وسط دموع محبيه وذكريات أصدقائه معه أقيمت مساء أمس ندوة تأبين الفنان محمود عبد العزيز بحضور عدد من النجوم بينهم إلهام شاهين, درة, سمير صبري, سمير سيف, مجدي أبو عميره, سامح الصريطي, نهال عنبر, محمد متولي, بينما أدار الندوة الناقد طارق الشناوي, وتواجد معه علي المنصة الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية والذي وجه الشكر للناقد طارق الشناوي علي سرعة إقامة الندوة علي هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي والذي كان سباقا للاحتفال بالنجم الكبير. وأشار إلي أن أبرز دليل علي مكانة الراحل محمود عبد العزيز هو الاحتفال الذي شاهدناه جميعا في عزائه حيث حضرت مصر بكل طوائفها, حيث جاءوا للتعبير عن حبهم لهذا الرجل, ومن بين هؤلاء المعزين كان رجال المخابرات العامة والتي نعت للمرة الأولي فنان, مؤكدا أن رجال المخابرات أكدوا له خلال العزاء علي تواجدهم نظرا لما قدمه محمود عبد العزيز من مجهود يوضح قيمة ودور جهاز المخابرات. وأضاف أنه التقي خلال العزاء أيضا كمال الدالي محافظ الجيزة والذي قال انه مستعد لوضع اسم الفنان الراحل علي أي شارع تطلبونه أو مؤسسة ثقافية كما أكد محافظ الإسكندرية في مداخلة تلفزيونية الاستعداد ذاته. ووجه اشرف زكي عتابا للدولة قائلا لم أري عزاء رسميا من الدولة حيث يبدو أن الفنان غير متواجد علي أجندة الدولة فهم فقط يحتاجوننا وقت ما يفضلون تزيين التورته. بينما قال الأب بطرس دانيال رئيس إنه كان له الشرف في لقاء الفنان محمود عبد العزيز أكثر من مرة كان من بينها احتفال إقامة المركز بمناسبة عيد ميلاده عام2010, ثم في مرة أخري جاء لتصوير مشاهد من فيلمه ليلة البيبي دولوقد عاتبته لإرسالي تهنئة لها ولم يردها وقال لي إنه مرهق نفسيا فسألت نفسي ما السبب ؟ فوجدته يجيبني أن والدته قد ربته علي عدم التمييز بين البشر وأنهم كلهم سواسية عند الله وقد وجدت مؤخرا نماذج من الشعب تقوم بتمييز البشر. وأضاف أنه قبل رمضان كان يصور مشاهد من مسلسله الأخير وكم كان عاشقا لمصر وجمهورة ولا يحب أن يقدم الشيء إلا ذات الجودة بينما قال المخرج مجدي أبو عميرة أن الفنان محمود عبد العزيز كان متردد من الدخول إلي عالم الدراما مرة اخري بعد نجاح مسلسل رأفت الهجان إلي أن استقر علي مسلسل محمود المصري, مشيرا إلي أنه كان يلتقيه حينما كان في بدايته في ممر مبني ماسبيرو كان يبحث عن فرصة ويقدم مشاهد ولكنه لا يلقي أي صدي, وفي مرة جلس يبكي أمام مبني ماسبيرو, إلي أن عمل مع المخرج نور الدمرداش كمساعد مخرج ثم جاءته فرصة في مسلسل الدوامة وعلق الناقد طارق الشناوي قائلا إنه خلال سفرة معه في مهرجان بمدينة المنامة في عام2000 عزفت موسيقي مسلسل رأت الهجان بدلا من السلام الوطني, مشيرا إلي أنه وصل نجاح المسلسل لدرجة أنه حينما يقال كلمة مسلسل سيكون مرادفا لها رأفت الهجان, كما أنه لأول مرة في تاريخ المخابرات ينزل نعي لفنان, وظل محمود فترة طويلة يفكر في سيناريو قوي بعد هذا العمل ووقع اختياره علي مسلسل محمود المصري الذي كتبه مدحت العدل. وقال المخرج سمير سيف الذي جمعته عدد من الأعمال الفنية أبرزها سوق المتعة إنه يحز في نفسي أن أتحدث اليوم عن الراحل محمود عبد العزيز ولم أكن أتمني أن أكون موجودا في هذا الموقف وأتحدث في مناسبة مثل هذه ولكن هذا حق محمود علي. وأضاف أن أول لقاء بينهما كان محمود يعلم أنني مساعد مخرج مع المخرج الراحل حسن الإمام, وقدم نفسه كدارس ماجستير في الزراعة, وقد تصادقنا وبدأنا فيلم المتوحشة مع سعاد حسني, حيث رشحته لها بمجرد ان كلمتني عن هذا المشروع, ثم العمل التلفزيوني البشاير الذي لا يزال يقدم حتي هذه اللحظة وكان ناجحا وخلال فترة تصويره توطدت علاقتنا, والحقيقة أننا في كل عقد من الزمان كنا نقدم عملا أواخر الثمانينات قدمنا البشاير, والتسعينيات قدمنا سوق المتعة وعرض في مهرجان القاهرة, مشيرا إلي أن سبب حب الناس لمحمود هو انه لم يكن مؤذيا ومحبا للجميع لم نسمع عنه خصومه مع احد أو أي موقف مسيء والحمد لله أصبح عندنا وسيله للأفلام تحفظ للأبد وستظل ويمكن يحسدونا عليه الأجيال القادمة أننا قدمنا هذه الأعمال مع هذا النجم. وروي الفنان سمير صبري قصة سفره معه علي باريس قبل عدة سنوات حينما كان يجري فحوصات لوجود مرض في معدته وقال له لو مرجعتش خليهم يدفنوني في اسكندرية ويرشوا مياه البحر علي قبري ثم أجرينا الفحوصات وبعد ما يقرب من7 أيام أجريت له العملية هناك وقال لي بعد نجاح العملية واضح إنهم مش هيرشوا مياه البحر قريب الموضوع اتأجل. وأضاف أن عبد العزيز تعرض لحالة ضيق بعد عرض فيلم إبراهيم الأبيض حيث صدم بعد حضوره العرض الخاص وفوجيء بحذف عدد كبير من مشاهده, وبعد العرض جلسنا سويا في مطعم سمك حيث كان أولاد الحلال قد قالوا له كلام كثير من نوعية وجود نجم تدخل لحذف المشاهد, فقلت له لا تنظر للأمر من هذا المنطلق ولكنها رؤية المخرج وليس مقصودا أن يقللوا من دورك لصالح السقا, ولكنه قال لي أنه لن يقدم سينما مرة أخري فرفضت وقلت له أنت قلت أنك لن تقدم مسلسلات مرة أخري بعد رأفت الهجان, ولكنه لن يقدم سينما مرة أخري, وأتمني مثلما قلت لكريم ومحمد أن يذهبا بزجاجة مياه البحر ليرشوها علي قبر والده مثلما كانت وصيته منذ20 عاما. وقالت إلهام شاهين والتي عملت معه في عدة أعمال كان نفسي يتكرموا في حياتهم مش بعد ما يموتوا لأنهم يذهبوا واحد تلو الآخر وللأسف معظمهم تنتهي حياتهم بإكتئاب شديد ومحمود كان مهموم بالبلد رغم أنه كان يسعد الجميع وكان الجلوس معه من أفضل الأشياء, ولكنه كان مهموما بمشاكل البلد ويسألني أيه اللي بيحصل في البلد. وأضافت كان يجب علي الفنانين الحضور في حفل افتتاح المهرجان لأن المهرجان لم يحتفل ولكنه ألغي الحفل وكانت بدايته لقطات في حبه, كما أهديت الدورة له وبالتالي من يحبونه كان يجب أن يتواجدوا, مضيفة أنها لو تحدثت عن عبد العزيز لن تنتهي حيث من حسن حظها أنها قدمت معه عملين وهي في سنة أولي معهد وهما العار ثم البريء ثم التقينا في دنيا عبد الجبار وهارمونيكا والجينتل, لذلك فأنا عشت معه عمري كله فنيا وإنسانيا, كما انه متزوج أختي بوسي شلبي التي عاشت معه أصعب الظروف الفترة الأخيرة3 شهور في فرنسا وبعدها93 يوم. وأوضحت أن الرحل كان إنسان زاهد ولا توجد له طلبات يصل الاستديو مبكرا ويجلس مع العمال ويشعر كل فرد انه من أسرته, لذلك فهو مدرسة الصدق وحب الفن وأشارت علي أنها اختلفت معه خلال تصوير فيلم دنيا عبد الجبار حيث كان عايش في تفاصيل دور عبد الجبار وصرخ في وجهي قائلا أيه الفستان اللي لابساه ده زوجة عبد الجبار متلبسش كده وقلت له معنديش غيره قالي يقف الفيلم وترك الاستديو, وقد اعتذرت له بعد كده.