أماكن الكشف الطبي للمرشحين في انتخابات مجلس النواب    وزيرة التضامن تتلقى تقريرًا عن جهود الاستجابة لارتفاع منسوب نهر النيل بقرى محافظة المنوفية    حزب السادات يدعو لإحياء ذكرى نصر أكتوبر أمام ضريح بطل الحرب والسلام بالمنصة    «النهر الجديد».. شريان أمل تشقه مصر في زمن المشهد المائي المربك    أسعار الذهب فى قطر اليوم السبت 2025.10.4    استشهاد 3 فلسطينيين في قصف مدفعي وسط خان يونس    فيريرا: لا أفهم هجوم جماهير الزمالك بسبب اللغة، ومحبط من التعادل أمام المحلة    خبير: الزواج السري قنبلة اجتماعية موقوتة تهدد الميراث وتقطع الأرحام    سلوى عثمان تنضم لفريق عمل "كلهم بيحبوا مودي"    وزير السياحة والآثار يفتتح مقبرة الملك أمنحتب الثالث بالأقصر    نائب وزير الصحة يوجه بمعاقبة المتغيبين عن العمل بمركز طب الأسرة بالسنانية في دمياط    خبير بالأهرام: خطة ترامب لغزة تفتقد التفاصيل والضمانات الكافية    جمال نزال: خطة ترامب تؤجل الاعتراف بفلسطين رغم دعم دول كبرى لها    طوفان بشري.. مئات الآلاف يتظاهرون في برشلونة ضد الإبادة الجماعية في غزة والاحتلال الإسرائيلي    رئيس جامعة جنوب الوادي يناقش الحوكمة الإلكترونية للتغذية بالمدن الجامعية    استقبل تردد قناة صدى البلد دراما 2025 الجديد على نايل سات    الدوري الألماني.. بوروسيا دورتموند يسقط في فخ لايبزيج    انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي بين طلائع الجيش والجونة    عميد كلية البنات الإسلامية بجامعة الازهر بأسيوط يفتتح المعرض الخيري السنوي بالكلية    ضبط عدد من قضايا الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    أقوى عرض لشحن شدات ببجي موبايل 2025.. 22،800 UC مجانًا    الأرصاد: غدا الأحد طقس حار نهارا معتدل ليلا.. والعظمى بالقاهرة 31    أسعار البنزين والسولار السبت 4 أكتوبر 2025    مستقبل وطن بكفر الشيخ يدفع ب4 مرشحين في القائمة الوطنية لانتخابات النواب 2025 | خاص    "بداية أسطورية ل Kuruluş Osman 7" موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عثمان على قناة الفجر الجزائرية    خبير متاحف: المتحف المصري الكبير ليس مجرد مشروع سياحي بل بيت للمجتمع المصري    وزير الخارجية يؤكد أهمية تكاتف جهود أبناء الوطن في الداخل والخارج لدعم المصالح المصرية والدفاع عنها    مواقيت الصلاه اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 في المنيا    حكومة جنوب إفريقيا: نرحب بالتقدم المحرز نحو اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    رئيس الوزراء: صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية في مصر صناعة عريقة    أضرار الزيت المعاد استخدامه أكثر من مرة.. سموم خفية    غدا احتفالية نقابة الصحفيين بذكرى نصر أكتوبر المجيد    محلل سياسي: القاهرة تستضيف مباحثات حاسمة لوضع جداول زمنية لانسحاب إسرائيل    افتتاح فرع جديد للخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان لأول مرة بالسويس لعلاج المرضى مجانا    بطل رفع الأثقال البارالمبى: إقامة بطولة العالم بالعاصمة الإدارية حدث تاريخى    تأجيل محاكمة المتهم بقتل شاب من ذوى الهمم بالبحيرة لجلسة 7 أكتوبر    أبرز إنجازات خالد العنانى المرشح لمنصب مدير اليونسكو    الصحة تطلق النسخة الخامسة من مؤتمر قلب زايد بمشاركة نخبة من خبراء أمراض القلب    وكيل صحة سوهاج يتابع أعمال لجنة الكشف الطبي للمرشحين المحتملين لمجلس النواب    منح النيابة حق التحقيق بدون محام يثير أزمة باجتماع مناقشة الاعتراض على "الإجراءات الجنائية"    السيسي يتابع توفير التغذية الكهربائية للمشروعات الزراعية الجديدة.. فيديو    حريق هائل بمصنع بلاستيك في العاشر من رمضان    " سي إن بي سي": توقعات باستمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي حتى 14 أكتوبر وسط تعثر المفاوضات    وكيل الشباب والرياضة بالفيوم يشهد انطلاق الدورة الأساسية رقم 578 للمدربين والإداريين    محافظة الإسكندرية تتوج بجائزة سيول للمدن الذكية    وزير الزراعة يعلن تحقيق الصادرات الزراعية المصرية 7.5 مليون طن حتى الآن    قوافل طبية وغذائية لدعم الأسر المتضررة من ارتفاع منسوب مياه النيل بدلهمو بالمنوفية    موجة انتقادات لاذعة تطارد محمد صلاح.. ماذا فعل النجم المصري؟    ما حكم من لم يقدر على الوضوء لأجل الصلاة؟.. الإفتاء توضح    ننشر أسماء المرشحين للفردى والقائمة للتحالف الوطني ببنى سويف للانتخابات البرلمانية 2025 (خاص)    هالة عادل: عمل الخير وصنع المعروف أخلاق نبيلة تبني المحبة بين البشر    بينهم طفلان.. 6 شهداء في قصف الاحتلال غزة وخان يونس    تشكيل الزمالك المتوقع أمام غزل المحلة بالدوري    أسعار الحديد في المنيا اليوم السبت 4 أكتوبر 2025    دار الإفتاء توضح: حكم الصلاة بالحركات فقط دون قراءة سور أو أدعية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة قنا    موعد انخفاض أسعار الطماطم في الأسواق.. الكيلو وصل 35 جنيه    وزير الخارجية يثمن الدعم الفرنسي للمرشح المصري لرئاسة اليونسكو خالد العناني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إبراهيم عبد المجيد ل «الأهرام»:قانون «العيب فى ثورتى يناير ويونيو».. لا معنى له إلا القمع
نشر في الأهرام اليومي يوم 15 - 12 - 2014

إبراهيم عبد المجيد أحد أبرز الروائيين المصريين ، صاحب مشوار يمتد لأربعين عاما، هو من الكتاب الذين اهتموا بالمكان كصفة مميزة لأعماله، وهو دائما يدخل الى قلب التاريخ متسلحا بالوثائق ،وهو صاحب لغة ناعمة مدهشة تساعدك على تقبل الآخر والتحليق بعيدا لتسامح الزمن ايضا.. يمزج دائما فى كتاباته الألم بالمتعة ويرسم بالقلم عوالم مليئة بالمتناقضات..
أصدر العديد من الروايات : المسافات الصياد لا أحد ينام فى الاسكندرية،بيت الياسمين،برج العذراء والعديد من القصص القصيرة الشجر والعصافير ،فضاءات .. ترجمت أعماله الى العديد من اللغات..
التقته «الاهرام» وما بين ضفاف الادب والسياسة وما بين الواقع والخيال، وما بين الماضى والحاضر وما بين الآسى وعتابات البهجة دار الحوار التالي....


إبراهيم عبد المجيد لو كان من مواليد القاهرة ..هل سيكون بهذه الدرجة من الإبداع الأدبى ؟
سؤال من الصعب الإجابة عنه .. المواهب تولد مع الانسان، الحياة من حوله تشعلها أو تجهضها،بالنسبة لجيلى كانت المدن أقل قسوة مما هى عليه الآن، ومن ثم ربما كان تأثير القاهرة إيجابيا أيضا لو ولدت بها، لكن فى الوقت نفسه تشهد القاهرة متاعب كان يمكن وقتها ألا تتحمله شخصيتي، فالقاهرة رغم مافيها من جانب إيجابى إلا أنها ايضا مجال لصراعات شخصية كثيرة تضيع وقت وعقل الكاتب إذا مشى وراءها .. ومن ثم يظل للاسكندرية قيمتها الروحية كمكان مريح حتى لو وجد الانسان نفسه في خلاف مع غيره فوقفة على شاطئ البحر تعينه علي الألم.
كتبت ثلاثية تحمل «لا أحد ينام فى الاسكنرية»،«طيور العنبر« ،«الاسكندرية فى غيمة» .. هل تتعدى لديك الاسكندرية كونها مدينة ساحلية فقط، أم ماذا تعنى لك؟
لم أكتب الثلاثية فقط عن الاسكندرية ،فهناك أيضا «ليلة العشق والدم» و«الصياد واليمام» و«بيت الياسمين» وقصص قصيرة متعددة .. لكن الثلاثية روايات ملحمية الطابع تراجيديات مدينة إذا جاز التعبير ،مساحة أكبر من الزمن والبطولة وصراع كبير بين الخير والشر وشخصيات تقاوم ما يحدث في العالم وفى المدينة من حولها .. الملحمية هى مايميز هذه الثلاثية التى تحاول الإمساك بروح المدينة التى كانت عاصمة العالم لقرون وليست مجرد مدينة ساحلية .
الاسكندرية في ثلاث نقاط تحول كبري .. الرواية الاولى «لا أحد ينام فى الإسكندرية» هى المدينة العالمية التي عرفها التاريخ .. مدينة التسامح والتعددية فى الأديان والأجناس وقبول الآخر فى لحظة فارقة فى تاريخ العالم ،وتاريخ المدينة أعنى بها الحرب العالمية الثانية.. الرواية الثانية «طيورالعنبر» ونشرت بعد أربع سنوات من الأولي عن نقطة فاصلة أخرى من تاريخ المدينة وهى الخمسينيات بعد حرب السويس والخروج الكبير للأجانب «انجليز وفرنسيين» ،ثم بسبب سياسة تمصير الاقتصاد قبل التأميم بدأ خروج اليونان والطليان والأرمن وغيرهم وخروج اليهود المصريين قسرا .. صارت الإسكندرية مصرية مثل مصر كلها لكن فقدت روحها العالمية وثقافة البحر المتوسط التى اعتبرها النظام الحاكم ثقافة استعمارية مثل اللغة الانجليزية التى حذفت من المدارس الابتدائية وتخطيط الشوارع ونظم البناء وحرية الرأى والانتخابات وغير ذلك .. «الثالثة» الإسكندرية فى غيمة «هى نقطة تحول أخيرة في عصر السادات حيث بدأ الهجوم الوهابى السلفى المتخلف على مصر كلها ومنها الاسكندرية ففقدت روحها العالمية والمصرية معا و صارت كما صارت مصر كلها تدين بأفكار قبلية صحراوية تحت شعار مضلل يتمسح بالإسلام بينما قبل ذلك كان الإسلام فى أعظم مكان ومكانة فى مصر .
منذ متى لا أحد ينام فى الاسكندرية ؟
هذا العنوان بسبب الحرب العالمية الثانية ،فالاسكندرية لم تهنأ بليلة بدون غارات جوية.. أول غارة سموها غارة الست ساعات لأنها استمرت ست ساعات فى المساء ،كان السكندريون يسمونها أيام الهجار ..اى الهجرة ،حيث ترك الكثيرون المدينة وعموما الاسكندرية لا تنام صيفا وتظل فى الشوارع والمقاهي، ولا تنام شتاء وان سهرت في البيوت والنوادى الليلية ..فلا انسى عودتي وأنا صبى من السينما في منتصف الليل في الشتاء وأري المقاهى ساهرة وصوت أم كلثوم يأتى منها «سهران لوحدى» ..الاسكندرية سهرها فى الصيف صخب وفى الشتاء سهرها أجمل بين دفء الأهل أو الأصدقاء والمدينة التى عادت لسكانها بعد أن رحل المصيفون.
متى يشعر ابراهيم عبد المجيد بأن قريحته الأدبية فارغة ، وكيف تشحذها ؟
بعد الانتهاء من كتابة رواية.. لكني لا اشحذ قريحتى للكتابة،فأنا أعرف أن ما أراه ويدهشنى يتم اختزانه في مكان ما من الروح وأبدو وقد نسيته بالفعل لكنه يستيقظ في موعده ويطلب الظهور .
الروايات مثل ديون قديمة لا يحدد الكاتب أوان دفعها! هى التى تحدد.. روايتى «لا أحد ينام فى الاسكندرية» تمنيت كتابتها أكثر من عشرين سنة ثم قفزت إلى الروح، ورواية «هنا القاهرة» تمنيت كتابتها منذ ثلاثين سنة و«أداجيو» روايتى الأخيرة تمنيت كتابتها منذ اثنتي عشرة سنة وقفزت في موعدها .
هناك روايات داهمتنى ولم أستطع أن أتركها لروحي تعيدها كما تشاء مثل «الصياد واليمام » و«ليلة العشق والدم» ، ويوم رغبت في كتابة «البلدة الأخري» جلست فكتبت «بيت الياسمين» وتأخرت البلدة الأخرى عامين وهكذا .
هل تعتبر كتابك الجديد «ما وراء الكتابة: تجربتى مع الإبداع» ، سيرة ذاتية لإبراهيم عبد المجيد يسرد لنا من خلالها كواليس ابداعاته الأدبية وحياته الشخصية ؟
هو سيرة الكتابة أكثر منه سيرتى الشخصية.. كيف قرأت وكيف كتبت والقضايا الفنية التى قابلتها أو فكرت فيها أو تجاوزتها، وعلاقة الكتابة بما درست من فلسفة وأدب ولغة وبما قرأت وبما عشت من علاقة مع بلاد وخلق الله.. علاقتى مع الليل والموسيقى والوحدة والحب والفراق والموت والسجن والشيوعية والناصرية والليبرالية وكل ذلك من خلال الكتابة او علاقة ذلك كله بما كتبت، وما وراء كل رواية من حقائق وكيف صارت خيالا وكيف وجدت حلولا جمالية لموضوعات رواياتي.
بماذا تنصح الجيل الجديد من الكتاب لكى يأخذوه فى الاعتبار وتتميز أعمالهم القصصية والروائية ؟
لا نصيحة فى الأدب والفن إلا الإخلاص لما تكتب والاستغناء به عن كل مكاسب الدنيا .. وبالطبع القراءة في العلوم والفلسفة والتاريخ والسياسة وعلم النفس والنقد الأدبى وتاريخ الأدب ليعرف الكاتب أين يقف وكيف.
روايتك «فى كل أسبوع يوم جمعه» ، كانت جرأة منك فى أن تدخل إلى عوالم الإنترنت وتكتب رواية عن أحد المواقع الإلكترونية، كيف أخذت قرار اقتحام هذا العالم الشائك وخصوصا أنك لست من جيل الشبكة العنكبوتية ؟
هذه أيضا من الروايات التى داهمتني، كنت أجلس إلى مكتبى افكر أني كتبت عن مدن وبلاد لكن في الفضاء الافتراضى وعالم الانترنت بدوره مدنا أخرى وإن لم تمش فيها بقدميك .. قفزت الفكرة.. بدأت اكتب الرواية.. وكانت المشكلة أن هذا العالم غير الرواية كعمل ادبى .. الرواية دائما لها بطل واحد أو اثنان أو ثلاثة واقصى ما وصلت إليه أربعة «الرباعيات». . وكل منها بطل فى أحد أجزائها . كيف تكون هناك أعداد كبيرة ولا يملها القارئ ولا تهرب من وعيه أو روحه، الصفحات والمواقع الالكترونية مفتوحة لكل الناس ووجدت طريقة ، فصاحبة الموقع لا تقبل أصدقاء لها إلا يوم الجمعة ..وفى كل يوم جمعة يخرج عدد من الموقع وينضم عدد آخر ويحدث «شات» جماعى فلا يغيب أحد عن القارئ فضلا طبعا عما بينهم من رسائل خلال الأسبوع. صار يوم الجمعة هو يوم البدايات والنهايات.. من يخرج أو يدخل او يقتل او يتزوج .. طبعا كان المجهود كبيرا لتكون لكل شخصية لغتها ،ولانه عالم افتراضي فالجرأة فيه كبيرة ،فضلا عن استخدام لغة هذه المواقع.
لكن القضية الأهم أنني فى النهاية أدرك أنى اكتب رواية .. أدبا ، ومن ثم لا أنقل صورة فوتوغرافية من الوقع كما نراها على الأنترنت .. اكتفيت بالإيميلات والشات والحكايات والتعريفات حتى لا تغرق الرواية في تفاصيل تكنولوجية.. فالفن لاينقل الواقع كما هو.
فى رأيك هل المكان عند الأديب هو ركن اساسى فى الإبداع .. بمعنى آخر إلى أى مدى المكان محرض للكاتب؟
المكان له قيمته الكبرى، الروايات الكلاسيكية كانت ترى المكان بعيون الأبطال.. سعداء فالمكان جميل.. تعساء فالمكان قبيح، والرواية الجديدة في أوروبا فى الستينيات رأت المكان مستقلا، لاهو جميل ولا قبيح.. قائم بذاته .
أنا رأيت المكان فاعلا أساسيا فى الشخصية، ففى الصحراء يختلف السلوك عن المدينة وفى الزحام يختلف عن الفراغ ، وفى الحدائق يختلف السلوك عنه في البحر.. وهكذا.
فى روايتي «المسافات» المكان صانع أساطير.. و«فى ليلة العشق والدم» صانع توتر وذكريات ..و« فى الصياد واليمام» صانع للعدم.. فى البلدة الاخرى صانع للصمت والاغتراب... وهكذا .
هل ترى أن كتابة الدراما التليفزيونية جديرة بالتجربة لأنها تصل الى فئات معينة من الجمهور، لا تصل اليهم عن طريق أعمالك الأدبية ، وهل هناك مشاريع درامية تعمل عليها فى الفترة المقبلة ؟
جربت ذلك مرة وكنت سعيدا بالتجربة الأولي و كانت مع المخرج الكبير عمر عبد العزيز وهى مسلسل كوميدى جميل اسمه «بين شطين وميه» معظمه من قصصى القصيرة وبطولة حسين فهمى ، وكانت أياما جميلة ، لكن التليفزيون أخفاه لأن أحداثه غرائبية وعجائبية ورأوها سياسية ، عرضوه مرة واحدة فى الفضائية المصرية وأخفوه ،وفي التجربتين التاليتين قام المخرجان بتغيير ما كتبت بشكل كبير جدا فابتعدت بهدوء وقلت العمل مسؤولية المخرج .
لو كنت تكتب رواية عن ثورة 25 يناير أى نهاية كنت ستكتبها لها ، وهل فوجئت بما حدث بعد ثلاث سنوات من الثورة أم انك سبقت الأحداث بخيال الأديب ؟
لم أفاجأ بشكل كبير لكن لا أخفى عليك لم أك أدري أن تحت السطح كل هذا الحجم من البشاعة التى جعلت من يقول ان الثورة مؤامرة ،وكتابة رواية عن الثورة أمر لم أفكر فيه بعد .
قلت فى رواية الإسكندرية فى غيمة : «أعرف الشعب المصرى جيدا.. سيمشى وراء الوهابيين لأن النظام السياسى يوسع لهم.. فى النهاية سيضحك عليهم..سيكون الحجاب زيا عاديا وليس علامة على الاسلام.. وستكون الذقن والجلباب طريقة عند الكثيرين للتحايل على الحياة والناس.» ..فهل ترى أن تلك المقولة تغيرت بعض الشيء بعد ثورة 30 يونيه أم أن هذه الدرجة من الاستيعاب والنضوج الفكرى لم تصب بعد جزءا كبيرا من المصريين ؟
بل قلت ماهو أكثر ..قلت إن الإخوان المسلمين والتيارات الاسلامية ستصل إلى الحكم يوما وفى اللحظة التى سيتصورون فيها أن البلد طابت لهم سيخرج الناس عليهم وسينتهون إلى الأبد .
بدأت كتابة الرواية قبل أن يصل الإخوان إلي الحكم وانتهيت منها فى سبتمبر عام 2012 بعد شهرين أو ثلاثة من وصول مرسي للحكم ونشرتها في يناير 2013 ،اى فى منتصف حكم مرسي وتحقق ماكتبت بعد ستة أشهر من النشر ، المقولة لم تتغير بعد 30 يونيو بل تزداد إلى درجة الشطط أحيانا كما هو الحال فى ازدياد أعداد الملحدين مثلا.
الى متى ستستمر الفجوة بين الشباب والسلطة السياسية ..كيف الخروج من هذه الأزمة؟
بطريقة بسيطة جدا .. إلغا ء القوانين المقيدة للحريات مثل قانون التظاهر وتعديله ليكون بالإخطار وليس بالموافقة ومن ثم الإفراج عن المحبوسين بسببه وإلغاء قانون الحبس الاحتياطى المفتوح الذى هو اعتقال مقنّع ، وحتى القانون الجديد المزمع إصداره .. قانون العيب فى يناير أو يونيو لا معنى له إلا القمع .. الثورات أنشطة إنسانية ولا يخضع تقييمها لقانون ، وأرجو ألا يحدث .
اخر تقرير من المركز المصرى للشفافية ومكافحة الفساد يشير الى ان الفساد فى مصر يهدر 800 مليار جنيه سنويا!! هل تتوقع التغلب على هذا الفساد ام انه باق ومستمر ؟ وما الحل للقضاء عليه؟
يحتاج وقتا وإرادة .. الفاسدون لن يكفوا عن الفساد ،لكن الفساد لايتم وحده ،وهناك تقارير تشير مباشرة الى وقائع محددة وأسماء محددة لكن لايتم التحقيق فيها للأسف .
ما الذي تتمناه لمصر عام 2015 ؟
الدولة وحدها لن تستطيع أن تفعل ما نريد، المجتمع المدنى يستطيع الكثير لو أطلقت يده ، يستطيع تقديم وعمل برامج اقتصادية واجتماعية وثقافية وفنية ، لكن الأمور تذهب للتضييق على المجتمع المدني .
لقد استمعت إلي حديث مهم للمهندس سميح ساويرس قال فيه ان هناك قانونا بدفع الأغنياء خمسة في المائة زيادة على ضرائبهم،و ينص على الا يدفع رجل الأعمال المبلغ مباشرة إلي خزينة الدولة ، لكن أن تقدم له الدولة خريطة بالمشروعات التى يقوم بها بهذا المبلغ.
والرجل أعنى المهندس سميح ينتظر أن يقول له أحد من الدولة شيئا عن القرى التى يراد تحديثها أو المدارس والمستشفيات التى يراد إقامتها أو أي شيء ليفعله ،لكن لا أحد يقول .. إذن لن يدفع أحد لأن التقصير من الدولة .. هل هذا صعب أن تفعله الدولة ؟ هل لابد أن تفعل هى كل شىء.
هذا ملمح واحد من إبعاد المجتمع المدنى وهذا أمر محزن .. ناهيك عن القوانين المقيدة للجمعيات الاهلية الحقوقية بالذات، هل ستعرف الدولة كل أخطاء أجهزتها؟ الدولة المركزية مهما كنت قوية هي ضعيفة فالزمن اختلف .. هل يسمع أحد ؟ يارب .
هل تعتقد انه بعد الانتهاء من تشكيل برلمان جديد ستقل أعمال الإرهاب فى مصر؟
أعمال الإرهاب تقل مع الوقت ، والبرلمان مهم جدا لأنه أيضا يقلل المسؤولية عن الرئيس، فالوزراء والمحافظون أكثر من أن يستطيع أي رئيس محاسبتهم وحده .. هذه أهمية مجلس الشعب والمجالس المحلية ، ومؤكد سيكون لمجلس الشعب دوره في تخفيف الاحتقان .
بماذا تشعر عندما تقرأ كل فترة قصيرة عن شاب أو فتاة قرر ان ينتحر شنقا او غرقا ليعلن سخطه ويأسه امام الجميع ؟
هى إنذارات بالغضب الإلهى على الأمة فيما بعد .
هل ترى أن مصر اصبحت قاسية على أولادها لدرجة أن يفروا منها هاربين بطرق غير شرعية تؤدى بهم الى الغرق والموت ؟
للاسف .. وبعد حرب اكتوبر خرج الجيل المنتصر من الحرب إلى نوافذ السفارات العربية والأجنبية للعمل والهجرة وسياسة الانفتاح الاقتصادى بدأت فى افقار الناس ونهب الوطن ، وكما صورت ذلك في روايتي «هنا القاهرة» صار المصريون بلا وطن وهم الذين انتصروا ليكون لهم وطن وإزداد الأمر فى الأربعين سنة التالية حتى تجاوز حدود أى احتمال .
فى ذكرى ميلاد نجيب محفوظ ، ترى لو كان بيننا الآن بماذا كان سيشعر ، وهل القاهرة الآن تختلف عن قاهرته التى كتبها؟
لم يكن سيكف عن ابتسامته بين الناس وتواضعه العظيم . وكالعادة سيحتفظ بمرارته مما حوله ليصحو مبكرا يكتب اعماله العظيمة، أما القاهرة فقد اختلفت تماما ، لم تعد مدينة محددة الملامح و صارت عشوائيات غلبها التزييف من هجرة الناس الكثيفة إليها ومن تواطؤ السلطات على تشويه البناء والشوارع ،اضافة الى الزحام المرعب بسبب سوء التخطيط والهجرة من الريف كما قلت .
ما المسافة بيننا وبين «عتبات البهجة» هل هى شاسعة لدرجة الاستحالة ؟ ام اقترابها مازال ممكنا ؟
لا تزال كبيرة .. وقفنا على عتبة البهجة مرة فى ثورة يناير ، ثم استطاع أشباح الاخوان دخول البيت فأطلقت كل الأشباح القديمة ، مصر بلد أشباح صنعتها الانظمة السابقة ، وجيل الشباب محظور عليه أن يوجه الضوء إلي عيونها .. لكن مصر دائما تستطيع أن تضحك وان تعبر.. وتقول ربنا كريم .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.