري في أن صافي رصيد الدين العام قد تجاوز الحدود الآمنة. وأكد التقرير أن عبء خدمة الدين العام الحكومي الداخلي والخارجي من الأقساط والفوائد بلغ97.4 مليار جنيه وأن متوسط نصيب الفرد في الداخل والخارج من إجمالي أعباء خدمة الدين العام الحكومي الداخلي والخارجي بلغ1161.7 جنيه وأن قيمة العجز في الميزان التجاري بلغت25.1 مليار دولار. واستعرض التقرير السلبيات الصارخة في قطاع الصحة حيث أكد وجود نقص في الأجهزة والتجهيزات والأدوية والمستلزمات الطبية وعدم توافر بعض أنواع التحاليل والأشعات وسوء حالة مباني ومرافق المستشفيات وارتفاع عدد المصريين المصابين بفيروس(C) النشط إلي نحو7.5 مليون مواطن بنسبة9.8% علي مستوي الجمهورية. وانتقد التقرير المشروعات الاستثمارية التي قامت بها الحكومة وبلغت قيمتها50 مليار جنيه لوجود سلبيات بها منها عدم كفاية وعدم دقة وسلامة الدراسات الأولية ودراسات الجدوي الاقتصادية وعدم كفاية الدراسات الخاصة بأبحاث التربة ومواصفات الأساسات مما ترتب عليه توقف بعض المشروعات وسوء التخطيط والتقدير بين بعض الوزارات والهيئات والشركات العامة مما أدي إلي وجود أخطاء جسيمة تصميمية وفنية وتنفيذية وبيئية ومجتمعية وتأخير نمو المشروعات لمدد تراوحت بين3 سنوات وأكثر من20 عاما وارتفاع قيمة الأعمال المنفذة عن القيم التعاقدية الأصلية بنسب تراوحت بين الضعف وثمانية أضعاف وعدم جدية بعض المستثمرين من المصريين وغير المصريين واتباع أسلوب الأمر المباشر في التعاقد دون اتباع طرق التعاقد المقررة قانونا في خروج سافر وإهدار ظاهر لأحكام قانون المزايدات والمناقصات وكل ذلك سبب إهدارا للمال العام يستوجب المساءلة والعقاب. وكشف التقرير عن الظواهر الخطيرة التي انتشرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة في ملف التعديات علي أراضي الدولة ومنها الاستيلاء علي مساحات من الأراضي بغير سند قانوني والتعدي علي المصادر المائية بغير وجه حق لدي هذه المساحات والتعدي علي الأراضي المباعة والمخصصة للاستصلاح والاستزراع في غير الغرض المخصص لها وتحويلها إلي منتجعات وفيلات وملاعب جولف ونواد وفنادق وحمامات سباحة ومطاعم ومنشات خدمة وبحيرات ترفيهية وغيرها بالمخالفة للقوانين المنظمة لهذا الشأن. وأشار التقرير إلي أن أبرز هذه التعديات كان من الشركات علي الأراضي الواقعة علي جانبي طريق القاهرةالإسكندرية فضلا عن تعديات بمواقع أخري عديدة في أغلب المحافظات وأن هذه الظاهرة تمثل ضعفا شديدا في الرقابة الداخلية وتهاونا بالغا من جانب الأجهزة الحكومية ومساسا بهيبة الدولة وإغراء لشركات أخري بالاعتداء علي القانون وقد ألحق كلذلك ضررا بالمال العام. وأكد التقرير أن الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية التي تمثل جهاز الدولة المسئول عن الأراضي الصحراوية المخصصة للاستصلاح والاستزراع التي يرأس مجلس إدارتها وزير الزراعة ومعه خمسة عشر عضوا منهم9 وزراء قد شاب أداؤها قصور واضح في متابعتها التصرفات التي قامت بها في الأراضي تحت ولايتها وعدم متابعة العقود المبرمة مع المستثمرين وكذلك عدم التزام الهيئة بنصوص القوانين التي تحكمها. وأكد تقرير الجهاز أن حصيلة الخصخصة منذ بدايتها عام1992 حتي عام2009 بلغت نحو87 مليارا و453 مليون جنيه وأن وزارة المالية حصلت علي19 مليارا و333 مليون جنيه لسداد عجز الموازنة خلال الفترة من2004 حتي2009 وهناك32 مليارا و981 مليون جنيه من بداية الخصخصة حتي عام2009 وأنه لم يتم الصرف علي الإصلاح الفني والإداري للشركات إلا بنسبة تقل عن2% وأن الحكومات المتعاقبة لم تستطع أن تمنع أو تتحكم في الآثار السلبية للخصخصة مثل مشكلة البطالة وزيادة معدلات التضخم ووجود الأشكال الاحتكارية. وكشف التقرير عن أن الشركات المشتركة التي يسهم فيها المال العام بنسبة لا تقل عن25% وعددها397 شركة يسهم فيها المال العام بنحو46.2 مليار جنيه مصري بنسبة57.9% و2.6 مليار دولار أمريكي بنسبة73.6% و19.9 مليون جنيه استرليني بنسبة99.9% و330 ألف يورو بنسبة33% وقد تم رصد العديد من المخالفات والتجاوزات والمفارقات والمبالغات الصارخة منها المغالاة الشديدة فيما يتقاضاه رئيس وأعضاء مجلس الإدارة ببعض الشركات المشتركة خلال عام2009 فقد تراوحت المبالغ التي تقاضاها رئيس مجلس الإدارة بمفرده بين مليون ونصف المليون جنيه وبين أربعة ملايين جنيه بخلاف ما تقاضاه أعضاء مجلس الإدارة والمغالاة الشديدة في قيمة بدلات الانتقال المنصرفة ببعض الشركات فقد تم صرف مبالغ تتراوح بين2500 جنيه و5 آلاف جنيه بدل انتقال عن كل جلسة من جلسات مجلس الإدارة وتم صرف بدل انتقال شهري ثابت ببعض الشركات بمبالغ تتراوح بين3 آلاف و5 آلاف جنيه إضافة إلي الجمع بين العمل في الحكومة أو القطاع العام أو أية هيئة عامة وبين عضوية مجلس الإدارة في إحدي الشركات الإسهام بالمخالفة لأحكام القانون. وكشف التقرير عن أن ما أمكن حصره من الصناديق والحسابات الخاصة والوحدات ذات الطابع الخاص بلغ6368 صندوقا وأن جملة إيراداتها21.050 مليار جنيه ومصروفاتها15.450 مليار جنيه والفائض المرحل12.433 مليار جنيه وأن هناك العديد من المخالفات والملاحظات بهذه الصناديق وبلغ ما أمكن حصره نحو8.870 مليار جنيه وتم تصويب ملاحظات وإزالة آثارها لمبلغ122.8 مليون جنيه وجاري متابعة ملاحظات بنحو8.747 مليار جنيه. وأكد تقرير جهاز المحاسبات أن هناك غيابا بالتنسيق والأداء الوزاري الجماعي وضعف قنوات الاتصال بين الحكومة المركزية والإدارة المحلية وضعف المراقبة والأداء وهناك كثرة في التصريحات الوردية لبعض الوزراء والمحافظين ولجوء من بعض المسئولين إلي التعتيم الإعلامي وإنكار حدوث الأزمة في بدايتها وعدم الاعتراف بوجود أي خلل أو التقليل من شأن الحدث ومن تأثيره ونتائجه وهناك إحساس من المواطن بتجاهل الحكومة لهمومهم ومواجعهم خاصة من المهمشين ومحدودي الدخل. تجدر الإشارة إلي أن هذا التقرير كان من المفترض أن يستعرضه رئيس الجهاز أمام مجلس الشعب المنحل.