هو واحد من بين3 أدباء عرب دخلت رواياتهم قائمة أفضل100 عمل روائي في تاريخ الإنسانية, وصف بأنه صاحب اللغة الأكثر طواعية في توصيل الحالة النفسية الكامنة وراء نصه, قال عنه الأديب العالمي نجيب محفوظ: يكتب بالألوان, لما كتب عن البحر كنت بشوف اللون الأزرق, ولما كتب عن الصحراء في العلمين شفت اللون الأصفر, إنه الكاتب والروائي إبراهيم عبد المجيد. التقته الأهرام المسائي في أثناء مشاركته في مؤتمر بمكتبة الإسكندرية, وإلي نص الحوار.. في رأيك.. لماذا ارتبط اسم إبراهيم عبد المجيد برواية لا أحد ينام في الإسكندرية علي الرغم من كتابة روايات أخري؟ - لأن موضوع الرواية يدور حول مدينة الإسكندرية وطريقة بنائها الجديدة والمختلفة, بالإضافة إلي زمن الرواية كل ذلك أسهم في ربطها بأسمي, وهناك دائما لأي كاتب عمل يلتصق بأرواح الناس أكثر, وهذه مسألة لا يعرف أحد سببها المباشر. وهناك كثير من القراء من يذكر البلدة الاخري وطيور العنبر وبيت الياسمين وعتبات البهجة, وقبل رواية لا أحد ينام في الإسكندرية ظلت راوية البلدة الاخري حديث الصحف والمجلات لست سنوات. وما أقرب الروايات إلي قلبك؟ وإلي القراء؟ - كل رواية انتهي من كتابتها تكون الأقرب إلي قلبي, أما قياسا علي القراء فلا استطيع أن أحدد رواية اعتمادا علي المبيعات مثلا لأن الروايات كلها تتعرض إلي السرقة ويتم تزويرها وبيعها في الشوارع بأسعار زهيدة, ومن ثم لا أعرف بالضبط الأكثر مبيعا لأعرف الأحب للقراء. هل تعكف علي كتابة رواية جديدة؟ وعما تتحدث؟ - انتهيت من رواية نشرت منها فصلين بعنوان قطط العام الفائت ومن المقرر أن يتم طبعها قريبا, وهي رواية متخيلة يختلط فيها الواقع بالخيال والحقائق بالغرائب, عن ثورة حدثت في بلد يسمي لاوند, وتزامنت مع يوم جمعة الغضب الذي شهدته مصر في ثورة25 يناير2011, أي في28 يناير, ولكن في لاوند يوجد حاكم لديه قدرات سحرية فهو يستطيع أن يلقي بالناس الي أعوام سابقة في الزمان ومن ثم يلقي بكل شباب الثورة المحتشدين في الميدان إلي العام الماضي, هل سيعودون ؟ كيف سيعودون ؟ كيف ستتطور الامور؟ جو أسطوري رأيته ممتعا.. لماذا استغرقت كتابة بعض رواياتك سنوات طويلة؟ - لأن بعض الروايات كانت تحتاج قراءة كثيرة في الزمان والمكان التي تجري فيه أحداثها, كما حدث في لا أحد ينام في الاسكندرية وطيور العنبر مثلا, ومن ناحية أخري كنت لا أشعر بالرعب من الزمن كما يحدث الآن بعد التقدم في العمر, إذ كنت معتقدا أن الزمن يسير ببطء فلا داعي للاستعجال في كتابة الرواية. هل تعتقد أن هناك حالة تدهور في مستوي الأدب في مصر.. وما دور الدولة والمثقفين في إنقاذها؟ - لا اعتقد أن هناك تدهورا في مستوي الأدب في مصر, فمستوي الأدب عظيم وليس في مصر غير الأدب والفن, وإذا كانت هناك أعمال ساذجة تنال شهرة وتصبح الأكثر مبيعا فهذا كله مؤقت كما أن الاعلام يتحمل المسئولية فهو يروج لهذه الأعمال أيضا. كما أن بعض القراء يريديون التسلية وهناك من يريد الثقافة والمتعة معا والتسلية ليس معناها أن تدهورا حدث في مستوي الأدب, وعلي طول التاريخ الاعمال البوليسية مثلا أكثر مبيعا من غيرها وليس هناك أي عيب. هل فقدت مصر قوتها الثقافية الناعمة التي طالما كانت سببا في ريادتها للمنطقة العربية؟ - مصر إلي الآن ليس فيها إلا القوة الناعمة ولاتزال الموسيقي والغناء عوامل جذب كثير من الفنانين العرب ليأتوا هنا وتتسع شهرتهم. هل من سبيل لعودة مبيعات الأعمال الأدبية المطبوعة التي أثرت فيها التكنولوجيا الرقمية؟ - هذا يقع علي عاتق الجهات الإدارية لكنها لا تعمل للأسف- علي حد قوله, كما أن مصر موقعة علي اتفاقية حقوق المؤلف الدولية لكن لا جهة مختصة بذلك تعمل, ولا أعتقد أن الأدباء قادرون علي فعل شئ حيال هذا الأمر لأنه ليس من اختصاصهم. ما النصيحة التي توجهها للكتاب الشباب للتغلب علي المركزية التي تعاني منها الحركة الأدبية؟ - للأسف مصر تعاني من المركزية في كل شئ وليس في مجال الأدب فقط, فالعمل والنجاح والشهرة في العاصمة القاهرة, وهو ما واجهته في بداية حياتي, إلا أن الوضع الآن أفضل إذ أن أغلب الشباب يجد نفسه في دور النشر الخاصة أكثر من وزارة الثقافة وهو ما لا يتطلب المكوث في القاهرة. في رأيك.. هل تعتقد أن المناخ التعليمي الآن في مصر يفرز كتاب وأدباء مبدعين كما كان يحدث في الأجيال السابقة خاصة في ظل تراجع الاهتمام باللغة العربية؟ - المناخ التعليمي لا يفرز أي شيء طيب لا أدباء ولا علماء, وهو ما يتطلب نظرة من الدولة بكامل مؤسساتها, ولكن لا يجب إغفال أن أصحاب المواهب الحقيقة لا يوقفهم أحد, وسوف ينجحون في إيجاد ألف طريق للمعرفة والمتعة وتحقيق مواهبهم. ما رأيك في مقولة كلما أغرقنا في المحلية وصلنا للعالمية؟ - مقولة صادقة بكل تأكيد, ولكن مع ضرورة فهم أن الأدب لا ينقل الواقع بل يصنع عالما موازيا فيه من الخيال أكثر مما فيه من الحقيقة, وكذلك العناية بالشكل الفني للعمل الفني يضعه وسط الأعمال الحقيقية.