أطلق عليه اسم عيد ليقترن باسم والده سعيد الذي ينتمي لإحدي القبائل البدوية في شمال سيناء, فرحا بقدومه لكنه صار عكس الاتجاه, فشل في بداية مراحله الدراسية وخرج يبحث عن حرفة يتقنها وظل يتنقل من مكان لآخر وأصيب بحسرة وخيبة أمل. أغواه الشيطان بالانضمام لعصابات المخدرات التي تجلب البرشام من الهند والصين عن طريق الموانئ البحرية والحدود البرية وأقنعهم أن يكون تحت إمرتهم في ترويج الحبوب بنظام الجملة بين تجار الكيف, وفي بداية الأمر لم يعيروه اهتماما, إلا أنه اكتسب ثقتهم بالتدريج وأصبح ساعدهم الأيمن في طرح البرشام بمحافظات القاهرة الكبري بنظام الجملة. فضل عيد أن يرحل من محل إقامته في شمال سيناء لضواحي الإسماعيلية بعد تضييق الخناق عليه واختفي تحت عباءة العمل في مجال الزراعة لكي لا ينفضح أمره وتواصل مع زبائنه. ونظرا لخطورته الشديدة لكونه من المصادر الرئيسية التي تمد مروجي الحبوب المخدرة بالبضاعة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية تحت الملاحظة ونجح رجال مباحث الإسماعيلية في إلقاء القبض عليه متلبسا وبحوزته كميات من البرشام الوارد من الخارج وسلاح ناري وتحرر له المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء عصام سعد, مدير أمن الإسماعيلية, قد عقد اجتماعا مع اللواء إبراهيم سلامة مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة المعلومات الواردة لهما بخصوص وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتردد عليها تجار المخدرات للحصول علي الأصناف لترويجها بين الشباب لتحقيق أفضل عائد مادي. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عربان, رئيس مباحث الإسماعيلية, ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والرائد فهمي عبد الصمد مفتش المباحث الجنائية والمعاونين النقباء مروان الطحاوي ومحمد سالم وعبد الله العادلي ومحمد إسماعيل ودلت التحريات أن المدعو عيد الشهير بلقب سعيد32 سنة يعمل في مجال الزراعة نزح من شمال سيناء للإقامة في أحد توابع قرية المنايف للرغبة في زيادة حجم تعاملاته بشأن ترويجه للبرشام الذي توفره له مصادره بكميات كبيرة. وأضافت التحريات أن المتهم شديد الحيطة والحذر في عملية تسليم بضاعته ويتفق مبدئيا مع زبائنه علي الكميات التي يريدونها هاتفيا ويحدد لهم الأماكن التي يلتقيهم فيها لكي يضمن عدم وجود أي ملاحقات أمنية له, وأشارت التحريات إلي أن تاجر الحبوب المخدرة اشتري سلاحا ناريا لاستخدامه إذا تعرض إلي أي مكروه في تعاملاته التي تجري يوميا مع العناصر الخطرة. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث بالاشتراك مع رجال الشرطة السريين خطة أمنية محكمة اعتمدت علي نشر أكمنة ثابتة ومتحركة في مناطق تواجده لاستهدافه في أي لحظة وعندما حانت لحظة الصفر سارعوا نحوه وألقوا القبض عليه متلبسا ومعه كميات من البرشام المخدر والسلاح الناري وكاد يهرب في المزارع لولا سرعة محاصرته وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بحيازته للمضبوطات بقصد الاتجار فيها والتربح من ورائها وأدلي بمعلومات تفصيلية وبعرضه علي كمال الشناوي رئيس نيابة أبو صوير باشر التحقيقات معه وأمر بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيق.